عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2008, 05:40 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي حُروفٌ على سجيّتها ..

حُروفٌ على سجيّتها ..



بداية


هي أوراقٌ كتبتها على سجيتي في أرض الحرمين ، أعيد كتابتها هنا لأهديها لكل مشتاق لأن يسافر رحلة العمر ..

أسأل الله القبول .

-1-
على طريق القوافل

تتبعاً لخطوات سلمان الفارسي، ذلك الفارس القادم من أصبهان فبلاد الشام ثم الموصل .. متوجهاً إلى أرض الجزيرة العربية ، تحرّقه أشواق اللقاء، ويحركه شغفٌ دفين لاكتشاف الحقيقة لدين يأتي به رجل في أرضٍ ذات نخل بين حرّتين لا يأكل الصدقة ويقبل الهدية وبين كتفيه خاتم النبوة لكي يلقاه ، فيعلن أنه مسلم حقاً، فينطلق ليعلن إسلاماً حقاً، وتكون له يدٌ عليا في انتصار ساحق يوم الخندق فتعلو راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
وتأملاً للقوافل السائرة من الشام إلى الحجاز عبر طريق من ودٍّ لا ينقطع ولن ينقطع أبداً بإذن الله ..
كانت خطواتي إلى هناك ..
أطلقُ لبصري عنان التحديق في ظلمة، فيقطع بي المسالك والقفار ، ويخيّل إلي أنني في قافلة مسافرة إلى هناك، لكنني اليوم أبحثُ عن حقيقة قلبي، هل تراه قد وفّى ما جاء به النبي الكريم في الأرض ذات النخل لما أشرقت دعوته، أم أنه يحتاج لأن يتكبد مشقة أكبر في محاولة الفهم ليحوز على طعم الفرح بالوصول ..
ليلٌ وقمر .. أرضٌ وسماء ..
ترى .. ماذا يتمنى المحبُّ ليوقد فتيل الحب أكثر من ظلمة ونجوم تعلمه كيف يبرق الثمين رغم السواد ..
ماذا يحتاج الشاعرُ حين يكتب قصيدته أكثر من أرض باستواء الورقة، وسماء تطالعه ليبحر فيها فيكتب أجمل ؟!
ما الذي يملأ محبرة الأديب أكبر من حب ؟!
آهٍ ما أغلى الحب الذي يلجمنا فلا نقوى على الحديث عنه ..
وما أروع الحب الذي يسلبنا لغة الكلام ..
فتسيلُ الدموع بصمتٍ، تشتاقُ للقاء طال انتظاره ..
وما أجمل الحب الذي ننتظره طويلاً، فلا يلبثُ ويأتينا بغتة لنفاجأ بكم كبير من الجمال يسكننا .
من قال أن قطع المفاوز والقفار مشقة ؟
ومن ذا الذي يتأوه من عناء رحلة فيها الشفاء ؟ لقد تلاشت كل معاني المشقة التي أعرفها، وتلاشى الإحساس بالخوف والتعب والوحدة والغربة .
رغم أن المرض قد داهمني منذ أيام ، إلا أنه الآن قد غدا رفيقاً صامتاً فلم يعد يشعرني بوخزات الألم التي كانت تغير علي بين الحين والحين ..
رحلة إلى طيبة الطيبة ، ومنها إلى البيت العتيق ..
وكأنني أرى جنةً في الدنيا قبل الوصول، وكأنني أعيشُ فردوساً حلمتُ به ، وهاهو الحلم يرافقني طوال الطريق .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس