عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2010, 01:55 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي الألوان في القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم


سلامٌ من الله عليكم أحبتي و رحمةٌ منهـ و بركآت



اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



اللون هو ذلك التأثير الفسيولوجي الناتج على شبكية العين .سواء كان ناتجاً عن المادة الصبغية الملونة أو عن شعاع الضوء الملون.فهو إحساس إذاً وليس له وجود خارج الجهاز العصبي للكائنات الحية.والعين على درجة كبيرة من الحساسية خاصة للون الأخضر، وتنعدم هذه الحساسية عند نهايتي الأحمروالبنفسجي، فالعين قادرة على إدراك أقل اختلاف في اللون ويمكنها أن تميز من 200 إلى 250 لون.




وإذا كنا نرى لكل شيء لوناً خاصاً فالعلم يقول إن هذه الأشياء لا لون لها، ولكنها تمتص بعض إشعاعات الطيف وتعكس البعض الآخر، فيكتسب هذا الشيء لون الإشعاع الذي يعكسه وكما يبدو على سطوح الأشياء، ونحن نقصد هنا كنه اللون "Hue" وهو الصفة التي تفرق بين لون وآخر " وتشير أسماء الألوان إلى ذلك الكنه، فنقول هذا لون أصفر، أو ذاك لون أحمر أو أزرق .... الخ




ولكن المصورين والمشتغلين بالصباغة وعمال المطابع يقصدون باللون تلك المواد التي يستعملونها في التلوين، أما علماء الطبيعية فيقصدون بكلمة لون هو ما يظهر نتيجة تحليل الضوء ( الطيف الشمسي ) أو طول موجة الضوء .


وفي الحقيقة إن كلاً من المادة الملونة " المادة الصباغية" والشعاع الملون " الضوء الملون" موجودان وكلاهما وجهان لعملة واحدة، فلا شعاع ينعكس بطول موجي معين إلا من سطح ذي لون معين، وكذلك فلا يدرك لون سطح ما إلا وقد صدر منه شعاع يترجم لونه .



{ اللون في القرآن الكريم }




ورد لفظ ألوان ومشتقاته في سبع آيات فقط من القرآن الكريم، فقد ذكر لفظ ألوان وهو جمع كلمة (لون) في القرآن الكريم في مواضع سبعة أيضاً ولكن في ست آيات، كإشارة من المولى عز وجل إلى الأطياف اللونية السبعة المعروفة التي يتكون منها الضوء الأبيض، كما جاء ذكر لفظ لون مفردة مرتين في آية واحدة من آيات القرآن الكريم. ولقد وردت تلك الألفاظ في المواضع التالية:


أولاً لفظ لون:


(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) ( البقرة 69)


ثانياً لفظ ألوان:


(وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)
(النحل 13 )


(ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
( النحل 69 )


(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأوْلِي الأَلْبَابِ) ( الزمر 21 )




و الألوان هنا قد تأتي للتعبير عن النوع " الأصناف " و" الأجناس " أو الهيئات " اللون" قال الطبري في تفسيره للفظ ألوان: يعني أنواعاً وأصنافاً مختلفة من بين حنطة وشعير وسمسم وأرز ونحو ذلك من الأنواع المختلفة .[2]
أو قد تأتي لتدلل على اختلاف الطعم كما في سورة النحل الآية 69 " يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ" وقال الزمخشري: ألوانها: أجناسها من الرمان والتفاح والتين والعنب وغيرها مما لا يحصر، أو هيئاتها من الحمرة والصفرة والخضرة ونحوها.[3]




{ هل " الأبيض والأسود " لون ؟! }





ويرى الباحث أن نظرية اللون تتجلى في قوله تعالى:
(وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ) ( فاطر 27 )


فكما هو معلوم أن قيمة اللون هي الإسم الذي نطلقه على الإنارة والإعتام لتدرج التألق اللوني، كما تعني كلمة " القيمة " في الواقع كمية الضوء التي يمكن لأي سطح أن يعكسها .. وكذلك فإن الأبيض يكون النهاية العليا لهذا المدى . أما الأسود فيكون في أسفل المدى.وتقع جميع التألقات الأخرى اللونية وغير اللونية فيما بينهما . ويطلق اللونين " على الفرق بين الزرقة والحمرة والصفرة ... وهكذا ..[4]




ويذكر " روبرت جيلام سكوت " في كتابه ( أسس التصميم ) أن كل شيء له لونين يكون لونياً، في حين أن الصبغات المحايدة، بما في ذلك الأسود والأبيض، ليست لونية.


ويرى الباحث هنا أن الله عز وجل قد ذكر لفظ " بيض " وهي الدالة على شدة البياض، كما ذكر لفظ "سود" والتي تدل على شدة السواد دون اقترانهما بلفظ لون أو ألوان على عكس كلمة " حمر" والتي أتت في صيغة الجمع وقد اقترنت بلفظ ألوانها، بل زد على ذلك فقد أتت مقترنة بمختلف ألوانها، كما أن اختلاف الألوان أتى بين "بيض" ـ النهاية العليا للمدى ـ و"سود" ـ أسفل المدى ـ كما ورد سابقاً .
مما يؤكد أن هذه الآية يتجلى فيها بوضوح نظرية اللون، وتؤكد على أن الأبيض والأسود ليسا من الألوان.





{ الأسود }




ذكر لفظ الأسود ومشتقاته سبع مرات في ست آيات، منها مرتان جاءت لتعبر عن كنه اللون الأسود وقد وردت كما يلي:


" .. وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ......" ( البقرة 187 )


كما جاء ذكر مشتقات لفظ الأسود خمس مرات لتعبر عن وصف المكذبون من الكفار والمنافقين بأن وُجُوهُهُم مُّسْودَةٌ، وهذا تعبيراً معنوياً دلالته أن لفظ الأسود جاء ليعبرعن الحزن الشديد. وعن مدى قتامته وعلى أنه عكس الأبيض. وجاء لفظ غرابيب مع لفظ سود ليوضح شدة درجة السواد.


ومما سبق يتضح أن البياض هو قمة الصفاء والنقاء والوضوح، والسواد هو قمة القتامة والإعتام، وهما يتتابعان في آية واحدة للتعبير عن التباين الشديد بين لونين متناقضين أقصى التناقض لإبراز المعنى. ويستعمل الأبيض في الطهر والقبول عند الله، إن المؤمنين سينالون الرحمة وهم فيها خالدون.




{ الأبيض }




أتى لفظ " الأَبْيَضُ " في موضع واحد من القرآن الكريم في سورة البقرة في قوله تعالى:


"....وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ...... " ( البقرة 187 )


وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلمة الأبيض هنا أي بياض النهار والخيط عبارة عن اللون.[5]


أما لفظ " بَيْضَاء " فقد ورد في ستة مواضع، اثنتين منها قال الله تعالى: " بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ "، وذلك في سورة الأعراف، وفي سورة الشعراء.
وثلاث منها قال الله تعالى فيها " بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ " وذلك في سور النمل، طه، القصص.
يتبع







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس