عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-2008, 06:42 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي إدارة الأزمات الاقتصادية

إدارة الأزمات الاقتصادية
(مواقف من حياة الرسول r)
دكتور حسين حسين شحاتة
الأستاذ بكلية التجارة جامعة الأزهر

تقديم
يعاني العالم اليوم من أزمات متعددة الجوانب عقائدية و خلقية واجتماعية و اقتصادية و سياسية، و فشل المفكرون في إيجاد المنهج واختيار الطريق الملائم لمعالجتها و ما ازدادت إلا تعقيداً و سوءاً، و من أبرز هذه الأزمات وضوحا (هي) الأزمات الاقتصادية، و العالم اليوم يبحث عن منهج جديد لمعالجة هذه الأزمات، و بدأ علماء الاقتصاد في العالم يتجهون نحو الإسلام لإيجاد الحل، و اهتموا بدراسة الاقتصاد الإسلامي منهجاً و نظاماً و فكراً و تطبيقاً، و ألقى ذلك مسؤولية على علماء الاقتصاد الإسلامي ليقدموا للبشرية من يصلح حالها كما صلح أولها.
و في هذا الكتيب المتواضع نناقش المنهج الإسلامي للخروج من الأزمات الاقتصادية مركزين على المنهج الذي سلكه رسول الله r.

الرسول قدوتنا:
يؤمن المسلم إيمانا راسخا بالله ربّاً و بالإسلام ديناً و بمحمد r نبياً و رسولاً، كما يؤمن بأن طاعة الرسول r من طاعة الله مصداقا لقول الله تبارك و تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}(1) ، كما يؤمن بأن ما يقوله أو يفعله أو يقره الرسول هو من عند الله، وأصل ذلك قول الله تبارك و تعالى: {و ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}(2) و قوله جل شأنه: {و ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}(3) .
لذلك يجب على المسلم إذا أراد أن يسير في الطريق المستقيم أن يسير على هدي رسول الله r، و أن يكون زعيمه و معلمه و قائده، و لقد أكد على ذلك القرآن الكريم، فيقول الله تبارك و تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا}(4).
و الرسول r عند تكوينه لدولة الإسلام لم يفرق بين العبادات و المعاملات، بل أكد على شمولية الإسلام على أنه نظام شامل لكل نواحي الحياة عبادات و معاملات، دين و دولة، مصحف و سيف.
و لقد اهتم الرسول r بالجوانب الاقتصادية، فعندما فرغ من بناء المسجد بالمدينة، أسس السوق الإسلامية الحرة النظيفة، و قال: “هذا سوقكم لا تتحجروا و لا يضرب عليه الخراج”.
و الرسول r و هو في تأسيسه و إدارته لدولة الإسلام قابلته العديد من المشاكل: عقائدية و خلقية و اجتماعية و اقتصادية وسياسية، و كان له منهج متميز في معالجة هذه المشاكل، و كان هذا المنهج يقوم على أساس أن الإسلام نظام متكامل شامل يتكون من عدة نظم فرعية، و لا يجوز أن نعالج مشكلة بالانعزال عن النظام الأصلي، لأن هناك علاقات تبادلية سببية بين نظم الإسلام الفرعية.
و من ثم عند معالجته للمشاكل الاقتصادية لم يعالجها بالانفصال عن النظم الاعتقادية و الخلقية و الاجتماعية و السياسية، لأن الجميع يمثل كياناً واحداً هو النظام الإسلامي الشامل.
ثم إن الرسول r لم يفصل الاقتصاد عن الدعوة، و لا الدعوة عن الاقتصاد، فلا بد للدعوة من قوة اقتصادية و لا بد للاقتصاد من قوة عقائدية و قوة خلقية و قوة اجتماعية و قوة سياسية.
فعلى سبيل المثال تعتبر الزكاة عبادة و في نفس الوقت ركناً أساسياً من أركان الاقتصاد و مصدراً رئيسياً من مصادر تمويل الجهاد لتحقيق العزة السياسية و حماية حراسة العقيدة.
و من هذا المنطلق إذا أردنا أن نخلص العالم الإسلامي من مشاكله الاقتصادية فيكون ذلك من منطلق المنهج الشامل و هو النظر إلى جميع المشاكل سوياً و تطبيق منهج رسول الله قدوتنا.
و سوف نناقش في هذا الكتيب الموجز المنهج الذي انتهجه رسول الله r في علاجه للمشكلات الاقتصادية في ظل الإطار الشامل، هذا و سوف نركز على بعض الحالات نظراً لضيق الوقت والمكان، و هذه الحالات هي:
- مشكلة الحصار الاقتصادي على رسول الله r و الذين آمنوا معه قبل الهجرة.
- مشكلة التعامل مع اليهود و بناء السوق الإسلامية بالمدينة.
- مشكلة تمويل الغزوات وقت الأزمات الاقتصادية.
- سلوكيات الرسول r في أوقات الأزمات الاقتصادية.
- ماذا ترك رسول الله r بعد وفاته.
الحصار الاقتصادي على رسول الله r و الذين آمنوا معه قبل الهجرة:
لما عجزت قريش عن قتل النبي r أجمعوا على منابذته و من معه من المسلمين و من يحميه من بني هاشم و بني المطلب، فكتبوا كتاباً تعاقدوا فيه على ألا يناكحوهم و لا يبايعوهم و لا يدعوا سببا من أسباب الرزق يصل إليهم و لا يقبلوا منهم صلحاً و لا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلم بنو المطلب رسول الله r إليهم ليقتلوه، و علقوا الكتاب في جوف الكعبة.
و التزم كفار قريش بهذا الكتاب ثلاث سنوات من سنة سبع من البعثة إلى السنة العاشرة من البعثة.
و حوصر بنو هاشم و بنو المطلب و من معهم من المسلمين في شعاب مكة، و اشتد البلاء برسول الله r و الذين آمنوا معه حتى كانوا يأكلون الخبط و ورق الشجر و كان التجار يغالون في أسعار السلع عليهم و كان الأطفال يتضاغون من الجوع، و لم تترك سلعة تصل إليهم.
و بعد ثلاث سنوات أجمع بنو قصي على نقض ما تعاهدوا عليه، فأرسل الله على صحيفتهم الأرضة فأتت على معظم ما فيها من ميثاق و عهد و لم يسلم من ذلك إلا الكلمات التي ذكر فيها اسم الله عز وجل، و لقد أخبر الله سبحانه و تعالى رسوله بذلك و أخبر الرسول عمه أبا طالب، فذهب أبو طالب و معه بعض الصحابة إلى قريش فقالوا لقريش أن يأتوا بالصحيفة و قال لهم أبو طالب إن ابن أخي أخبرني أن الله قد سلط عليها الأرضة فأتت عليها، ففتحوا الصحيفة فوجدوا الأمر كما أخبر الصادق المصدوق، فقالوا: هذا سحر ابن أخيك.
العـــبـــر:
- إن أعداء الإسلام دائماً ظلمة في عهودهم و عقودهم.
- مشاركة بعض المشركين للمسلمين و عدم التخلي عن رسول الله r (القرابة و صلة الرحم).
- صبر المسلمين و إيثار الدنيا على الآخرة.
- الالتزام بأوامر الله و التضحية بالمال من أجل طاعة الله ورسوله.
- عرض على رسول الله r المال و الجاه و لم يتخل عن دعوته.
- كان جزاء هذا الصبر و الجلد و تحمل المشاق أن الله سبحانه وتعالى قد مكنهم من منابع الثروة و الاستيلاء على عروش الملوك و فتح بلاد الروم و فارس.
و صدق الله إذ يقول: {و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين}(1).
سوق اليهود و السوق الإسلامية فـي المدينة:


(1) سورة النساء آية 80.
(2) سورة الحشر آية 7.
(3) سورة النجم آية 3،4.
(4) سورة الأحزاب آية 21.
(1) سورة القصص آية 5.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس