عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2008, 04:08 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب

نينوى


الملك العراقي (السلالة الآشورية) آشور بانيبال



هي المدينة الأقدم والأشهر في الإمبراطورية الآشورية القديمة، تقع على الضفة الشرقية لدجلة مقابل الموصل الحالية (في العراق). ومنذ أقدم العصور كانت الطرق القادمة من تلال كردستان تلتقي هناك، كما إن رافدا ً لدجلة هو نهر الخوّار، يزيد من الخصوبة الزراعية والرعوية لتلك المنطقة.

أول من مسح نينوى ورسم خارطتها هو عالم الآثار كلوديوس ج. ريتش في سنة 1820، وهو العمل الذي أكمله فيليكس جونز وطبعه في سنة 1854. أما أعمال التنقيب فقد نفذها أشخاص عديدون بشكل متقطع منذ ذلك الحين. في الفترة 1845 – 1851 اكتشف أ. هـ. لايارد (السير هنري فيما بعد) قصر سنحاريب وأخذ معه إلى إنكلترا مجموعة لا نظير لها من الرسوم النافرة المنحوتة على الحجر بالإضافة إلى آلاف الرقم المكتوبة بالمسمارية من مكتبة آشوربانيبال الكبرى. وأكمل هرمز رسام هذا العمل في 1852. وفي الفترة 1929 – 1932 نقب ر. كامبل ثومبسون في معبد نبو لصالح المتحف البريطاني واكتشف موقع قصر آشورناصربال الثاني. في 1931 – 1932 ولأول مرة حفر ثومبسون، بالاشتراك مع مالووان (السير ماكس فيما بعد)، نفقا ً عموديا ً من أعلى قوينجق (المعبد الرئيسي)، على ارتفاع 90 قدما ً (30 مترا ً) فوق منسوب السهل، مخترقا ً طبقات الأنقاض المتراكمة للثقافات القديمة حتى وصل إلى التربة البكر. وبرهن بذلك على أن أربعة أخماس هذا الركام الكبير تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.



التاريخ

أول استيطان في المنطقة هو قرية صغيرة من العصر الحجري الحديث، ربما تكون قد أسست قبل الألفية السابعة ق. م. وفيما بعد ظهر الفخار الملون لعهد حسونة – سامراء وعهد حلف، وذلك في أوائل العصر النحاسي، وهذا الفخار هو ما يتميز به الشمال. ثم ظهر الفخار الرمادي مثل ما هو حاصل في الغرب في جبل سنجار. وخلال الألفية الرابعة استخدم المزارعون مناجل طينية من النوع الذي عُثر عليه في عهد العُبيد، مما يدل على وجود صلات بالجنوب.

و من أهم اكتشافات مالووان وثومبسون في طبقات عصور ما قبل التاريخ الأواني المشطوفة بدائية الصنع، المقلوبة في التراب والمملوءة بمواد عضوية. وربما كانت هذه الأواني قرابين سحرية لطرد الأرواح الشريرة من المنازل. ويتطابق ما ترمز إليه تطابقا ً تاما ً مع فخار أوروك واسع الانتشار في بلاد النهرين في أواخر الألفية الرابعة. وفي هذه المستويات توجد أيضا ً مزهريات معدنية كبيرة، وهو ما تتميز به بلاد بابل الجنوبية، حيث كان لهذه المنطقة من دجلة عوامل مشتركة كثيرة من الناحية التقنية مع مدن وادي الفرات الأسفل في تلك الحقبة. ولهذا التشابه أهمية خاصة لأنه يشير إلى أنه في وقت ما قبل 3000 ق. م كان هناك عهد ازدهار اقتصادي وحّد المصالح التجارية بين الشمال والجنوب ؛ ثم تباعدت هاتان الحضارتان عن بعضهما فيما بعد تباعدا ً كبيرا ً.

قبل سنة 3000 ق. م بقليل، وبعدها بقليل، كان هناك فخار غير ملون من نينوى مشابه لذلك المستخدم في المواقع السومرية ؛ وإلى الحقبة نفسها تقريبا ً تعود سلسلة من الفخار الملون والمحزز بطريقة جذابة وهو المعروف بنينوى V (الخامسة)، وهو انتاج محلي متميز عن فخار الجنوب. كما وُجدت في تلك الطبقات خِرز ربما يعود تاريخها إلى حوالي 2900 ق. م.

و من أكثر موجودات الألفية الثالثة ق. م تميزا ً هو رأس من البرونز بالحجم الطبيعي، مصبوب في قالب ومثلوم، وهو لملك ذي لحية. وهذه هي أروع قطعة معدنية منحوتة اكتشفت في بلاد النهرين، وربما تمثل الملك المشهور سرجون الأكدي (حوالي 2334 – 2279 ق. م). وهذا الرأس البرونزي موجود حاليا ً في المتحف العراقي ببغداد، وبسبب تقنية صنعه الممتازة وملامحه المصبوبة بكل دقة يعتقد بعض الكتـّاب أنه يعود إلى مرحلة تالية من العهد الأكدي (2334 – حوالي 2154 ق. م) ؛ وإذا كان هذا صحيحا ً فربما يمثل هذا الرأس الملك نرام – سين (حوالي 2254 – حوالي 2218 ق. م). ولكن افتراض التاريخ الأقدم يبدو أكثر قبولا ً لأن الأشغال المعدنية في بلاد النهرين تقدمت في تلك الحقبة بسرعة أكبر من تقدم النحت على الحجر، ونعرف من الكتابات أن مانيشتوسو، وهو الابن الثاني لسرجون، بنى معبد أي – مَشْمَش في نينوى شكرا ً لكونه " ابن سرجون " ؛ وبذلك يكون من المناسب أن يوضع هناك تمثال لمؤسس السلالة.





و من المدهش أن لا يكون هناك مقدار كبير من الشواهد التي تـُظهر أن الملوك الآشوريين بنوا الكثير من الأبنية في نينوى خلال الألفية الثانية. وكان الملوك المتأخرون الذين ظهرت كتاباتهم على المعبد الرئيسي، وبضمنهم شلمنصر الأول وتجلات بيلاصر الأول، أكثر نشاطا ً في البناء في مدينة آشور ؛ والأول هو الذي أسس كلخ (نمرود). وكان على نينوى أن تنتظر الآشوريين الجدد، وخصوصا ً آشورناصربال الثاني (حكم في الفترة 883 – 859 ق. م) ومن تلاه، من أجل أن تشهد توسعا ً معماريا ً ملحوظا ً. ثم واصل الملوك اللاحقون صيانة وتأسيس القصور الجديدة، والمعابد المكرسة لسين ونيرغال ونانا وشمش وعشتار ونابو. ولسوء الحظ لم يترك النهب الشديد إلا القليل من هذه الصروح.

و سنحاريب هو الذي جعل نينوى مدينة رائعة حقا ً (حوالي 700 ق. م). فقد فتح الشوارع والأحياء الجديدة وبنى في نينوى قصرها المشهور الذي لا نظير له، والذي عُثر على معظم أسسه، وكانت أبعاده الإجمالية حوالي 600 × 630 قدما ً. وهو يحتوي على ما لا يقل عن 80 غرفة، عدد كبير منها فيها نقوش نافرة. وقد وُجد هناك الجزء الأكبر من المجموعة (K) المشهورة من الرُقـُم الطينية ؛ وكانت الثران ذات الرؤوس الآدمية موضوعة على جانبي بعض المداخل الرئيسية. وفي ذلك الوقت كانت المساحة الإجمالية لنينوى حوالي 1800 إيكر (700 هيكتار)، وكانت هناك 15 بوابة تخترق أسوارها. وكان الماء يُجلب من التلال إلى نينوى بواسطة منظومة متقنة مكونة من 18 قناة، وقد اكتشفت في جروان، على بعد حوالي 25 ميلا ً (40 كم) عدة أجزاء من قناة مبنية بناءً متقنا ً بناها الملك سنحاريب.





و بنى خليفته أسرحدون قلعة في تل النبي يونس، جنوب قوينجق، وغير معروف ما إذا كان هو أو خليفته مَن وضع تماثيل الفرعون تاركو على مداخلها احتفالا ً بفتح مصر. وقد اكتشفها فؤاد سفر ومحمد علي مصطفى في سنة 1954 لصالح هيئة الآثار العراقية.

و فيما بعد، في القرن السابع ق. م، شيّد آشوربانيبال قصرا ً جديدا ً عند الطرف الشمالي الغربي للمعبد الرئيسي. كما أسس أيضا ً المكتبة الكبرى، وأمر كتـّابه بجمع ونسخ النصوص القديمة من كل أرجاء البلاد. وتحتوي المجموعة (K) على أكثر من 20000 رقيم أو كسر رقيم تتحدث عن كل العالم القديم في بلاد النهرين. ومواضيعها هي الأدب والدين والإدارة، وعدد كبير من الرُقـُم على شكل رسائل. وتشمل فروع التعليم كالرياضيات والنبات والكيمياء والمعاجم. وتحتوي المكتبة على كمية ضخمة جدا ً من المعلومات عن العالم القديم وستشغل العلماء لأجيال عديدة قادمة.

و بعد موت آشوربانيبال بأربع عشرة سنة عانت نينوى من هزيمة لم تتعافَ منها. وقد وُجدت في أجزاء عديدة من المعبد الرئيسي كميات هائلة من الرماد، تشير إلى نهب المدينة على أيدي البابليين والسكيثيين والميديين في سنة 612 ق. م. وبعد ذلك لم تعد المدينة مهمة، بالرغم من وجود بعض الخرائب السلوقية واليونانية. وفي كتابه " الصعود " ذكر زينوفون المدينة باسم مِسپـيلا. وفي القرن الثالث عشر الميلادي تمتعت المدينة على ما يبدو ببعض الرخاء في أيام أتابكة الموصل. وفيما بعد ظلت هناك منازل مسكونة حتى القرن السادس عشر الميلادي على الأقل. وفي هذه الطبقات المتأخرة وجد فخار صيني مقلد.



وصف المدينة


من الأطلال الباقية يتبين أن سور المدينة الآشورية الكبير يبلغ حوالي 7. 5 ميلا ً (12 كم) طولا ً، وفي بعض الأماكن يصل عرضه إلى 148 قدما ً (45 م) ؛ وهناك أيضا ً سور خارجي كبير غير تام، محمي بخندق مائي، ويجري نهر الخوار عبر وسط المدينة ليلتقي بالجانب الغربي لنهر دجلة.





وهناك 15 بوابة كبيرة تقطع جدران المعبد الكبير، وقد بني جزء منها بالطابوق الطيني والجزء الآخر بالحجر. ويبلغ طول الجزء الشرقي حوالي 3 أميال (5 كم)، وفيه ست بوابات ؛ والجزء الجنوبي طوله 262 قدما ً (800 متر)، ويحتوي على بوابة واحدة فقط، هي بوابة آشور ؛ والجزء الغربي طوله حوالي 1. 2 ميل (1. 9 كم)، وفيه ثلاث بوابات هي أدد ونيرغال وسين. ومن المعروف أن واجهات عدد من هذه المداخل فيها تماثيل حجرية كبيرة. في بوابة نيرغال هناك ثوران مجنحان حجريان، ينسبان إلى سنحاريب، وقد أعيد نصبهما هناك في موقع قامت هيئة الآثار العراقية بفتح متحف إلى جواره. وفي بوابة أدد توجد العديد من البلاطات وعليها كتابات. أما ما يعتقد أنها بوابة سين ففيها ممر يعبر مدخلا ً ذي قوس إلى تعلية أو سلم يوصل إلى الشرفات.

و بوابة شمش هي الأكثر تأثيرا ً، وقد أتم كل أعمال التنقيب فيها طارق مظلوم لحساب هيئة الآثار العراقية. وهي محاطة بخندقين ومجرى مائي يُعبَر عليهما بسلسلة من الجسور التي قطعت أحجار أقواسها من الكتل الطبيعية. الجدران مغطاة بحجر الكلس ومحجوزة بحاجز مسنن، يمر من خلفه طريق دفاعي. والبناء مبني بالطين بالإضافة إلى الطابوق المفخور، ويحمل ختم سنحاريب. وهناك مدخل بعرض 14. 8 قدم (4. 5 متر) في وسط المعقل الحصين، وقد عُزز هذا المدخل فيما بعد بستة أبراج. وعلى الجانب الداخلي للبوابة توجد بلاطات منقوشة بنقوش رديئة الصنع تصور احتراق أحد الأبراج، ولعلها تمثل سقوط نينوى وتعود إلى حقب ما بعد الآشوريين. وتتضمن الخارطة الداخلية للبوابة ست غرف كبيرة ضُبطت استقامتها بواسطة بلاطات غير منحوتة موضوعة في الأسس، وقد اكتشفها لايارد ورسام.







و كذلك أنجز الآثاريون عملا ً كبيرا ً في قوينجق (المعبد الرئيسي). ومنذ سنة 1966 بدأ العمل في إعادة بناء غرفة العرش والغرف المجاورة لها في قصر سنحاريب. وقد وُجد أن جميع مداخل الغرفتين الرئيسيتين محاطة بثيران مجنحة عملاقة وسلسلة من البلاطات الحجرية المنحوتة التي توضع في الأسس لم يذكر أي من منقبي القرن التاسع عشر أنه اكتشفها. واحدة من هذه الكتل تصور مدينة أجنبية، محمية بأبراج ضخمة، والجيش الآشوري يحاصرها. وإلى جوار غرفة العرش يوجد حمام مبلط بالحجر، وتحتوي الصالة الكبيرة على ما لا يقـل عن 40 بلاطة حجرية منحوتة توضع في أسس الجدران منحوتة. وتشمل موضوعاتها حملات سنحاريب ضد سكان الجبال، ومدن محاصرة، ووحدات من الجيش الآشوري.



يتبع






آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
رد مع اقتباس