الموضوع: أين أنا؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2008, 05:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

Exclamation أين أنا؟






ما أصعب الأمر حين أحاول أن أكتبني حروفا..
قالها باستسلام وهو يضع القلم فوق مجموعة أوراق تناثرت على سطح مكتبه
هناك بذلك المبنى الشاهق حيث يعمل, كم من مرة فكر في هذا العالم الموجع, انه يحاصرنا بقيود من فولاذ وجدران من سخرية لا تنتهي..

سخرية لها لون القهر ورائحة الدأب
تراه كان يتخيل يوما أن يسير به ركب العمر الى هذا المكان..

في تلك الغرفة الضيقة, على هذا المكتب العادي!؟
ولعشر ساعاتٍ يوميا لا تكف أصابعه عن كتابة حروفٍ وأرقام جامدة

صماء
لا يكاد يحرك شفتيه الا لاحتساء أكواب القهوة والشاي..

والرد على قليل من الجمل المكررة عن الحال, وسير العمل
من أناس مثله سار بهم الركب الى ذات المبنى الشاهق
في غرفٍ ملاصقة.

تراه كان يتخيل أن تنقضي من عمره احدى عشر عاما

وهو في تلك الدوامة الجبرية, وهو من أدركه الوعي فوجد نفسه
يحرك اصابعه ليرسم أشجارا ووجوها بسامة!
!وهو من عانق سنواته الأولى

بروح حرة..
وقلب فياض بالعشق والكلمات المنثورة
هاهو الآن يحاول التملص من سنواته الثقيلة, ينقضي يومه

في مكانٍ ما داخل مبنىً ضائع وسط صخب العاصمة,
!لم يستسلم لتفكيره المرهق طويلا, فأكوام الورق أمامه

تصد الأفكار عن ذهنه المنهك


ضوء النهار يتلاشى..
يسمع نداء الغروب وهو في طريقه
الى المنزل بعد انتهاء
يومٍ آخر من ايامه التي بات
لا يحصيها في مبناه الشاهق!
تشق الحافلة طريقها بوهن

وسط الزحام والضجيج , تشق الأفكار جدار وعيه بوهنٍ أكبر..
أين أنا؟
استغرقته الكلمة بعفوية مؤلمة.. غير أنه لم يأخذ

وقتا طويلا ليصل الى الجواب
فهو يدرك تماما, انه تاه عنه منذ حين ليس يذكره, لكن تراه ان

كان تاه عنه بالفعل, فلمَ لم يضِع الألم مع الذات التي ضاعت, لم َ لم يفارقه ذلك السؤال كما فارقته أشياء عدة؟
اكتفى بالاطراق ولم يحاول

الخوض أكثر في ذلك الطريق الوعر الذي مَل من التيه فيه دون وصول , فهناك ليس يقابل الا صورا
لأشجار ووجوه بسامة..
يتعثر في كلمات نُثرت بغير رحمة على مدى خطوه.
هناك, كم مزق صراخه الأفق

وهو ينادي حبيبة كانت!
يرجوها, يستغيثها, لكنها كما
كل شئ هناك دائمة الترحال والتلاشي, تُراها هي من هجرت قلبه وتركت حبها
يعتصره , أم تراه هو من تاه عنها, حين تاهت عنه روحه؟
آه!!

تفلتت منه بصوت مرتفع
لدرجة جعلت من يجاوره في الحافله يلتفت اليه
مستفسرا
تدارك خجله ..

وسأل: الم أصل بعد..
أين أنا؟؟
منقول






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس