عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2008, 11:23 AM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

~~ بناء مجتمع جديد ~~






قد أسلفنا أن نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في بني النجار كان يوم الجمعة ‏‏12 ربيع الأول سنة 1 هـ الموافق 27 سبتمبر سنة 622م‏ وأنه نزل في أرض أمام دار أبي أيوب، وقال‏:‏ ‏‏هاهنا المنزل إن شاء الله


ثم انتقل إلى بيت أبي أيوب رضي الله عنه
بناء المسجد النبوي
وأول خطوة خطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو بناء المسجد النبوي، واختار له المكان الذي بركت فيه ناقته صلى الله عليه وسلم، وأسهم في بنائه بنفسه، فكان ينقل اللبِن والحجارة ويقول ‏:‏


اللهم لا عيش إلا عيش الآخر ~~~~~~~~ فاغفر للأنصار والمهاجرة
وكان ذلك مما يزيد نشاط الصحابة في العمل حتى إن أحدهم ليقول‏ :
لئن قعدنا والنبي يعمل ~~~~~~~~ لذلك منا العمل المضلل
كانت في مكان البناء قبور المشركين فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت وبالنخل والشجرة فقطعت وصفت في قبلة المسجد وكانت القبلة إلى بيت المقدس , وجعلت له ثلاثة أبواب , وبني بيوتاً إلى جانبه وهي حجرا أزواجه صلى الله علية وسلم وأنقل إليها من بيت أبي أيوب ..
ولم يكن المسجد موضعًا لأداء الصلوات فحسب، بل كان جامعة يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام وتوجيهاته و يلتقى وتتآلف فيه العناصر القبلية المختلفة التي طالما نافرت بينها النزعات الجاهلية وقاعدة لإدارة جميع الشئون وبرلمان لعقد المجالس الاستشارية والتنفيذية ,,, وفي أوائل الهجرة شرع الأذان، تلك النغمة العلوية التي تدوى في الآفاق، وتهز أرجاء الوجود ..




المؤاخاة بين المسلمين كما قام النبي صلى الله عليه وسلم , ببناء المسجد مركز التجمع والصلح قام بعمل أخر من أروع من أروع ما يأثره الناس .
وهو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار آخى بينهم على المواساة , ويتوارثون على الموت دون ذوي الأرحام وإلى حين وقعت بدر أنزل الله عز وجل
((‏‏ ‏‏وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ‏)) }الأنفال: 75
معنى هذا الإخاء أن تذوب عصيبات الجاهلية وتسقط الفوارق النسب واللون والوطن ..فلا يكون الولاء إلا للإسلام ...





ميثاق التحالف الإسلامي :

كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقد هذه المؤاخاة بين المؤمنين، قام بعقد معاهدة أزاح بها ما كان بينهم من حزازات في الجاهلية,,,‏ وفيما يلي بنودها ملخصًا‏:‏

هذا الكتاب من محمد صلى الله عليه وسلم , بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن جاهد معهم :-
1ـ إنهم أمة واحدة من دون الناس‏.‏
2ـ المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم، والقسط بين المؤمنين، وكل قبيلة من الأنصار على رببعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى .
3ـ وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل‏.‏
4ـ وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم.
5ـ وإن أيديهم عليه جميعًا، ولو كان ولد أحدهم‏.‏
6ـ ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر‏.‏
7ـ ولا ينصر كافرًا على مؤمن‏.‏
8 ـ وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم‏.‏
9ـ وإن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين .
10ـ وإن سلم المؤمنين واحد .
11 ـ وإن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله‏.‏
12 ـ وإنه لا يجير مشرك مالًا لقريش ولا نفسًا، ولا يحول دونه على مؤمن‏.‏
13 ـ وإنه من اعتبط مؤمنًا قتلًا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول‏.‏
14 ـ وإن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه‏.‏
15 ـ وإنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثًا ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة .
16 ـ وإنكم مهما اختلفـتم فيه من شيء، فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمـد صلى الله عليه وسلم‏ ..





أثر المعنويات في المجتمع
بهذه الحكمة وبهذا التدبير أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد مجتمع جديد، كانت صورته الظاهرة آثارًا للمعاني التي كان يتمتع بها أولئك الأمجاد بفضل صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعهد هم بالتعليم والتربية، وتزكية النفوس، والحث على مكارم الأخلاق ..
سأله رجل‏:‏ أي الإسلام خير‏؟‏ قال‏ , ‏تطعم الطعام ، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف‏ .
وكان يقول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من لا يأمن له جاره بوائقه) رواه مسلم .
ويقول صلى الله عليه وسلم (المؤمنون كرجل واحد , إن أشتكى عينه أشتكى كله , وإن أشتكى رأسه أشتكى كله) رواه مسلم .
ويقول صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) متفق عليه صحيح البخاري .
وبجانب هذا كله يحث حثا شديدًا على الاستعفاف عن المسألة ,ويذكر فضائل الصبر والقناعة , وهكذا رفع معنوياتهم ومواهبهم , وزودهم بأعلى القيم والأقدار , حتى صاروا صورة لأعلى قمة من الكمال عرفت التاريخ البشر بعد الأنبياء ..
إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كان يتمتع من الصفات المعنويه الظاهرة ومن الكمالات والمواهب والأمجاد ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال بما جعلته تهوى إليه الأفئدة وتتفانى عليه النفوس فما يتكلم بكلمة إلا ويتسابقون إلى التحلي به وإلى أمثالها .
وبهذا أستطاع النبي صلى الله عليه وسلم . أن يبني في ألمدينه مجتمًا جديدًا , أروع وأشرف مجتمع عرفه التاريخ .
وبهذه المعنويات الشامخة تكاملت عناصر المجتمع الجديد الذي واجه كل تيارات الزمان حتى صرف وجهتها وحول مجرى التاريخ والأيام ...
وصلى الله على الحبيب المصطفى الذي اصطفاه قدوة للمسلمين وهادي الناس إلى الصراط المستقيم ..






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس