لو أعطيكم عمري كله ماوفيتكم ...ماوفيتكم ليس رَجلاً أحبُـه و السّلام ، هُو " أنجبنِي " انني أهابه .. أرتبِكَ أمَامه .. أُنصِتُ كُلّمَا حدّثنِي و أشعر بـ حنانه الخفِي بينَ كلماتهُ لِي ، حَفِظتُ توصيَاته كلّهَا و جعلتهَا دستُور عمرِي ، سِرتُ علَى نهجه و إحترمتُ كُل رغباته حتّى و أنَا أتذّمرُ منهَا ، أدركتُ جيّدًا أننّي أعنيه ، و لذلكَ كنتُ ألجَأ إليه كلّمَا أردتُ الأمَان لنفسِي ، انه يربّت علَى كتفِي كلّمَا شَعر أننّي أحتَاجه ، مَا إستاحشتهُ أبدًا ، هو الوحيد الذّي أخاف غضبه ، و أخجَل مِن تخييبي لظنّـه مَا لمحتُ فرحًا صادقًا لإنجازٍ لي .. مثلمَا رأيتُ في عينيـه .. هو الرّجُل الوحِيد الذّي أدين له بالفَضل في عمري ، علّمني كيفَ أكُون إمرأة ، غرَس قيمَهُ فيّ بعمق ، و سقاهَا بِـ مَاء صبره و حنكته ، فـ أثمرتُ معهَ بكُل مَا يرفَع رأسهُ عاليًا ، أنا ابنته أحتفِي بداخلِي بـ وقارهِ كلّما أشاهِد ولادَة شعرة بيضاء على رأسه ، أحاول دائمًا أن أرد دينهُ عليّ و لكننّي عجزتُ ! و شعرتُ بـ صغري فِي ذلك كلّما نويته , أبي ... ليس رجلاً أحبّـه و السّلام ! :