آخر أيام تل أبيب 1
انه خريف عام2019 و بالتحديد يوم الثلاثاء السادس و العشرون من نوفمبر و هذا ليس يوما عاديا انه اليوم الختامي لمؤتمر القمة الاسلامي و الذي عقد في مدينة الخرطوم. إنها ليست قمة عادية بكل المقاييس فالعالم كله يترقب ما ستسفر عنه هذه القمة من قرارات و لا يستطيع أحد التكهن.
هذه القمة جاءت بناء علي الإنذار الذي تقدمت به الحكومة الإسرائيلية بانه إذا استمرت الحكومة المصرية في مشروع التسلح الذاتي الذي كشفت عنه الحكومة الإسرائيلية منذ عامين و الذي يتمثل في الطائرة حلوان 2020 مصرية الصنع و التي لا تقل كفاءة عن الطائرة f35 أو طائرات الجيل الخامس الروسية و الصاروخ قصير المدي رنتيسي 2 و الذي بدأت مصر بإنتاجه بكميات ضخمة و الصاروخ بيبرس1 المضاد للطائرات و الصاروخ بيبرس2 المضاد للصواريخ و كان رد الحكومة المصرية في ذلك الوقت فاترا بأنها لا تصنع أي سلاح محظور دوليا و أن الاتهام الإسرائيلي بأن مصر سرقت تكنولوجيا هذه الصناعة بطرق ملتوية هو إدعاء كاذب لأنه لم تتقدم أي دولة حتى الآن بشكوي ضد مصر تفيد بسرقتها لتكنولوجيا صناعة هذه الأسلحة . و أعلنت اسرائيل أن دول الخليج عقدت صفقات وهمية مع إحدي الدول الشرقية تلقت فيها هذه الدولة مبالغ ضخمة في مقابل مشروعات تافهة و لكن المقابل الحقيقي كان تزويد المصريين بتكنولوجيا صناعة هذه الأسلحة. و رفض المصريون التوقف عن هذا المشروع بل إنهم سمحوا للجنة تفتيش دولية بزيارة مدينة صلاح الدين التصنيع العسكري و التي تشتمل علي جميع المصانع التي نتج هذه الأسلحة و هذه المدينة تقع في أقصي الجنوب الغربي لمصر قرب الحدود الليبية و الحدود السودانية.
أعلنت اسرائيل مرارا رفضها للمشروع و لكنها لم تستطع أن توقفه و فشلت جميع الجهود الدبلوماسية في وقف هذا المشروع. و أنتج ما يقرب من ثلاثة آلاف و ستمائة طائرة دخل الخدمة منها الفي طائرة لسلاح الجو المصري و الباقي لدول الخليج و السودان و ليبيا و الجزائر و بعض الدول الأفريقية بالإضافة لآلاف الصواريخ و الأسلحة الخفيفة. لقد بدأ ميزان القوي يتجه لصالح العرب و رغم عملية ضخ الأسلحة التي أعلنها الغرب صراحة لإبقاء ميزان القوي في صالح اسرائيل فإنها كانت تشعر بالقلق. و من شهر أعلن الموساد أن الحكومة المصرية بدأت مشروعا عملاقا للتوسع في هذه الصناعات و هو ما أنكرته الحكومة المصرية و انتهى الأمر بإعلان اسرائيل أنها لن تقف مكتوفة الأيدي و قدمت إنذارا نهائيا للحكومة المصرية كان هذا نصه، " إن دولة اسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الأعمال العدوانية التي تقوم بها الحكومة المصرية من تطوير غير مبرر لمنظومة التسليح و تجارة السلاح التي تمارسها و التي من شأنها اثارة التوتر في المنطقة و تعطي حكومة اسرائيل الحكومة المصرية مهلة شهر واحد لوقف انتاج الطائرة حلوان 2020 و الصواريخ من نوع بيبرس و رنتيسي . و في حالة عدم موافقة الحكومة المصرية علي ذلك فإن الخيار العسكري ليس مستبعدا و تود الحكومة الاسرائيلية ان تبين أن علاقتها بالشعب المصري جيدة و ان عمل عسكري سيكون موجها ضد هذا المشروع الإرهابي فقط و لن يمس المدنيين أو أي من المرافق العامة و هو بذلك ليس اعلان حرب أو نقض لمعاهدات بين البلدين.
و أكد المحللون و الخبراء أن الانذار الإسرائيلي سيتحقق بنسبة مائة بالمائة و ان حكومة اسرائيل اطلقت هذا الانذار علي غير عادتها في محاولة لمنع نشوب حرب مع مصر و أن هذه المدة كافية لتمهيد المصريون نفسيا لتقبل هذه الضربة و مما قوي احتمال تنفيذ اسرائيل لانذارها هو تسلمها شحنة جديدة من الطائرات و الصواريخ بعيدة المدي ضمنت لها التفوق علي العرب و ليقفز تصنيفها العسكري الي المركز العاشر عالميا محل تركيا . و علي هذا الأساس تم عقد مؤتمر القمة الإسلامي و الذي ضم رؤساء جميع الدول الإسلامية و جاء البيان الختامي علي عكس ما توقعه المراقبون. " إن جميع الدول الإسلامية تتضامن حكوماتا و شعوبا مع الموقف المصري وترفض أي إعتداء اسرائيلي علي الأرواح و الممتلكات" كما أوصي المؤتمر أيضا بمنع التدخين في الأماكن العامة .
عاد الرئيس المصري الي القاهرة و أعلن أن بلاده لن تتنازل عن حقها المشروع. رغم البيان الفاتر للقمة فقد أطلق الملوك و الرؤساء تصريحات قوية بعد عودة كل منهم الي بلاده فقد أعلن الرئيس السوداني أن بلاده ستساند مصر في حالة نشوب حرب. و أعلن رئيس الوزراء التركي أن أي حرب علي مصر هو اعتداء علي تركيا و نفس التصريح أطلقه ملك السعودية و الرئيس الايراني و ملك المغرب و رئيس الجزائر و الرئيس الليبي و الرئيس الباكستاني و رئيس وزراء ماليزيا و الرئيس السنغالي و بنفس النص.
و في اليوم التالي أطلق معظم الحكام تصريحات مماثلة.و إعتبر معظم المحللون هذه التصريحات مجرد حفظ لماء الوجه و خاصة بعد التأكيدات الإسرائيلية أنها لن توجه أي ضربات للمدنيين أو المرافق و لكن بعض المحللون نصحوا إسرائيل بعدم التورط في أي أعمال عسكرية لأن الأمر عبارة عن كمين أقامه العرب أو المسلمون بصفة عامة و كان من أهم من تكلموا بهذه الطريقة المحلل العسكري آدم بيتر الذي قال " إنني أعتقد أن تطوير المشرع الذي أقامته مصر هو حديث غير منطقي و ربما يكون كمين لاستدراج اسرائيل لحرب في وقت غير مناسب فمصر هذه الدولة الفقيرة تكلفت مليارات الدولارات لبناء المشروع الأصلي و أثر ذلك علي الحالة الإقتصادية لها و سوء أحوال المواطنين المعيشية و بالتالي فإن أي عمل إضافي سيسبب كارثة اقتصادية لهذه الدولة ، و أعتقد أن تصريحات الحكام المسلمين يجب أخذها بمأخذ الجد خاصة مع تغير الظروف الاقتصادية و الارتفاع الحالي في أسعار البترول و الزيادة الصارخة لعدد المسلمين في الدول الأوروبية و أضع إحتمالا كبيرا أن معظم الإنشاءات .الحديثة في مدينة صلاح الدين هي هياكل وهمية و اذا ثبت ذلك فإن الأمر مصيدة لإسرائيل" .
و في يوم الجمعة الموافق 29 من نوفمبر عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا مع وزير الدفاع و جميع قادة جيش الدفاع الإسرائيلي و بدأ الإجتماع بكلمة موجزة من رئيس الوزراء الإسرائيلي و الذي قال "هذا الإجتماع الطاريء من أجل شيء واحد، صلاح الدين هذه الترسانة التي بدأ المصريون تطويرها بصورة أصبحت تشكل خطرا علي دولتنا وقبل البدأ سأترككم مع رئيس الموساد الذي سيشرح لكم الأمر " و بدأ رئيس الموساد بعرض صور لمدينة صلاح الدين للتصنيع العسكري و التي التقطها القمر الصناعي و بعض الصور التي التقطت من الداخل وبدأ تعليقة " مدينة الأنفاق أو المتاهة كما يسميها المصريون لقد صمموها كمدينتين إحداهما فوق الأرض و الأخري تحت الأرض و تمتد علي مساحة شاسعة بل انهم يغيرون موقع آلاتهم من آن لآخر فيما يشبه المتاهة و حين بدأوا بناء هذه المدينة منذ أربع سنوات كانت أنفاقهم العميقة بعيدة المنال بالنسبة لأي قنابل أو صواريخ مخصصة للمخابيء و لكن الآن الوضع تغير فلدى سلاح الجو اإسرائيلي قذائف ذكية لضرب الأنفاق و المخابيء تستطيع الوصول لهذا العمق و المشكلة الأكبر هو المساحة الشاسعة لهذه المدينة مما يتطلب ضربة جوية ضخمة و ليس مثلما فعلنا مع المفاعل العراقي او المنشآت في سوريا" ثم تابع رئيس الموساد بعرض صور لمطارين عسكريين و هما مطار نور الدين محمود و مطار عماد الدين زنكي و بدأ الحديث " يحتوي كل منهما علي حوالي الف طائرة و لكن نصف العدد من الطائرات القديمة و التي لم يعد لها أي وزن في الحسابات العسكرية فالمشكلة مع مقاتلتهم الحديثة حلوان 2020 و التي يحتوي مطار عماد الدين زنكي الذي يقع الي الغرب من المدينة علي 700 طائرة و يحتوي مطار نور الدين محمود و الذي يقع الي الشمال علي 300 طائرة" ثم عرض بعد ذلك صور لمطار شيشنق الليبي و بدأ التعليق قائلا " هذا المطار العسكري الذي يبعد ماتئي و ثلاثون كيلومترا الي الغرب من مدينة صلاح الدين يحتوي علي 271 طائرة شرقية الصنع من طراز لوجا 125 الجيل الخامس و 245 طائرة من طراز حلوان و الطيارون في هذا المطار لديهم كفاءة عالية وحاصلون علي قدر عال من التدريب و هناك احتمال بنسبة 90% أن تشارك هذه الطائرات في الدفاع عن المدينة ضد أي هجوم" ثم تابع بعض صور لمطار الاصلاح في السودان " هذا المطار يبعد مسافة 412 كيلو مترا عن مدينة صلاح الدين و يحتوي علي عدد 133 طائرة من طراز لوجا 125 و 196 طائرة من طراز حلوان و احتمال مشاركة هذه الطائرات أيضا هو 90% ثم أكمل بعض صور لبعض بطاريات الصواريخ بيبرس وأوضح قائلا " هذه الصواريخ هي الي حد كبير ما زالت قدراتها لا يمكن التنبؤ بها بدقة من حيث الكفاءة أو من حيث مواقعها الدائمة التغيير و لكن المؤكد أنها لن يكون لها تأثير حاسم ضد أي ضربة جوية نوجهها "
و اكتفي رئيس الموساد بالعرض الذي قدمه و ترك الحديث لرئيس الوزراء الذي بدا مباشرة " لقد قررنا ........... .... و للقصة بقية في الجزء القادم ان شاء الله