كلما سلكت طريقاً للمعرفة الحقَّة..
بعيداً عن الزيف والتضليل...
كلما زادت تلك الفجوة بينك وبين الآخرين من حولك..
وضاقت تلك الفجوة بينك وبين الوصول لأعلى درجات اليقين بالله...
ووجدت أن الدنيا بكل ما بها واهية..
مجرد اختبار رحيم من الخالق الأعظم.. وتزداد صعوبة هذا الإختبار كلما أشرف الوقت على الإنتهاء...
وتزداد الشرور والضلالات والفجور...
ولولا عِظم رحمة الله بخلقه لما وهبهم كل هذا الجود والعطاء من رحماته وآياته المتوالية... وعفوه وهدايته وصبره على خلقه...
وعندما تدرك كل تلك الهبات وكل ذاك الحب والحكمة من ورائه...
تعود تلك الفجوة التي بينك وبين الخلائق للتقلُّص...
فلا معنى أن تشهد النور دون أن تنير عقول من استطعت من حولك...
ولا معنى أن تلمس الرحمة والقوة والمحبة دون أن تغذي بها قلوب الآخرين...
فكما وهبنا الله أرواحاً من نفحاته...
كما أن أرواحنا نقاط تواصل واتصال في شبكة كبيرة جدااااا تربطنا جميعاً بالخالق الأعظم والكون الذي خلقنا به...
تلك الشبكة من الوعي والحس التي فسد بها من فسد..
وارتقى بها من ارتقى...
ويسعى بها من يجاهد بكل إرادة لآخر ذفرة في أجله القصير...
الذي سنشهد يوماً أنه مهما طال..
لم يكن إلا كيوم أو كساعة تُدون بها أعمالنا وحال قلوبنا.. وخفايا صدورنا.. في كتاب كل منا المرقوم... وعسى أن يجعل الرحمن كتابنا في عليين... ويحيينا ويميتنا ويبعثنا في معيته وستره وجلال ظله... وسريان نوره بنا وحولنا في الدنيا والآخرة.. والحمد لله على نعمة الإيمان بالله... والحمد لله أن أعلمنا به.. وما أعظمها من نعمة!!!!!!