الموضوع: الطفل الباكي
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2011, 08:03 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

Arrow الطفل الباكي

الطفل الباكي







عندَما كنتُ صغيرًا...

في ذلك البيتِ القديم...

كانتْ هنالك صورةٌ لطفل صغير يبكي...

والصورة قد عُلِّقت على حائط السُّلَّم...

كنتُ في كلِّ مرة أصعد في السُّلم وأنزل فيه، أسأل نفسي سؤالاً: لماذا يا تُرى يبكي هذا الطفل؟

كنتُ أحاول أن أستنطقَه.

وكانتِ الإجابات تتناثر في خاطري، وتتكاثَر في نَفْسي، ولكنني لم أستمعْ إليها؛ لأنَّ الإجابةَ بقيت غائبةً في كلِّ مرة كنت أرى فيها تلك الصورةَ الكئيبةَ الحزينةَ لذلك الطفل الذي انسكبتْ عيناه بالدموع، وغاب وجهُ طفولته البرِيء وراءَ دموع الحزن العميق، وألَم الأسى الدفين، وتساقطتْ حبَّات الدُّموع مِن مُقلتيه كزخّات المطر.

وقد أقِف في مرَّات متعددة أمامَ تلك الصورة؛ لأسألَ ذلك الطفل الذي سَكب عبراتِه:
لِمَ كلُّ هذه الدموع؟

وكم تذكرتُه وأنا في فِراشي، فأتساءل:
يا تُرى...

لِمَ يبكي ذلك الطفلُ الصغير؟
وقد تمرُّ في خاطري تلك الصورة وأنا في حُجرة الدرس؛ ليعودَ السؤال نفسه المؤلِم المُر!

لكن السؤال بقِي حائرًا يبحث عن إجابة، ويفتِّش عن إفادة!

وكَبِرتُ...

وكَبر ذلك السؤال معي؛ ليظلَّ يطاردني كظلِّي، لكنَّني أدركتُ أنَّ ذلك الطفل ما هو إلاَّ واحد مِن آلاف الأطفال الذين بكوا، ولا يزالون يبكون!

بكوا بسببِ ظُلم الكِبار، وجَوْر الأطماع...

بكوا بسببِ الجوع الذي عصَر أحشاءَهم، والعطش الذي قطَّع حناجرَهم...

بكوا حين رَأوا أشلاءَ القتْلى، ودماء الجرْحى...

بكوا لأنَّهم أُهينوا، وعُذِّبوا، وشُرِّدوا...

بكوا لأنَّهم أُخرجوا من أوطانهم، وأُبعِدوا عن دِيارهم، ففارقوا أصدقاءَهم، وأضاعوا أماكنَ لَعِبهم ولهوهم...

"لِمَ يَقتلون أمامَ عيني إخوتي؟! لِمَ يحرِقون ملابسَ الأطفال؟!"
بكوا حين حُرِموا مِن العيش الكريم، والأكْل النظيف، واللباس الجميل...


بكوا لأنَّهم لم يَجِدوا طبيبًا يعالج وَهنهم، ويُداوي جراحهم، ويُبرئ أدواءَهم، بعدَ أن صارتْ أجسامهم ملاجئَ للأمراض، ومفارخ للأوبئة...

بكوا وهُم بجانبِ أمٍّ تنتحِب، أو أبٍ يئنُّ بسبب القتْل والتشريد...

بكوا حين رأوا بيوتَهم تُهدَّم، وفيها ملابسهم وألعابُهم...

بكوا حين غاب صوت الأم.

أو صورة الأب...

وراحوا يُطلقون صرخةً قوية: امسحوا دموعَنا، فنحن لن ننسى جراحَكم...

ارسموا البسمةَ على ثغورنا بدلاً مِن أن تنزِعوا الدمعةَ من عيوننا...

ارحموا ضعْفَنا، فنحن صِغار ما خُلِقْنا للأسى والألَم.

إنَّ ما يحدُث في بعضِ الدول اليوم مِن مشكلات مُرة اقترفها الكِبارُ، ولم يسلم مِن أذاها الصِّغار لهو أمرٌ خَطر في حقِّ أولئك الأطفال الأبرياء، فما خطيئتُهم التي جَرَّت عليهم الويلات، وما ذَنبُهم؟!

فالرحمةَ الرحمةَ بهؤلاء الأطفال.

ويا ربِّ مِن أجل الطفولة وحْدها أفِضْ بركات السِّلم شرقًا ومغربًا.

أيها الإنسان...

رفقًا بالأطفال...

فهُم سِرُّ الجمال...

وهم بسمةُ الحياة.


مقالة لامست قلبى..










آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس