أوكازيون القتل المباح والصمت الفضاح الجناة في حادث مقتل مصري بالكويت موسم قتل المصريين.. هذا باختصار ما يمكن إطلاقه على سلسلة حوادث القتل التي شهدها هذا الشهر الذي يطلق عليه البعض أيار الأسود ضد مواطنين يقيمون بالخارج تعرضوا للقتل خارج بلادهم والذين تجمعهم عدة ظواهر جديرة بالتسجيل بدءا من بشاعة عمليات القتل والتعذيب ومرورا باكتفاء الحكومة المصرية وقنواتها الدبلوماسية بأدنى عبارات الشجب والإدانة وانتهاءً بطرح التساؤل الجوهري، لماذا يحدث هذا للمصريين بالخارج. كانت البداية بتعذيب وقتل والتمثيل بجثة الشاب المصري على أيدي المئات من أهالي قرية كترمايا اللبنانية وذلك تحت إشراف أجهزة الأمن اللبنانية التي تواجه اتهامات شبه مؤكدة بتسليم الضحية قبل انتهاء التحقيق معه لأهالي القرية الموتورين على إثر وقوع جريمة قتل راح ضحيتها شيخان وطفلان من أبناء القرية. وقد هزت تفاصيل الجريمة البشعة الرأي العام المصري الذي صدم من قسوة التمثيل بالجثة للحد الذي قام خلاله القتلة بتعليق الشاب المصري من رقبته على سيخ حديدي وقاموا برفعه مذبوحا من رقبته على أحد أعمدة القرية في رسالة اعتبرها الكثيرون بمثابة إهانة واستهانة مباشرة بمصر حكومة وشعبا. وبعد ساعات من وقوع الحادث وحتى قبل وصول جثمان الشاب المصري القتيل من لبنان قتل مهندس آخر على أيدي شهدت محافظة الجهراء الكويتية جريمة قتل بشعة راح ضحيتها مقيم مصري طعنا بالساطور بأيد سوريين بسبب خلاف على مكان صف السيارة. محمد سليم قتيل قرية كترمايا اللبنانية وتقول التفاصيل أن الرجل السوري و3 من أبنائه اعتدوا على القتيل المصري بالضرب بسبب الخلاف على موقف سيارة أمام البناية التي يقطنون فيها جميعا، وان المجني عليه كان يدافع عن نفسه، إلا انه تم تسديد طعنات مفاجئة له في صدره بواسطة ساطور أصابه في مقتل قبل أن ينهالوا عليه بالضرب والطعن. وبحسب صحيفة "القبس" الكويتية قال مصدر أمني إن غرفة عمليات وزارة الداخلية تلقت بلاغاً من مسئولي قسم الحوادث في مستشفى الجهراء بوصول مقيم مصري في العقد الثالث من عمره ويعمل مديراً لأحد المطاعم متوفى نتيجة طعنه بسكين في عينه وصدره وأجزاء أخرى من الجسم، وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله للمستشفى. في هذه الأثناء لقي مهندس مصري يعمل بنيجيريا ويدعى سامي بركات مصرعه في كمين نصبه مسلحون في منطقة دلتا النيجر بعد أن قاموا بقتله بطريقة بشعة أيضا واكتفى المسئولون المصريون بالتعبير عن قلقهم للسلطات النيجيرية إزاء عمليات استهداف المصريين العاملين بها، بينما قامت السلطات النيجيرية بتأكيد أن أرواح جميع المصريين في أيد أمينة وطبعا المسئولين المصريين صدقوهم. عمة محمد سليم مسلم الذى قتل فى لبنان وفي رابع حادثة من نوعها خلال شهر، أبلغت السلطات اليونانية السفارة المصرية في أثينا أنها عثرت في 12 مايو على أشلاء لجثة شاب مصري. وقال السفير محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج، أن الشاب ويدعى أشرف محمد ثابت عبد الحفيظ كان يقيم في اليونان منذ 13عاماً، و يعمل مقاولاً لأعمال الكهرباء في محافظة كاليثيا، وأن شرطة المحافظة عثرت علي ثلاث حقائب تحتوي على أشلاء من جثة الشاب ملقاة في صندوق لجمع القمامة. يأتي هذا بالوقت الذي تزايدت فيه حدة الغضب الشعبي على تلك الجرائم خصوصا وقوعها في وقت متقارب جدا، بالصورة التي توحي بأنها سلسلة منظمة تهدف لتعقب المصريين بالخارج وليست حوادث فردية. ومما يزيد من حدة الاحتقان تلك، الصمت المطبق الذي تمارسه أجهزة الدولة على كافة مستوياتها إزاء تلك الحوادث التي لا تتوقف عند جريمة القتل بل تتعداها إلى حدود التمثيل بالجثث الأمر الذي نهت عنه كافة الأديان السماوية وجرمته كافة القوانين. والمتابع لسلسة الحوادث تلك يجد رابطا بينها وبين ما جرى من اعتداءات قام بها جزائريون ضد آلاف المصريين خلال إحدى مباريات كرة القدم ضمن تصفيات كأس العالم 2010، حيث تعرض المئات للضرب والإهانة إلى حد التهديد بالقتل الشرطة اليونانية تحقق فى مقتل المقاول المصرى ورغم ذلك لم تتخذ السلطات المصرية أية إجراءات إيجابية تذكر فيما عدا مفردات الشجب والاستنكار. حسبى الله ونعم الوكيل ويفسر البعض ردود الأفعال الرسمية المصرية الفاترة هذه بعجزها عن اتخاذ إجراءات ملاحقة رادعة ضد مرتكبي هذه الجرائم أو البلاد التي تأويهم بذريعة سياسة ضبط النفس إلى حد التهوين مما يلقي بظلاله القاتمة على مستقبل ملايين المصريين العاملين بالخارج وكذلك إثارة المخاوف من عودة ظاهرة "النعوش الطائرة" الواردة من العراق قبل نحو 15 عاما والتي راح ضحيتها آلاف المصريين، وبرضه حكومتنا فضلت أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس.