عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2012, 01:45 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

New1 كلمات مضيئة للرافعى



يا من خلقني إنساناً وَ لكنه قضى عليَّ أنْ أقطع الحياة كلّها أتعلّم كيف أكون إنساناً ، كالبذرة : تقضي عمرها في إخراج شجرتها وَ نموّها حتى إذا كملت الشجرة قُطِعت لأغراض أخرى غير التي من أجلها نبتت ..

فأما العجز فمنزلة تجعل الإنسان كالنبات يرتفع عن الأرض بعوده ولكنه غائر فيها بأصول حياته، وأما ضعف الهمة فمنزلة الحيوان الذي لا هم له إلا أن يوجد كيفما وجد وحيثما جاء موضعه من الوجود؛ إذ هو يولد ويكدح ويكد ليكون لحمًا وعظمًا وصوفًا ووبرًا وشعرًا أثاثًا ومتاعًا، وكأنه ضرب آخر من النبات إلا أنه نوع آخر من المنفعة.


ثم يستوي الجميع في هذا المجسد استواءً واحدًا، ويقفون موقفًا واحدًا، ويخشعون خشوعًا واحدًا، ويكونون جميعًا في نفسية واحدة؛ وليس هذا وحده، بل يَخِرّون إلى الأرض جميعًا ساجدين لله؛ فليس لرأس على رأس ارتفاع، ولا لوجه على وجه تمييز؛ ومن ثم فليس لذات على ذات سلطان. وهل تحقق الإنسانية وَحْدَتها في الناس بأبدع من هذا؟ ولعمري أين يجد العالم صوابه إلا ههنا؟



كن مع الناس في حالٍ تشبه محل نفسك لا محل أنفسهم ، وما أنكر أن الناس من يوقعون في نفسك الظنة بكيت وكيت من سوء خلقهم ، وكذا وكذا من قبح أعمالهم ، حتى لتكون صداقة أحدهم كأنها نصف معركة حربية ، ولكن الهزيمة عن صديقك وأنت صديق خير من النصرة عليه وأنت عدو ؛ فتحصن من كيد هؤلاء وأشباههم بالإنهزام عنهم لا بمدافعتهم ، فذلك إن لم يقعدهم عنك لم يلحقهم بك ، ثم إن ردك إليهم راد بعد كنت الأكرم .


في حضوركَ سأتحوّلُ عنكَ إلى نفسي لأفكّر فيك , وَ في غيابكَ سأتحوّل عنِ الآخرينَ إليْكَ لأفكّرَ فيك ...






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس