عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2008, 05:42 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حُروفٌ على سجيّتها ..

إلى المسجد النبوي

الخطوات إلى الحرم تشعرك أنك تعتلي سلماً يمتدُّ نحو السماء ..
أوليست كل خطوة ترفع خطيئة وتضيف حسنة إلى صحيفتك ؟!
وقبل أن ينادى إلى الصلاة من تلك المآذن العظيمة تحضّر الجميع وتطهروا وتعطروا، أما النساء فقد عطرتهن دموع حبّ عظيم لمن يستحق الحب وكل القلب ..
على الطريق ارتفع الأذان يهزّ في داخلي مشاعر كثيرة ..
بكيتُ كما بكى أهل المدينة عندما أذّن بلال هناك بعد طول انقطاع له في أرض الشام ..
صوته هيّج الأشواق القديمة ، وذكرهم بتلك الأيام العظيمة التي عاشوها ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم وبينهم ..
بكت المدينة يومها من شرقها إلى غربها .. من شمالها إلى جنوبها .. شوقاً وحباً ..
وها أنا اليوم يبكيني حنين للماضي، حنين لتلمس معاني الأذان حيّة في عالمنا، حنين لإعلاء كلمة التوحيد، واستشعار أن الله تعالى هو الأكبر من كل كبير، والأعظم من كل عظيم .. حنين لأن أرى الخير ينبتُ من جديد في كل قلب، كما نبتت شجرة من طيب في داخلي وأنا أهتف .. " اللهم افتح لي أبواب رحمتك " ..
وصلتُ .. وكانت الصلاة الأولى هناك بطعم رائع لا ينسى .. ولقاء لا تترجمه الحروف مهما كتب الحبر على الصحاف .
في المسجد النبوي تلفتُّ حولي .. فشعرتُ بحجم تقصيري لما رأيتُ من صنيع النساء هناك ..
كثيراً ما تأخذنا العواطف بعيداً وننسى أن العواطف بداية تقود إلى عمل ..
كم أغبطكن يا حفيدات المهاجرين والأنصار .. وقد رأيتكن تخدمن الدين بإخلاص ..
فما أن انقضت الصلاة حتى رأيتُ الواحدة منكن تحرصُ على الدعوة إلى مجلس العلم في المسجد وتحدد موعده للحاضرات ..
وأخرى تطوف بطعام وشراب تقدمه للصائمات وعابرات السبيل ..
عادة أهل الصفة لم تنتهي ولم تزل .. فهي باقية متوارثة منذ ذلك الزمان ..
رأيت الفتاة منهن قد جمعت حولها نساء من أجناس وأخلاط شتى ، وأخذت تعلمهن تجويد الفاتحة والإخلاص وقصار السور بصبر واهتمام ..
ورأيتُ أخرى قد وقفت ترشد العابرات بمحبة وود لا يوصفان ..
ورأيتُ في المسجد تباشير الخير تعلو وتعلو .. فكأنني أرى النصر آتٍ إلى الأمة منطلقاً من مساجدها .. وكأنني أرى الأرواح تسمو وتهفو إلى عطاء ..


ورحتُ أسألُ عن موعد دخول النساء إلى الروضة الشريفة .. لعل الله يمنّ علي بعبادة هناك ..






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس