ولدت السيدة عائشة - رضي الله عنها - قبل الهجرة بحوالي ثماني سنوات ، في بيت عامر بالايمان ، فأبوها ابو بكر الصديق صاحب رسول الله ، وأمها السيدة أم رمان بنت عامر بن عمير الكنانية ،من المسلمات الاول نتحدث اولا عن الاب " ابو بكر الصديق "بايجاز " فالحديث عنه ان شاء الله سيكون في موضوع خاص . أسمه : عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر كُنيته : أبو بكر لقبه : الصديق ولُقب بالصديق لأنه أول من صدق و آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال وقد سماه الله صديقاً فقال سبحانه وتعالى " والذي جاء بالصدق وصدَّق به اولئك هم المتقون " جاء في التفسير... الذي جاء بالصدق هو سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم...والذي صدق به هو ابو بكر- رضي الله عنه وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم -الصدّيق : روى ا لبخاري عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحد وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : أثبت أُحد ، فانما عليك نبي وصديق وشهيدين من فضائله: 1- انه أفضل هذه الامة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم -فقد سبق الى الايمان وصاحب النبي وصدّقه واستمر معه في مكه طول اقامته رغم ما تعرض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة 2-هو ثاني أثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم : ولما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخل الغار، دخل ابو بكر قبله لينظر في الغار لئلا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم شئ ولما سار في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله وذلك من شدة خوفه على النبي صلى الله عليه وسلم قال سبحانه وتعالى " ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبة لا تحزن ان الله معنا" قال السهيلي : ألا ترى كيف قال لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزن ابو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم شغله من الخوف على نفسه 3- لما هاجر أخذ ماله كله في سبيل الله 4-اول الخلفاء االراشدين 5- أنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقه : قال عمر - رضي الله عنه - أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق ، فوافق ذلك مالآ فقلت : اليوم أسبق ابا بكر ان سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله لعمر ما أبقيت لأهلك : قال عمر: مثله ، وأتى ابو بكر بكل ما عنده فقال: يا ابا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه الى شئ أبدا رواه الترمذي 6- كان أحب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال عمر بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب اليك ؟ قال عائشة . قال .قلت : ومن الرجال ؟ قال : أبوها رواه مسلم هذا هو ابو بكر والد السيدة عائشة التي تربت في بيته وعلى يديه نتحدث عن أمها ( أم رمان زوج أبو بكر ): قال عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( من سرَّه ان ينظر الى امرأة من الحور العين فلينظر الى أم رمان ) . وهي صحابية مجاهدة ، ذات قلب طاهر ونفس طيبة ، انها من المسلمات الاول ، تزوجت من عبد الله بن الحارث بن سخبرة وأنجبت منه الطفيل ، وكان قد قدم بها مكة، فحالف أبا بكر الصديق ، ولما مات عبد الله تزوجها ابو بكر الصديق ، فأنجبت منه ( عبد الرحمن وعائشة أم المؤمنين ) ، وكان ابو بكر الصديق - رضي الله عنه - متزوج قبلها ، وعنده من الولد عبد الله وأسماء - رضي الله عنهما ولما بلغت السيدة عائشة ست سنوات ، ذهبت السيدة خولة بنت حكيم الى أمها أم رمان ، تقول لها : أي أم رمان ! ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ؟ قالت أم رمان وماذا ذاك ؟! اجابت خولة : أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب له عائشة.....ومن ذلك الحين تتشرف ام رمان بقرابة المصاهرة من رسول الله هاجرت ام رمان الى المدينة مع ابنتها عائشة وكانت تحب السيدة عائشة حبا جما ، ففي حادث الافك أغمى عليها حزنا على ما أصاب أبنتها ، وما ان أنكشفت غمامة الافك ،حتى انشرح صدر ام رمان ، وحمدت الله على برائة أبنتها وتكريم الله للسيدة عائشة. ولما كانت السنة السادسة من الهجرة توفيت أم رمان ، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - قبرها واستغفر لها الله ، وقال : " الله لا يخفَ عليك ما لقيت أم رمان فيك وفي رسولك " (ابن حجر في الاصابة) هذه هي السيدة العظيمة أم رمان - ام امنا العظيمة عائشة رضي الله عنها وقبل ان نسرد قصتها العطر وعطائها وعلمها وفقها وحب الرسول لها اردت التعريف بالابوين الذان ربا السيدة عائشة - رضي الله عنها وعن والديها وارضاهم جميعا في بيت الصدق والايمان ولدت ، وفي أحضان والدين كريمين من خيرة صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تربت ، وعلى فضائل الدين العظيم وتعاليمة نشأت وترعرعت، ثم أنتقلت في سن التاسعة لتتربى في مدرسة بيت النبوة . فقد روى البخاري ومسلم ، عن عروه بن الزبير قال : أن عائشة رضى الله عنها قالت : " لم أعقل ابويّ الا وهما يدينان الدين " وللحديث عن أطهر النساء أمنا عائشة - رضي الله عنها - بقية