الموضوع: رحلت جدتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2011, 11:33 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

Red face رحلت جدتى

ورحلت جدتي






, مضت في طريقها إلى الله, إلى الحكمة الأزلية والجمال المحض والخير الخالص,
عادت إلى انعتاقها متحررة من كل لفظ ومن كل معنى, من كل دافع ومن كل غاية,
إنها الآن خارج الزمان وخارج المكان, تهّوم في المطلق بخّفة وحبور.
* * *
ترى هل أدرك الرجال وهم يمضون بها مسرعين ليلقوها على عتبات السماء, هل أدركوا أنهم إنما يمضون بسِفر من الحكمة, بباقة من الآمال والأماني, بكومة من الآلام والهواجس والتنبؤات؛ إلى الهباء؟…
هل أدركوا أنهم يغّيبوون السماء بأمطارها وأنوارها وتموجاتها في بقعة من الأرض تتساوى فيها الأشياء وتنعدم الأزمنة؟.
هل أدركوا أنهم يهيلون التراب على سيزيف وصخرته؟.
* * *
ها أنا ذا أخترق بيوتا بنيت لأجساد بلى أرواح وأقف ببابك في خشوع,
بيني وبينك ألواح من التراب, لكن من المحال أن أدلف إليك أو تخرجي إلي,
صوتك الذي ولد في أذنّيَ منذ لحظة لا أتذكرها كما لا أتذكر أول مرة أجبت فيها حين دعيت باسمي, صوتك ذاك, لن يطرق وجداني هذه المرة مرحبا, ولن ينساب -كما تعودته- مرحا ومشتعلا في هذا الفضاء الشاسع,
أعلم أن بيتك الجديد هذا لن يسعد بضحكاتك ولن تبلل حوائطه دموعك,
أعلم أنه لن يستنشق عطر أثوابك العبق,
وأنك لن ترسلي في شرايينه زوارق من حكاياتك,
أعلم أن شيئا من ذلك لن يحدث,
فالقدمان التان قفزتا بخفة وأنتِ صبية ساكنتان, والقلب الذي حّلق بالحب وانزوى بالقلق وتردد بين االيأس والرجاء ساكن أيضا,
السكون هنا سرق حتى مرآة الخيال وهرب بكل التفاصيل الأخرى ,
لا شيء في بيتك الجديد هذا, حتى أنت لست هنا, ول؛ ست هناك في غرفتك
سريرك فارغ,



مذياعك صامت,




والقهوة باردة.



ربما كنت الآن بصحبة من ودعوك قبل زمن طويل: زوجك, ابنك, ابنتك, أقاربك, أحبابك, صاحباتك…
لا أدري كيف تستقبل الأرواح بعضها, ولا كيف تحتفي بالقادم الجديد,
لا أدري أي نوع من الحديث تتجاذب, وكيف ستفيق على حقيقة حياتها الجديدة, ومذاذا سيبقى من مشاعرها وطباعها وعاداتها.
* *
الموت ليس إلا تحولا آخر في سلسلة تحولات المادة, أما هذه الروح فهي جوهر خالد لا يفنى ولا يتحول, ربما لو أخبرتك بهذا يا جدتي قبل اليوم لما أدركت ماذا أعني لكنني أثق بأنك تمتاحين الآن من نبع المعرفة التامة واليقين الحق؛ لذا أسألك بإلحاح أن تزورينا خفية في غمامة من السكينة -كما تفعل الملائكة- وتمسحي بيدك الحانية على رؤوسنا, وتذّري بعضا من رضاك عنا في زوايا المكان.




لماذااااااتركتيني ووووحيده
==========



بينما أنا جالسه لوحدي ؛؛


اجول وأسبح في محيطات فـكري ؛؛

هي لحظات ؛؛

لا أتذكر فيها سوى الآمي ؛؛ همومي ؛؛ احزاني ؛؛

يكاد الدمع ينفجر من عيوني كالانهار ؛؛



ليسكب ماء دموعي على الخد كالشلال ؛؛

امسكها ؛؛ أحبسها ؛؛ لا أستطيع ؛؛ لا استطيع لا أستطيع ؛؛

جــدتي ؛؛ في حياتك ؛؛ اجلس على حضنك أبكي و ابكي

لاينطق لكي لساني ولا قـلبي ؛؛ بل سيل دموعي هي التي تشكي

عندما تمسحين بيديكِ على رأسي .. تلتــأم كل جروحي

الآن انتي رحلتي ؛ ؛ رحلتي

ومع الحزن و الألم و الوحدة والعزلة .. تركتيني لوحدي ؛؛

بعد رحيلك ؛؛

بعد رحيلك ؛؛ من سيعرف لغة دموعي ؟!!

بعد رحيلك ؛؛ من سيمسح بيده على رأسي ؟!!

بعد رحيلك ؛؛ إلى مـــــن أشكــــي هـمــــــــــــــي ؟!!

بعدهـــا بدأت دموعــــي تحفــــــــر بخــــــــدي

لكنها لم تطفى نـــار شوقــــــــي لجدتــــــــــي







ماتت فرحتي!!!!!!!!!

ماتت جدتي..

ماتت تلك الم شاعر وماتت تلك
العاطفة ومات ذلك النبع الصافي من الحنان .
بالأمس كانت معي كانت تحكي لي أجمل قصصها الخالدة في ذاكرتها في حياتها في فرحتها .
واليوم ماتت .
ماتت تلك الإنسانة الرائعة وماتت فرحتي .
في عيوني بحر من دموع وفي صدري حزن عميق لا تتسع له السطور .
كيف لاآآآآآآآآآآآآآآ !!!!!!!
وهي تلك الإنسانة الرائعة في حنانها في عطفها في كل مشاعرها .
لقد احتوت تلك الإنسانة كل كياني وكل مشاعري وغرست تلك الصفات في أعماق أعماقي .
حتى أنبتت حبًا وأثمرت تقديرًا واحترامًا لشخص تلك الرائعة ..
ولكنها لم تعش طويلا وماتت .
لم يبقى من ذكرى تلك الزهرة سوى ذلك الوشاح الذي اكتسى اللون الأسود وكأنه يشكو من شدة الحزن على رحيلها .
لم يبقى من ذكريات تلك الرائعة سوى نظارتها العتيقة التي كانت تكشف نظارة
وجهها وجميل عطفها ورقة حنانها .
واليوم ماتت ورحلت عن دنيتي ..


آآآآآآآآآآآآآآآآه : ياجدتي

ورحلت جدتي








آآآآآآآآآآآآآآآآه : ياجدتي



آآآآآآآآه يا غاليتي كم سأبكيك طويلاً ................
سأبكيك حتى تجف بحور دموعي وسأبكيك طويلاً يا غاليتي
لقد ماتت كل الدنيا في عيوني يا جدتي
لقد ماتت سعادتي برحيلك يا نبع سعادتي
لقد ضممت وشاحك يا غاليتي وكأنني أشتم رائحتك أشتم عطرك أشتم عبيرك يا فرحتي

آاآآآآآآآه
ليه يافرحت ي مــتِّي وتركتيني وحيده وانا أتعذب كل ما اذكر تراب ممشاك



لقد غابت تلك الشمس المشرقة وانتشرت تلك الغيوم الكئيبة في سماء دُنياي .
وهبت تلك الأعاصير التي زلزلت كياني واجتثت جذور وردتي
اليانعة في بستان حياتي .
وماتت جدتي









تحياتي

م0ن







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس