عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2010, 05:47 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بحث فى الجودة الشاملة في التعليم العام:المفهوم والمبادئ والمتطلبات ( قراءة إسلا


5-درجة كفاءة العاملين :

ويقصد بها قدرة العاملين على التعامل مع التغيرات العالمية والتزود بالخبرات والمعارف ، والتعامل بنجاح مع الآخرين ؛فالموارد البشرية الفعالة هي خير ضمان لتطبيق واستمرار نجاح الجودة الشاملة في التعليم .لذلك من الضروري العناية بالعاملين في المدرسة على اختلاف وظائفهم من جميع النواحي حتى يستطيعوا تقديم خدمات تعليمية ذات جودة عالية . ولنا في رسول الله أسوة حسنة فبعد قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة أوجد وسطاً ملائماً لانتشار التعليم ،وبعد زمن يسير ظهرت آثار حركة التعليم الجديدة في إظهار الطاقات الكامنة ، فإذا بأعداد هائلة تعنى بالفكر والعلم ، وتظهر القدرة والإبداع في ميادين شتى وتسهم في بناء الصرح الثقافي والحضاري الجديد (110) . فما أن بايع الرسول r وفد المدينة حتى أرسل معهم مصعب بن عمير t معلماً يقرئ أهل المدينة الذين دخلوا في الإسلام ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين ، ولا تمضي مدة طويلة حتى تبرز أسماء وقيادات تربوية من الرجال والنساء أمثال:أبي بن كعب،وزيد بن ثابت ، وأبي زيد،ومعاذ، وأبي الدرداء، وسعد بن عبادة، وأبي عبيدة بن الجراح، وأسيد بن حضير، وأم ورقة بنت عبد الله بن الحارث وغيرهم كثير...(111) فاتخذ النبي r منهجاً تربوياً مثالياً قائماً على تعاليم الدين ليزيل الجهل ويقدم المعرفة والحكمة ، ويربي الأمة على درجة عالية من الكفاءة في العلم والعمل .

6-التدريب :هو الجهد المنظم والمخطط له بهدف تزويد العاملين في المدرسة بمختلف مستوياتهم الوظيفية وتخصصاتهم بمعارف ومفاهيم عن فلسفة الجودة ومفاهيمها ومبادئها ومتطلباتها ومعوقاتها وأدواتها بهدف إكسابهم مهارات وقيم سلوكية تساعدهم على الشعور بأهمية تطبيق إدارة الجودة وتطبيقها بشكل سليم يؤدي إلى تحسين الخدمات التعليمية .لذا كان من الضروري تنظيم دورات تدريبية للعاملين في المدرسة عن إدارة الجودة وتطبيقها ليساعد على تحقيقها ؛فالتدريب على مفاهيم الجودة هو الضمان للسعي في الاتجاه الصحيح لتطبيق الجودة الشاملة بالمستوى المطلوب .

وقد ورد في السيرة النبوية المطهرة الكثير من القصص التي تبرز اهتمام النبي r وصحابته الكرام بالتدريب على مفاهيم الجودة وتطبيقاتها فقد كان المسجد النبوي أول مركز تعليمي تدريبي حيث قام بمسؤولية كبرى في مجال نشر التعليم ثم عضدته ثمانية مساجد أخرى وكان كل مسجد منها يتخذ مدرسة تلقى فيها الدروس وتنعقد فيها حلقات العلم ، ويخطب فيها في كل جمعة ، ويتلى فيها القرآن وكان يحضر هذه الدروس عدد من الصحابة يصل أحياناً إلى سبعين وكان الرسول r يطلب من أصحابه الذين يعرفون القراءة والكتابة أن يعلموا من لا يعرفونها .ومن حصيلة هذه المؤسسات الأولية انتشار العلم ، وتعدد المهارات بين أصحاب رسول الله r وأكبر مثال لذلك أهل الصفة فقد كان لأهل الصفة دور فعال في المجتمع فقد كانوا رهباناً في الليل وفرساناً في النهار فلم يكن انقطاعهم للعلم والعبادة ليعزلهم عن المشاركة في أحداث المجتمع والمشاركة في بنائه .فقد كانت الصفة مدرسة داخلية نظامية يتم فيها تعليم القرآن والعلوم الإسلامية الأخرى بإشراف مباشر من رسول الله r وكان من بين تلاميذها أبو هريرة ، وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما(112).

كما نبغ في كثير من تلك العلوم عدد كبير من الصحابيات اللاتي بلغت دقتهن في الرواية والحفظ أن الحافظ الذهبي اتهم أربعة ألاف من المحدثين ، ولكن لم يتهم أي محدثة بالكذب ،بجانب أنه استنبط من هؤلاء المحدثات الكثير من الأحاديث التي تتعلق بالأحكام الشرعية وغيرها ، والتي اعتمدها كبار الفقهاء والمشرعين بعد ذلك في فتاويهم وقضاءهم . وبجانب العلوم الدينية برعن في الفصاحة والبلاغة مثل: الخنساء ، وفي الطب وغيرها من العلوم مثل : السيدة عائشة رضي الله عنها التي ضربت المثل الأعلى في تعدد المهارات وجودتها فقد قال عروة بن الزبير رضي الله عنه (لقد صحبت عائشة فما رأيت أحد أعلم بأية أنزلت ، ولا بفريضة،ولا بسنة، ولا بشعر ، ولا أدرى له ، ولا بيوم من أيام العرب ، ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا ، وبقضاء ، ولا طب منها ...) (113) . فالأمثلة على هذا المتطلب كثيرة تضيق بها صفحات هذا البحث. فقد حرص الرسول r على تأهيل وتدريب أصحابه ،ويعمل على إعدادهم قبل تكليفهم ففي الحديث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r بَعَثَ مُعَاذًاt إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ : (كَيْفَ تَقْضِي فَقَالَ أَقْضِي بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِr قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ أَجْتَهِدُ رَأْيِي قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِr ) (114).وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ t قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ : إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ)(115).
7- التركيز على قيادة الجودة : فاتخاذ القيادة أمر ضروري فكان الرسول r يوصي أصحابه باتخاذ قيادة لكل جماعة في قوله : (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم ) (116). فتأثير المدير في سلوك الأفراد والجماعات في المدرسة على نحو احترام إنسانية العاملين ، يؤدي إلى كسب ولائهن ودفعهن نحو إنجاز الأهداف بجودة عالية. فالعنصر البشري هو الأساس في العمل مما يتطلب اختيار هذا الإنسان وفق معايير محددة وتأهيله بشكل مسبق ولله المثل الأعلى في قوله تعالى : â






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس