عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2011, 06:22 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لنتحد في وجه التوحـد

التوحد عالم مهمل يجب أن يفتح على مصراعيه...رسالة تربوية تنتظر الكثير من الدعم


مجتمع

مانيا معروف

من يؤسس مشروعاً من معاناة شخصية يحتك بها يومياً هو الأقدر على إنجاح المشروع ليبصر النور.. هذه الكلمات ما هي إلا مقدمة لمشروع أبصر النور

ونجح لأنه اجتاز مرحلة الاختبار إلى مرحلة العمل ببساطة سنعرفكم على مشروع احتضنته اللاذقية وهو الثاني في سورية مركز التوحد والذي يعرف بنفسه على أنه رسالة تربوية هادفة إلى الإنسان والمجتمع افتتاحه شكل حدثاً كبيراً في المحافظة فهو مكان جديد مهيأ ومجهز بشكل علمي مدروس ليفي بغرضه التربوي المحض .أهالي أطفال التوحد ساهموا وتحملوا جزء من مسؤولية افتتاح المركز إضافة لفاعلي الخير.. السيدة شهيدة سلوم وهي من أكثر المهتمين والناشطين في مجال الاهتمام بأطفال التوحد وهي على كل حال مديره المركز التي انضم إليها عدد من الكوادر المؤهلة والمتطوعين في هذا المجال ,تقول عن هذا المركز إنه ومنذ بداية إنشائه لاقى الكثير من الصعوبات والمعوقات وأول الصعوبات مادية طبعاً فالمركز له متطلبات كثيرة من ناحية الأجور والنفقات اليومية والمركز جديد ويحتاج للكثير, إضافة لما يكلفه الطفل من أقساط مرهقة لأهله تصل في حدودها الدنيا إلى خمسة آلاف ليرة بينما الكلفة الحقيقية لا تقل عن عشرة آلاف ليرة ولكن الأهل يجدون صعوبة في الدفع إذ يحتاج كل طفل لمشرفة خاصة.‏

وهنا يتابع د. وائل علي المختص بالصحة العامة من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية w.h.o وطبيب جمعية التوحد في اللاذقية عملنا بحاجة إلى كوادر مؤهلة وإمكانات مادية إضافة لمكان أكثر استيعاباً وملاءمة, التوحد له خصائص مشتركة وكل طفل حالة وبرنامجنا في المركز يعتمد على هذا الشيء العلمي فكل طفل له تدريب خاص ولكن لديهم خصائص مشتركة مثل تحمل الألم, حركات نمطية, عدم تواصل بصري ولديهم أيضاً خصائص عامة مثل عدم الشعور بالخطر. الطفل مدرك بينه وبين نفسه أن العالم الذي يعيشه هو العالم المثالي وكل ما حوله خطأ الطفل لا يقبل المساعدة وهنا تكمن الصعوبة الطفل يرفض ليس بقوله لا أريد وإنما بسلوك خاص به مثلاً: يرفض التواصل البصري معك إذا نظرت إليه وحدثته وهنا سألت د. وائل عن التوحد وماذا نسميه مرضاً أم حالة وما أسبابه? يجيب د. وائل: يوجد رفض عالمي على تسميته(إعاقة) هو حالة اضطراب التواصل بين الطفل ومحيطه وعلى الأغلب يصنف طفل التوحد بأنه سليم بيولوجياً وعقلياً الكثير من النظريات حللت ومحّصت في حالة التوحد وما أسبابه. إحدى النظريات قالت: الأم المتحجرة وباردة العواطف تجاه طفلها البعض الآخر اتجه في نظريته إلى أن مرد التوحد (استقلابي غذائي) أي أن بعض المواد الغذائية التي يأخذها الطفل تتطور إلى مشتقات تؤثر على الجهاز العصبي وهي ليست نظرية ثابتة الآن اتجهوا في شكوكهم إلى نظرية (الجينات).‏

وهنا يضيف الفنان التشكيلي محمد غانم وهو صديق لمركز التوحد في اللاذقية: أطفال التوحد مميزون جداً ولهم أيضاً أشكال مميزة وجميلة وهنا آتي على مثال(رين مان) رجل المطر فيلم يحمل دلالة (الطفل التوحدي) وهو مقتبس عن قصة حقيقية أيضاً هناك (بيل كويك) وهو على قيد الحياة ومبدع بتسعة مجالات متوحد و (محطة ناسا) تدرس آلية عمل دماغه في الفضاء ومن هنا أطلق على التوحد (داء العباقرة) والطريف أني قرأت في كتاب أجنبي عبارة مثلاً تقول مبروك طفلك لديه توحد‏

ما زال التوحد في بلدنا شبه مجهول‏

أما عامر الحايك وهو مشرف على الأطفال في مركز التوحد فيقول: عملي له جانبان (جانب تقييمي وجانب تشخيصي) التقييمي: ونجريه للأطفال الذين علمنا بهم من قبل أهاليهم نأخذ (كاميرا فيديو) لكي نجري الاختبار التقييمي التربوي ومن ثم يأتي دور الطبيب الذي يطلب اختبارات طبية, تشخيص التوحد معقد وعميق وفي بلدنا حتى الآن لم يؤخذ بعين الاعتبار نعمل مع الأطفال في المركز والذين هم أطفال توحد بغالبيتهم في الفترة الأولى عملنا مع أخصائيين كيف يتم تقييم طفل والاختبارات مثل اختبار الملاحظة بعد تقييم حالة الطفل نبدأ بوضع برامج خاصة لكل طفل, لأن كل طفل توحدي هو طفل خاص وعلى هذا الأساس نقسم الأطفال حسب مراحلهم العمرية (مجموعات) وقسمنا الاخصاصيين أيضاً كما قسمنا الأطفال في المراحل العمرية الواحدة حسب قدراتهم (أي القدرات الأقل لوحدها والأعلى لوحدها).‏

أما المركز وشروط العمل فيه فيتابع عامر قائلاً: شروط العمل ليست مثالية أو نموذجية الشروط النموذجية بحاجة لإمكانات ضخمة على مستوى البنى التحتية وإعداد الاخصاصيين والكوادر المؤهلة.‏

أما عن ضرورة علاقة الأهل بالمركز الذي يعالج فيه طفلهم التوحدي يقول عامر: الربط بين الأهل والمركز ضروري لأن الأهل مهمون في حالة الطفل التوحدي فهم ليسوا حياديين بل أساسيين نحاول أن نضعهم بصورة وضع طفلهم وفي الواقع نعمل دون أن نعدهم بوعود صعبة التحقيق لدينا الآن دورة تدريبية تحت إشراف الدكتور رائد الشيخ ديب والذي يعتبر من أهم الأطباء في اختصاص التوحد على مستوى الوطن العربي كما يقال وبعد الدورة أكيد سيختلف أسلوب عملنا من خلال المعلومات والخبرة.‏

ملاحظة: عامر من الأشخاص المؤسسين في مركز التوحد باللاذقية إضافة إلى أنه عضو مؤسس في جمعية الربيع بحمص للتوحد لديه أبحاث حول التوحد كونه يدرس الإرشاد النفسي.‏

شوقي أحمد غانم - إرشاد نفسي ودراسات عليا في تنمية السكان يقول عن عمله في المركز: أعمل في المركز كمتطوع قمت بدراسات تقوم على بحثين وهما: المسح الإحصائي في مدينة اللاذقية عن مدى معرفة السكان ب التوحد وإحصاء عدد الأطفال الذين لديهم حالة توحد وقد أوقفت البحث للأسف لكلفته العالية والحاجة للاستعداد والتحضير فتوجهت للبحث في نوع المشكلات التي يعاني منها الأطفال التوحديون وقد وجدت مشكلتين هما (الانتباه والسلوك) أما التشخيص فهناك مشكلات خارجية (نوع التشخيص, نوعية الأهل وتعاملهم في المنزل, المجتمع الذي حولهم ,نوعية التدريب) بحثي كان عبارة عن ثلاث استمارات كل استمارة تأخد جانب معين, استمارة قدمت للأطباء العصبيين وأطباء الأطفال وأطباء من اختصاصات أخرى طبعاً بالدرجة الأولى (طبيب الأطفال) تتضمن الاستمارة: مدى معرفة تشخيص حالة الطفل التوحدي والأعراض التي يعاني منها, أما الاستمارة الثانية: فكانت على مستوى المجتمع وأخذت شرائح طلابية (الجامعة) ومدى معرفتهم بحالة التوحد لدى الطفل, من خلال برامج تؤهلهم التعامل مع الطفل التوحدي هدفنا تأهيل ودمج هؤلاء الأطفال بالمجتمع من خلال تدريبهم.‏

ويضيف شوقي موضحاً: إن التوحد اضطراب مؤقت إذا لم تصاحبه إعاقة عقلية فالطفل مثلاً يكون تركيزه معك مئة بالمئة ولكن لا يتواصل, قد تظهر بعض الحالات التي تعبر عن إحساس ما ممكن أن يضرب شخصاً للتعبير عن محبته وليس بقصد العدوانية تجاهه, الإحساس لديه في حالة الضرب قد يعبر عن حالة حزن أو فرح أو صراخ, لديهم سلوك تكراري وأنا أسميه (رمزي) لأنه يرمز لشيء ما, التوحد نستطيع حصره من عمر السنة إلى السنتين والنصف, بالنسبة لي تعاملي مع طفل التوحد يخلق حالة من المتعة لدي أكثر من الطفل العادي لأن طفل التوحد مميز.‏

قلنا في بداية موضوعنا إن المركز تأسس من معاناة حقيقية ليكون الدكتور وائل والسيدة شهيدة سلوم هما اللذان يتحدثان عن تجربتهما مع حالتي توحد, ونبدأ مع السيدة شهيدة سلوم (أم جبران) تتحدث عن تجربتها مع ابنها كنان وكيف كانت طفولته وتطور حالته التي لم تكتشف إلا متأخراً وتتابع: كانت طفولة كنان الأولى طبيعية حتى تطوراته الحركية والعقلية سريعة أستطيع القول إنه كان طفلاً نموذجياً لم ألحظ أن هناك مشكلة لديه إلا بعد سنتين ونصف مثلاً: اهتماماته العامة بدأت تتراجع, لغته لم تعد تتطور وإنما أصبحت تتراجع أصبح يميل للعزلة ويهرب من الجو الصاخب كنت أسأل أطباء عن سلوكه فكانوا يبشرونني بأنه طفل ذكي ولا داعي للوهم.‏

ولكن المشكلة أصبحت تتفاقم في عمر الأربع سنوات والمفردات التي كان يرددها أصبحت قليلة جداً, في الروضة (الحضانة) بقي سنتين والكل أخذ فكرة عنه أنه لايتكلم فلم يستفد شيئاً من وجوده بالحضانة لأنه ينعزل في زاوية عن أقرانه لساعات يرسم دوائر في الرمل حتى أصبح الأطفال يقلدونه ماذا يفعل وأصبحت حالته تتطور نحو الأسوأ. دخوله المدرسة لم يعط أي نتيجة مثلاً كان يجلس في الصف بالمقعد الأخير ويدير ظهره يترك الصف أحياناً والمعلمة تشرح ليلعب في الساحة وحده ومن هنا أحسست بالمعاناة بدأت تزداد.‏

رحلة العذاب‏

قمنا بالرحلة الطبية بين الأطباء ودخلنا معهم في تشخيصات طبية بعمر ثلاث سنوات قمنا بكل الفحوصات اللازمة لتشخيص حالة كنان فكانت تأتي التحاليل والتشخيصات طبيعية, لكن مع تقدمه في العمر كانت تزداد المشكلة صعوبة حتى سن السبع سنوات لم يعد يلفظ أي مفردة, اهتماماته تغيرت أصبح يلعب بأشياء غريبة مثلاً حجر يلتقطه من الشارع يلهيه ساعات طويلة بينما ينفر من ألعابه الخاصة ولا يقترب منها مثل أي طفل عادي, أصبح لديه فرط نشاط وحركة زائدان ليصبح تعبيره حركياً كان يكبر والمشكلة تكبر معه إلى مرحلة ما بين 8 سنوات إلى 12 سنة حتى افتتاح المركز لقد أتعبني وضع ابني ولكني لم أستسلم لم أحرمه من شيء, كان دائماً يرافقني إلى أي مكان أذهب إليه حين افتتحنا المركز خضع لتربية وأسلوب خاص أظهرت حالته تحسناً ملحوظاً اهتماماته أصبحت أكثر.. انضباطي هادئ متفاعل مع من حوله.‏

أما الدكتور وائل علي والذي لديه أيضاً حالة لطفل توحدي اسمه مجد يتحدث عن تجربته مع ابنه وكيف اكتشف حالته يقول:اكتشفت الحالة بعد تطور نمو طبيعي حتى عمر السنة والنصف لاحظت أنه يقول بعض المفردات ولكن بعد ذلك مرت فترة لم يعد يكتسب أشياء جديدة من مفردات حتى المفردات التي تعلمها لم يعد يرددها من هنا أدركت أن ابني لديه مشكلة ما, من هنا بدأت الاستقصاءات الطبية صور, رنين مغناطيسي, طبقي محوري, تخطيط جذع دماغ سمعي لأن هذه الاستقصاءات هي أول ما يطلب في مثل هذه الحالة على اعتبار لديه مشكلة سمعية, فالطفل الذي لا يسمع لا يتكلم أو يتواصل لفظياً.‏

توجهنا به للطب النفسي وبعد تشخيص حالته قالوا لنا: لديه حالة توحد والتوحد عالمياً مجهول وعالم موحش جداً بالنسبة للأهل ولاندري إذا كان بالنسبة للطفل أيضاً, لا يوجد علاج دوائي وإنما التأهيل لطفل التوحد حتى يستطيع الاعتماد على نفسه.‏

من هنا انطلقت الفكرة بإنشاء مركز لحالات أطفال التوحد ومن خلال العمل المنظم الجمعيات أدركنا أنه الوسيلة الوحيدة لننطلق بهدفنا الاساسي إقامة مركز توحد ونشر الوعي حول التوحد إن الحالة المثلى للتعامل مع طفل توحدي: أولاً يجب مواجهة المشكلة لا الاختباء وراءها, عدم حرمان الطفل, جذبه لعالمنا وإخراجه من عالمه من خلال القيام بنزهات إلى الطبيعة, إشراكه باللعب مع أطفال لأن عزل الطفل التوحدي يزيد حالته سوءاً إذا بقي حبيس الجدران الداخلية لعالمه, طفل التوحد يحب المشي, المدى البعيد, البحر والجبل يستمتع بحياته ودورنا عدم حرمانه من ذلك ومن التأهيل الأكاديمي ليس بالضرورة كل طفل توحد طفل ذكي أو متخلف عقلياً, التوحد حالة عضوية قد ينتج عنها تخلف عقلي أو العكس أتي على أمثلة عن أطفال توحد ممييزين مثلاً في حالات يكون طفل التوحد لديه ميل حفظ كل أرقام السيارات وآخر حفظ عدد هائل من أرقام الهواتف وهذه الحالة تسمى المسح بينما لا يستطيع مثلاً أن يربط حذاءه لأنها عملية صعبة له, ما يميز أطفال التوحد الذاكرة الفولاذية ومثل هذه الحالات تحتاج لرعاية واهتمام وإذا لم تلق الرعاية تصبح مع الزمن تخلفاً عقلياً. طفل التوحد إذا توفرت له الإمكانات يكون شخصاً يمتلك إمكانات وطاقات هائلة كما في حالتي أديسون وأنشتاين.‏

بقي أن نقول بعد الاستنتاج: التوحد حالة وليس مرضاً معدياً طفل التوحد يحتاج إلى التأهيل, طفل التوحد طفل جميل الشكل والمضمون يمتلك قدرات هائلة إذا لاقى التأهيل المطلوب والرعاية اللازمة وبذلك فقط ننجوبه من مرض التخلف العقلي.‏
المصدر/ صحيفة الثورة







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس