عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2008, 03:28 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ~*~فنون عربية وعالمية~*~

الفنون التشكيلية في البحرين1/2

تـتـصـفُ طـبـيـعـة الـفـنـون الـتـشـكـيـلـيـة فـي الـبـحـريـن مُـنـذ انـبـعـاثـهـا مـع بـدايـات الـتـعـلـيـم


الـنـظـامـي الـحـكـومـي و حـتـى الـيـوم بـالاستمراريةِ والـتـفـاعـل و الـنـشـاط الـدؤوب ، مـع تـنـوع غـنـيّ مـلـحـوظ فـي الأسـالـيـب و الـتـقـنـيـات و الاتـجـاهـات و الـمـذاهـب فـي الـنـاتـج الـفـنـي. و لا شـك فـي أن أسـبـاب ذلـك عـائـدة إلـى عـوامـل عـديـدة مُـخـتـلـفـة، لـعـل أهـمـهـا يـكـمُـن في تـَـميّـز مُجـتـمـع جُـزر مـمـلـكـة الـبحـريـن بالـتـسامـح و الانـفـتـاح الـذهـني والـمعـرفي عـلى مُخـتـلـف ثـقـافـات العـالم ، لـكـون الـبحـريـن ثـغـراً مُـهـماً من الـثـغـور في هـذا الجـزء الـجـنـوبـي الـشـرقـي مـن الـشـرق العـربي الـمـجـيـد، و مـركـز حـضـاري مـوغـل فـي الـقـدم ، قـد الـتـقـت عـلى أرضه مُـنذ أقـدم العـهـود أمم و شعـوب مُـخـتـلـف حـضـارات الـعـالم، و أيـضـاً يعـود هـذا الـتـنـوع الـغـني فـي الإنتاج إلـى ارتـفـاع مـلحـوظ في نـسـبة فـئـة الـعُـمـر الـشـبـابـيّـة فـيه.
و بالـتالي فـإن مُجـتـمع البحـريـن مُجـتـمع فـتـىّ، يـتـصف بالحـيـوية و الـنشاط، و تـغـلبُ عـلى تـوجـُهـاتـه الـعـامة و رؤاه نـزعـة الـتـغـيـيـر و الـتجـديـد الـمُـسـتـمـرة، كـل ذلـك فـي إطـارٍ مُعـطيات حـضارية و اجـتـماعـيـة مـتيـنة موغـلة فـي الأصالة و القـدمِ ، و مُـستـندة إلى إرث راسخ عـظيـم من التاريـخ العـربي الإسلامي العـريـق الـذي يـتـمـتـع و يـعـتـز بـه أهـل ممـلـكة البحـريـن.
فـفـي هـذا الـجـزء مـن الـعـالـم ، عـلـى شـواطـئ الـخـلـيـج الـعـربـي الـدافـئـة و مـن عـمـق أراضـيـه الـفـيـحـاء، اخـتـرع الإنـسـان فـي نـهـايـة الألـف الـرابـع قـبـل الـتـاريـخ أول كـتـابـة عـرفـتـهـا الـبـشـريـة، عـلـى هـيـئـة صـور رمـزيـة نـُـقِـشـت بـالـقـلـم فـي رُقـيـمـات مـن الـطـيـن الـمَـمـشـوق. و مـنـذ أول مُـحـاولاتـه الـكـتـابـيـة تـلـك ظـهـر فـي سـجـلات مُـعـامـلاتـه الـتـجـاريـة و الإداريـة، و كـذلـك فـي نـصـوص ابـتـهـالاتـه الـديـنـيـة الـمـكـتـوبـة، أسـم الـمـكـان (تـلـمـون)، هـذا الاسـم الـقـديـم لـلـبـحـريـن. و قـد ظـهـرت أهـمـيـة هـذا الـمـكـان و سـره، عـنـدمـا تـكـرر ظـهـور الاسـم (تـلـمـون) فـي الـعـديـد مـن قـصـص و أسـاطـيـر الأولـيـن،



عـنـدمـا عـثـر عـلـى أقـدم نـصـوصـهـا مـكـتـوبـة فـي قـطـع صـغـيـرة مـن الـطـيـن بـيـن آثـار أقـدم مـعـابـد و قـصـور حـضـارات الـعـالـم فـي وادي الـرافـديـن.
فـفـي تـلـك الـكـتـابـات الأولـى لـلإنـسـان، و الـتـي اعـتـبـرهـا الـعـلـمـاء أول دلائـل تـحـضّـره و انـتـقـالـه مـن عـصـر الـكـهـوف الـحـجـريـة إلـى الـمَـدنـيّـة، و الـتـي تـضـمـنـت أيـضـاً خـلاصـة مُـعـتـقـداتـه و طـقـوسـه الـتـعـبـديـة و أسـمـاء آلـهـتـه و مـلـوكـه و أبـطـالـه، ظـهـرت (مـمـلـكـة تـلـمـون) عـلـى أنـهـا الـمـكـان الـطـاهـر الـنـظـيـف، الـذي أضـطـجـع فـيـه أحـد أهـم أركـان ديـانـتـهـم، ألا وهـو الإلـه (أنـكـي) إلـه الحـكـمـة و المـيـاه الـعـذبـة و واهـب الحـيـاة ، أضـطـجـع فـيه مـع زوجـتـه الآلـهـة (نيـن حـور شـاق)، و فـيـه أيـضـاً اخـتـار أن يُـشـيّـد عـلـى نـبـع الـمـاء الـعـذب (الأبـزو) أول مـعـابد البـشـريـة.
و لـِمـن يَـهـمُـه تـتـبـع خـيـط الإبـداع و تـقـصـي مـصـدر نـشـأتـه الأولى عـنـد الـبـشـريـة، عـلـيـه الـعـودة إلـى تـلـك الأشـعـار و الـقـصـص و الأسـاطـيـر الأولـى الـتـي شـرحـت ، كـيـف حـول هـذا الإلـه الأسـطـوري الـمـكـان ( تـلـمـون ) مـسـرحـاً لـجـمـيـع أفـعـال الـخـلـق و الإبـداع الأولـى ، حـيـث صنع من الطـيـن الـممـشـوق، الذي اســتـخـرجـه مـن قـاع نـبـع الـمـاء ( الأبـزو ) فـي ذلـك الـمـعـبـد الأول، أنـواعـاً مـن الـتـمـاثـيـل ، فـكـانـت آلـهـةً و بـشـراً، و حـفـر الآبـار و بـنـى، و اسـتـصـلـح الأرض وزرعـهـا بـالـنـخـل ثـم اخـتـرع الـكـتـابـة.
و مـع مجيء الإسـلام و سـطـوع نـوره مـن و عـلـى أرض الـحـضـارات، فـقـد الـفـن و إلـى الأبـد، عـنـد أهـل هـذه الـمـنـطـقـة الـعـربـيـة الـعـريـقـة، قـاعـدتـه الـوثـنـيـة الأولـى، إذ لـم يَـعُـد فـعـل الإبـداع الـمُـطـلـق عـنـدهـم، مـن صُـنـع الآلـهـة الـوثـنـيـة و لا فـي يـد كـهـانـهـم ، و إنما هـو ــ و كـما جـاء به الـديـن الإسلامـي الحـنـيـف ــ عـائـد إلى الله عـز و جـل، فـهـو؛ الواحـد الأحـد ، الـفـرد الـصـمـد، و هـو الـخـالـق، والـمُـبـدع، و الـمُـصـور، و إلـيـه تـرجـع الأمـور.
فـأدى هـذا الـتـبـدل فـي أسـس و مـفـهـوم الـفـن و الإبـداع بـالإنـسـان الـعـربـي الـمُـسـلـم فـي هـذه الـحـوض الـثـقـافـي، إلـى الـتـوجـه بـحـِسـه الـمُـرهـف و بـفـنـه ، إلـى تـوظـيـفـهـمـا فـيـمـا هـو أكـثـر نـفـعـاً ومـوائـمـة فـي حـيـاتـه و مـع مُـجـتـمـعـه.
فـبعـد أن كـان الفن، مُـسخراً لـلاستحـواذ عـلى الإنـسان و عـلى فـكره من أجـل إخـضاعـه لـسـلـطـان الـمـلـوك الآلـهـة الـوثـنـيـيـن، و لـسـحـر و جـبـروت كـهـانـهـم ، أصـبـحـت وظـيـفـتـه الأولـى مـن شـأن الـنـاس و الامـتـزاج الأمـثـل بـمـعـطـيـات و مـتـطـلـبـات حـيـاتـهـم و بـيـئـتـهـم .
فـظـهـر نبـوغ الـمـسـلـمـون و تـجـلـت إبـداعـاتـهـم في حـرفـهم و صـنـاعـاتـهم اليـدويـة، و عـلى هـذا الأساس ازدهـرت تـلـك الـصـنـاعـات و الـحـرف الـيـدويـة فـي جـمـيـع أرجـاء مـمـلـكـة الـبـحـريـن و غـيـرهـا مـن الـبـلاد الإسـلامـيـة ، و أتـقـنـت فـنـونـهـا لـدرجـة ظـهـرت عـنـد الـبـعـض، عـلـى أنـهـا قـد وصـلـت إلـى غـايـة فـي الـتـرف ، إذ قـال عـنـهـا الـعـلامـة أبـن خـلـدون فـي مُـقـدمـتـه الـشـهـيـرة: "و أمـا الـيـمـن والـبـحـريـن و عـمـان و الـجـزيـرة، و إن مـلـكـتـه الـعـرب، إلا أنـهـم تـداولـوا مـلـكـه آلافـاً مـن الـسـنـيـن فـي أمـم كـثـيـرة ، و اخـتـطـوا أمـصـاره و مـدنـه ، و بـلـغـوا الـغـايـة مـن الـحـضـارة و الـتـرف مـثـل عـاد و ثـمـود و الـعـمـالـقـة و حـمـيـر مـن بـعـدهـم الـتـبـابـعـة و الأذواء، فـطـال أمـد الـمـلـك و الـحـضـارة و اسـتـحـكـمـت صـبـغـتـهـا و تـوفـرت الـصـنـائـع و رسـخـت ، فـلـم تـبـلـى بـبـلـى الـدولـة..".
و بـعـد انحـسـار حـقـبـة ازدهـار صـنـاعـة الـغـوص عـلـى الـلـؤلـؤ الـطـبـيـعـي الـنـفـيـس، الـذي



اشـتـهـرت بـه الـبـحـريـن و اعـتـمـدت عـلـى عـائـداتـه مـنـذ بـدء حـضـارتـهـا، و ذلـك بـسـبـب تـوصـل الـشـرق الأدنـى إلـى اسـتـزراع شـيـئـاً شـبـيـهـاً بـه صـنـاعـيـاً فـي مـطـلـع الـقـرن الـعـشـريـن، جـاء اكـتـشـاف الـنـفـط بـيـن عـامـي 31 ــ 1932 م و تـدفـق عـائـداتـه عـلـى الـبـحـريـن، و قـبـل أيـة دولـة مـن دول الـخـلـيـج الـعـربـيـة ، بـمـثـابـة الـحـل الـعـصـري، الـذي أخـرج الـمـجـتـمـع فـيـهـا قـبـل غـيـرهـا مـن نـمـط الـحـيـاة الـسـائـد آنـذاك، و الـذي كـان قـائـمـاً فـي الأصـل عـلـى الـحـرف و الـصـنـاعـات الـتـقـلـيـديـة، و عـلـى مـا كـانـت تـقـتـضـيـه طـبـيـعـتـهـا مـن نـظـام اجـتـمـاعـي قـديـم مـتـوارث، و خـرج إلـى هـذا الـنـمـط الـحـيـاتـي الأوروبـي الـذي عـمّ الـعـالـم بـاسـم الـحـيـاة الـحـديـثـة أو الـعـصـريـة.
يُـقـــال بـأنـك إن أردت أن تُـؤرخ لـلـــفـن، فـسـيـتـوجّـب عـلـيـك قـبـل أن تـحـشـد الـوقـائـع و الأحـداث والأسمـاء و الـسـنـوات ، بأن تـأتـى بـتـعـريـفٍ لـمـا هـو الـفـن أولاً. وإذا أردت أن تُــؤرخ لـلـــفـن الـحـديـث، فـعـلـيـك أن تُــعـرّف مـا هـي الـحــداثـة فـي الــفـن.. هـكـذا إذن ، فـأنـنـا إن أردنـا أن نـؤرخ لـلـفـن فـي مـمـلـكـة الـبـحـريـن، و جـوانـب الحـداثـة فـيـه، سـنـجـد أنـفـسـنـا فـي مواجـهـة هـذه الـمـسـألة، وسـيـكـون مـطـلـوبـاً مـنـا تـعـريـف مـا هـو الـفـن فـي مـمـلـكـة الـبـحـريـن و كـذلـك تـحـديـد مفـهـوم مـا هـو الـجـانـب الـحـديـث فـيـه.. !
فـمـا هـو تـعـريـف الفـن فـي الـبـحـريـن .. يـا تـرى؟
لا شـك عـنـدي و أيـضـاً أعـتـقـد بـأنـه كـذلـك عـنـد أغـلـب الـنـاس ، بـأن سـؤالاً كـهـذا لـهـو مـن الـمـسـائـل الـتـي لا يـرد طـرحـهـا عـلـى الـذهـن، لا لـشـيء، إلا لأن مـسـألـة تـعـريـف الـفـن، لـهـي مـن الـمـسـائـل الـتـي يـعـتـقـد الـكـثـيـرون مـنـا بـداهـةً، بـأنـهـا مـن الـمـواضـيـع الـمفـروغ منهـا، أو من الإجـابـة عـلـيـها ، و ذلـك لأن الغـالبـيـة مـن الـنـاس تـعـتـقـد بـأنـهـا تـعـلم بـالـفـطـرة ؛ مـا هـو الـفـن.. مـثـلـمـا هـي واثـقـة فـي الـعـادة مـن عـلـمـهـا بـمـا هـو الـجـمـال.. !
ولـو حـدث وأن طُـرح مـثـل هـذا الـسـؤال (مـا هـو الـفـن؟) عـلـى أحـداً.. لـوجـدت جـوابـه ــ بـعـد ابــتـسـامـة واهـيـةٍ فـي أغـلـب الـحـالات ــ بـأن الـفـن هـو: هـذا الذي نـراه مـن حـولـنـا، أي أنه هـذا الذي يُـحـيـط بـنـا مـن أعـمال تـشـكـيـلـيـة؛ مـثـل الـلـوحـة أو الـصـورة و الـتـمـثـال و مـا شـابـه..
و مـمـا لا شـك فـيـه بـأن جـوابـاً بـديـهـيـاً كـهـذا ، لـن يـحـل لـنـا مـن الـجـانـب الـفـكـري أو الـفـلـسـفـي أو الـتـاريـخـي مـسـألـة الـبـحـث عـن تـعـريـف لـلـفـن فـي مـمـلـكـة الـبـحـريـن، لأن هـذا الـذي



نـراه و يـحـيـط بـنـا مـن أنـتـاج فـنـي هـو فـي الـحـقـيـقـة، مـشـابـه إلـى درجـة الـتـطـابـق فـي شـكـلـه و طـبـيـعـتـه و أحـيـانـاً حـتـى فـي محـتـواه أو مـضـمـونه ، ذلـك الذي نـعـرفـه مـن الإنـتـاج الـفـنـي، و الذي عـادةً مـا يـكـون مـثـلـه مـوجـوداً فـي أي مـكـان مـن الـعـالـم، و لـيـس فـي مـمـلـكـة الـبـحـريـن وحـدهـا و حـسـب..!
فـهـل هـذا هـو مـا يـمـثـل الـفـن فـي الـبـحـريـن؟ أو بـسـؤال مـخـتـلف؛ هـل يـمـكـن اعـتـبـار ذلـك الـنـوع مـن الإنـتـاج فـنـاً بـحـريـنـيـاً أصـيـلاً؟
ــ فـإن كـان الـجـواب عـلـى هـذا الـسـؤال بـالإيـجـاب.. فـسـيـصـبـح تـعـريـف الـفـن هـنـا مـسـألـة سـهـلـة و عـامـة ، و ذلـك لأن صـفـات و مـواصـفـات الـفـن هـنـا بـاتـت مـسـألـة عـالـمـيـة عـامـة أو شـائـعـة، مـسـألـة سـقـطـت مـنـهـا قـضـيـة الـهـويـة أو الـمـحـلـيـة ، بـل و تـسـقـط مـنـهـا أيـضـاً مـيـزة الـخـصـوصـيـة، بـكـل صـفـاتـهـا و أهـمـيـتـهـا الـدقـيـقـة الـمـعـروفـة فـي الـفـن، و الـفـن الـحـديـث عـلـى وجـه الـتـحـديـد، فـسـؤال مـثـل: مـا هـو تـعـريـف الـفـن فـي مـمـلـكـة الـبـحـريـن؟ لـن يـتـطـلـب فـي هـذه الـحـالـة مـنـا أي جـهـدٍ فـكـري خـاصٍ بـضـرورة الإتـيـان بـتـعـريـفٍ مـخـتـلـف و مـن مـنـظـورٍ محـلـيٍ أصـيــلٍ.
و لـكـن و بـمـجـرد إدراك أولـئـك الـذيـن ردوا عـلـى هـذا الـسـؤال بـالإيـجـاب، لـمـسـألـة سـقـوط مـوضـوع الـهـويـة مـن تـعـريـفـهـم لـلـفـن، لـوجـدنـا أن مـوقـفـهـم الـعـام يـنـقـلـب رأسـاً عـلـى عـقـب، ولـوجـدتـهـم أيـضـاً مـن أول الـداعـيـن إلـى تـأكـيـد مـكـانـة الـهـويـة و دورهـا فـي الـفـن و تـعـريـفـه مـن الـمـنـطـلـق الـمـحـلـى، بـل و مـن أي مـنـطـلـق آخـر مُـغـايـر.. !
إذ أن الـمـتـتـبـعـيـن لـحـركـة الـفـنـون فـي الـعـالـم الـعـربـي، يـعـرفـون تـمـامـاً مـا قـد شـكـلـتـه و تـشـكـله و إلى الـيـوم ، مـسـألـة (الأصــالة و الـمـعـاصـرة) فـي الـثـقـافـة العـربـيـة الحـديـثـة ، و يـدركـون أكـثـر من غـيـرهـم، مـدى خـطـورة مـا قـد ثار و احـتـدم و ما زال في موضوعـهـا من آراء و اطروحـات، لا عـد لها و لا حـصر.
ــ و أما إذا كان جـوابهـم عـلى سـؤال ما إذا كان ذلك فـناً يمـثـل البحـرين بالـنفـي، و هـذا أمـراً نـادراً، فـإنـنـا سـنـضـطـر فـي حـيـنـهـا أن نـسـأل هـؤلاء عــن تـعـريـفـهـم الخـاص لما هو الفـن في ممـلـكـة الـبحـريـن، و ما هي طـبيعـة مضمونه؟
و لاشـك عـنـدي أن الـمـوضـوع فـي هـذه الـحـالـة، أي عـنـد دعـوة الـنـاس هـكـذا لـتـعـريـف الـفـن، سـيـصـبـح الـمـوضـوع دعـوة عـامـة مـفـتـوحـة لـكـل مـجـتـهـدٍ بـأن يـأتـي بـمـا عـنـده، و فـي كـلا



الـحـالـتـيـن، سـيـكـون لـمـوضـوع الـهـويـة فـي صـيـاغـة الـتـعـريـف أهـمـيـة لا مـنـاص مـنـهـا.. !
و هـا أنـا ذا أحـاول أن أدلـو بـدلـوي، و مـا سـوف أعـرضـه هـنـا مـن إجـابات أو تـعـريـف لـلـفـن فـي الـبـحـريـن، و تـحـديـد الـجـانـب الـحـديـث مـنـه تـسـهـيـلاً لـتـأريـخـه و فـهـمـه، مـا هـو فـي حـقـيـقـة الأمـر إلا اجـتـهـاداً فـرديـاً مـتـواضـعـاً، أدعـوكـم بـإلـحـاح لا إلـى قـبـولـه عـلـى مـا هـو عـلـيـه، و إنـمـا إلـى الـتـصـدي لـه تـأمـلاً و تـحـلـيـلاً و نـقـداً.. عـلـنـا جـمـيـعـاً مـن قـدح الـفـكـــر نـشـتـعــل.. !
فماذا يمكن أن يكون تعريف الفن التشكيلي في مملكة البحرين أو ما هو نوعه؟
أن مـجـتـمـع الـبـحـريـن، و كذلـك مجـتـمـعـات دول الخـلـيـج العـربـيـة عـامةً؛ لم تـعّـرف الـفـن بـمـفـهـومـه الأوروبي، المـصـطـلح عـلـى تسـمـيـتـه بـفـن الـشـفـالـيـه Chevalet الـمـتـمـثـل فـي الـلـوحـة الـتـصـويـريـة الـمـؤطـرة مـثـلاً، أي لـوحـة الـمـسـنـد ــ إلا مـع بـدايـات انتشار الـتـعـلـيـم الـعـام النظـامي الحكومي.
و الـسـؤال الذي يـطـرح نـفـسـه هـنـا هـو ؛ مـا هـو مـفـهـوم الـفـن الذي كـان سـائـداً فـي هـذه الـمـنـطـقـة قـبـيـل مـجـئ الـفـن بـمـفـهـومـه الأوروبي إلـى الـبـحـريـن و دول الـخـلـيـج ؟ وهـل كـان هـنـاك أي نـوعٍ مـن فـن الـتـصـويـر مـثـلاً ؟
أن حـالـة الـفـن فـي الـبـحـريـن و فـي دول الـخـلـيـج الـعـربـيـة آنـذاك ، كـانـت امـتـداداً طـبـيـعـيـاً لـتـقـلـيـد فـكـري و تـقـني أو حـرفـي، كـان سـائـداً فـي الـمجـتـمع ، شـأنـه شـأن جـمـيـع تـلـك الـتـقـالـيـد الاجـتـمـاعـيـة الأخـرى الـمـتــوارثـة، الـتـي يـتـطـابـق حـالـهـا الـذي كـانـت عـلـيـه و حـالـة الـوجـود الـسـاكـن.. !
هـذه الحـالـة الـتي كـانت تـعـيـشـها أيـضـاً الـفـنـون الـعـربـيـة الـتـقـلـيـديـة، أو تـلـك الـتي تسـمـى بالإسـلاميـة، في مخـتـلـف أقـطـار الـعـالـم الـعـربـي و الإسـلامـي ، وذلـك قـبـيـل أن تـقـع تـلـك الأقـطـار تحـت طائل المـد الـعـارم لـلـمـدنـيـة عـلـى الـنـمـط الأوروبي مـن أثـر زحـف الـمـسـتـعـمـر الأوروبـي عـلـيـهـا وعـلـى مـدنـيـتـهـا.
أن الـفـن بـمـفـهـوم لـوحـة الـمـسـنـد الـقـادم لـنـا مـن مـعـطـيـات فـكـر عـصـر الـنـهـضـة الأوروبـيـة، لـم يـكـن فـي مـمـلـكـة الـبـحـريـن، و لا فـي دول الـخـلـيـج الـعـربـيـة ، فـنـاً مـعـروفـاً أو مـألـوفـاً. و أن مـسـألـة


حـصـر الاسـتـمـتـاع الـذهـنـي و البصـري فـي حـيـز الـلـوحـة الـمـقـفـل، أو فـي إطـارٍ محـددٍ، كـمـا تـمـلـيـه و تـشـتـرطـه لوحـة الـمـسـنـد، لم يـكن أمراً وارداً فـي الـفـكر المحـلى عـلى الإطـلاق، و لـم أجـد لـه فـي تـراث هـذه الـمـنـطـقـة الـعـربـيـة أي أسـاس ، و ذلـك لأن مـفهـوم الفـن الـسـائد ، منذ أن كان هـناك فـنـاً فـي هـذا الـعـالـم الـعـربـي و الإسلامي.
إذ لـم تـكـن هـنـاك فـواصـل أو حـدود بـيـن الـفـن و واقـع الـحـيـاة الـيـومـيـة لـلـنـاس فـي الـبـحـريـن عـبـر الـتـاريـخ ، فـلـقـد كـان الـفـن مـهـارة فـائـقـة و إتـقـان يـتـمـيـز بـهـمـا و يـمـتـلـكـهـمـا أصـحـاب الـحـرف الـيـدويـة و الـصـنـاع، مـن مـثـل؛ صـانـع الـفـخـار، و الـحـائـك الـمـشـتـغـل بـالـنـسـيـج والـخـيـاطـة، و الـقـلاف صـانـع الـسـفـن و الـنـجـار، و الـبـنـاء و مـزخـرف و مـجـصـص الـمـنـازل، و الـحـداد و الـصـفـار و صـانع الـحـلـي و الـخـنـاجـر و الـسـيـوف، إذ كـانـت كـل تـلـك الحـرف الأصـيـلـة المـتـوارثـة من غـابـر الأزمـنـة، تـشـكـل ركـنـاً أسـاسـيـاً و هـامـاً، مـكـمـلاً لأهـم نـشـاطـات أهـل مـمـلـكـة الـبـحـريـن الـيـومـيـة حـتـى قـبـيـل اكـتـشـاف الـنـفـط فـيـهـا، و لـم يُـعـرف الـفـن الـتـشـكـيـلـي بـمـفـهـومـه الأوروبـي الـحـديـث إلا مـع بـدايـات الـتـعـلـيـم الـنـظـامـي الـحـكـومـي .
وقـد قـمـت ــ و حـسـب امـكـانـاتـى الـمـتـواضـعـة ــ بالاسـتـقـصـاء عـن مـا يـمـكـن أن يـتـوفـر فـي الـسـاحـة الـمـحـلـيـة، مـن نـمـاذج أو أعـمـال فـنـيـة تـاريـخـيـة أو قـديـمـة، قـد تـسـمح طـبـيـعـتهـا بأن تـدرج تحـت الـمفـهـوم الأوروبي لـلفـن، فـلم أعـثـر عـلى أي شيء فـنـي، يـمكـن أن تـكون له نفـس وظـيـفـة أو مـفـهـوم (لـوحـة الـشـفـالـيـه) أو لـوحـة الـمـسـنـد ، يـمكـن أن يـؤرخ بـفـتـرة مـا قـبـل تـاريـخ مـجـيـئـهـا مـع مـنـاهـج الـتـعـلـيـم الـنـظـامـي إلـى الـخـلـيـج !
الـلـهـم إلا هـذا الـنـوع مـن الأعـمـال الـتـصـويـريـة، الـذي هـو عـبـارة عـن رسـومـات أو تـصـاويـر مـلـونـة، تـكـون فـي الـعـادة لأنـواع مـن الـسـفـن الـشـراعـيـة الـمـحـلـيـة الـكـبـيـرة الـمـشـهـورة أحـيـانـاً بـيـن أهـل الـبـحـر.
و قـد وجـدت مـنـهـا فـي بـادئ الأمـر ، نـمـاذج عـنـد بـعـض الـمـشـتـغـلـيـن بـالـبـحـر و الـسـفـن، ورأيـت مـنـهـا فـي الـسـتـيـنـيـات نـمـاذج كـانـت مُـعـلـقـة عـلـى الـجـدران ، فـي بـعـض المقاهي الـشـعـبـيـة



الـعـامـة، و أحـيـانـاً فـي مـجـالـس أهـل الـغـوص عـلـى الـلـؤلـؤ و تـجـاره، أو مـعـلـقـة فـي دكـاكـيـنـهـم .
و كـان انـطـبـاعـي الأول عـنـهـا، و تـفـسـيـري لـنـوعـهـا و طـبـيـعـتـهـا؛ بـأنـهـا أعـمـالاً تـصـويـريـة تـراثـيـة قـديـمـة، قـد تُـمـثـل امـتـداداً لـنـمـط مـحـلـى أصـيـل مـن فـن الـتـصـويـر و الـرسـم، أو أنـهـا بـقـايـا ذلـك الـتـقـلـيـد الـعـريـق الـذي أرسـتـه نـمـاذج الـمـنـمنـمـات الـتـي تـضـمـنـتـهـا الـتـصـاويـر و رسـومات الـكـتـب و الـمخـطـوطـات الـعـربـيـة الإسـلامـيـة الـقـديـمـة، مـنـذ انـتـشـار الإسـلام فـي ربـوع هـذه الأرض الـفـيـحـاء.
و يـأتـي هـذا الـتـشـابـه الـمـدهـش بـيـنـهـمـا ، لا مـن حـيـث الانـطـبـاع الـعـام و الـهـويـة و حـسـب، و إنـمـا مـن حـيـث مـعـطـيـاتـهـا الـتـقـنـيـة الـتـشـكـيـلـيـة الـتـي اتـصـفـت بـهـا و تـمـيـزت الـفـنـون الـتـقـلـيـديـة فـي الـبـلاد العـربـية والإسـلامـيـة، و قـيـمـها الـجـمـالـيـة و طـبـيـعـة مـضـمـونـهـا الأدبي و مـعـطـيـاتـهـا.
و لـكن بعـد الـفـحـص و الـتـدقـيـق فـي تـفـاصـيـلهـا الـفـنـية و نمـطـهـا، و بعـد تـقـصى مـصدرهـا الأصـلي، و البحـث عـن مـنـتجـيـهـا ، وجـدت أن هـذه الرسـومات و الـصـور الـمـحـلـيـة، مـا هـي فـي حـقـيـقـتـهـا إلا نـوعـاً جـديـداً مـن الـرسـومـات، الـتـي كـان يـرســم مـثـلـهـا من يـسـمـون بالأسـاتـذة (الـقـلافـون) و هـم صـنـاع الـسـفـن الـتـقـلـيـديـة الـمـحـلـيـون، و ذلـك مـن أجـل أن يـسـتـخـدمـوهـا كـدلـيـلٍ فـنـي حـرفـي أو هـنـدسـي تـفـصـيـلـي عـنـد صـنـاعـة الـسـفـيـنـة ، مـن أجـل تـحـديـد شـكـلـهـا و نـوعـهـا وتـفـاصـيـلـهـا الإنـشـائـيـة أو الـبـنـيـويـة و مـقـاسـات حـجـمـهـا و أظـهـار نـسـب أجـزائـهـا و مـا شـابـه، أي أن وظـيـفـتـهـا مـشـابـهـة لـدرجـة كـبـيـرة لأي رسـم هـنـدسـي صـنـاعـي .
و فـي أكـثـر الأحـيـان تـسـتـخـدم أيـضـاً، لـغـرض عـرض تـلـك الـنـمـاذج مـن الـسـفـن الـمـرسـومـة، عـلـى الـشـخـص الـذي أوعـز بـصـنـاعـتـهـا أو عـلـى مـالـكـهـا، و ذلـك قـبـل الـبـدء بـمـشـروع بـنـاء الـسـفـيـنـة نـفـسـهـا، و مـن أجـل أخـذ الـرأي و الـمـوافـقـة الـنـهـائـيـة عـلـى مـا سـتـكـون عـلـيـه الـهـيـئـة الـعـامـة لـلـسـفـيـنـة ، بـعـد الـتـصـنـيـع .
و نـظـراً لـلـطـبـيـعـة الـفـنـيـة و الـهـنـدسـيـة الأصـلـيـة لـهـذه الـتـصاويـر و الـرسـومات ، نـسـتـطـيـع أن نـقـول أنـهـا مـن أنـتـاج هـؤلاء الـصـنـاع الـمحـتـرفـيـن، الـذيـن يـطـلـق عـلـيـهـم أسـم (الـقـلالـيـف؛ و هـي جـمـع قـلاف) ثـم انتشرت فـيـمـا بـعـد، و تـم تـداولـهـا كـنـوع مـن الـوثـائـق بـيـن مـن يـطـلـق عـلـيـهـم في الـلـهـجـة الـمـحـلـيـة (بـالـنـوآخـذه؛ وهـى جـمـع نـوخـذه) وهـم ربـابـنـة الـسـفـن، و أحـيـانـاً هـم مـتـضـمـنـيـهـا أو مـلاكـهـا الأصـلـيـيـن أيـضـاً ، ثـم اشـتـهـرت تـلـك الـتـصـاويـر و شـاعـت في أوسـاط أهـل الـبـحـر عـامـةً، أو بـشـكـل خـاص بـيـن أهـل الـغـوص عـلـى الـلـؤلـؤ و بـيـن تـجـاره و الـمـشـتـغـلـيـن فـي صـنـاعـتـه .
فـمـع تـقـهـقـر صـنـاعـة الـسـفـن الـتـقـلـيـديـة، بـعـد انـتـكـاسـة الـتـجـارة الـبـحـريـة و تـعـطـل خـطـوط الـمـلاحـة بــسـبـب الـحـروب الـعـالـمـيـة الـعـظـمـى، و كـذلـك تـدهـور سـوق الـلـؤلـؤ الطبيعي، وانـتـكـاسـتـه الأخـيـرة فـي الـبـحـريـن و الـخـلـيـج ، عـنـدمـا تـم الـتـوصـل إلـى اسـتـزراع نـوع مـن الـلـؤلـؤ صـنـاعـيـاً مـن قـبـل الـيـابـانـيـون فـي مـطـلـع هـذا الـقـرن الـعـشـريـن، تـحـول الـبـعـض مـن الـمـشـتـغـلـيـن بـصـنـاعـة الـسـفـن إلـى صـنـاع نـمـاذج مـصـغـرة لـلـسـفـن الـتـقـلـيـديـة مـن أجـل بـيـعـهـا عـلـى الـجتالـيـات الأجـنـبـيـة الـمـتـواجـدة فـي الـبـحـريـن و الـخـلـيـج آنـذاك، و حـدث تـبـدل جـذري فـي طـبـيـعـة و وظـيـفـة تـلـك الـتـصـاويـر و الـرسـومـات الـتـقـلـيـديـة الـحـرفـيـة، و ذلـك بـتـحـولـهـا شـيـئـاً فـشـيـئـاً إلـى مـجـرد صـور تـذكـاريـة ، قـد فـقـدت وظـيـفـتـهـا الـصـنـاعـيـة الأصـلـيـة، و أهـمـيـتـهـا الـعـلـمـيـة الـهـنـدسـيـة الـمـعـهـودة. فـأخـذت لـهـا وظـيـفـة جـديـدة تـعـادل فـي طـبـيـعـتـهـا و مـكـانـتـهـا مـا تـقـوم بـه لـوحـة الـمـسنـد، و ما لـهـا مـن مـدلـول فـي الـفـن الـتـشـكـيـلـي الأوروبي أو الـفـن بـشـكـل عـام . فـأصـبـحـت تـلـك الـتـصـاويـر فـي هـيـئـتـهـا و وظـيـفـتـهـا الـجـديـدة شـيـئـاً قـيّـمـاً يـمـيـل إلـى اقـتـنـائـه ملاك الـسفن و أهـل الـبحـر، و خـاصة أولـئـك الـذيـن سكـن البـحـر و أمـجـاده وجـدانهـم عـمـيـقـاً، إلـى حـيـث أصـبـحـت فـيـهـا تـلـك الـتـصـاويـر عـنـدهـم رمـزاً خـالـداً لـمـاضٍ تـلـيـدٍ.
و لـقـد حـدث كـل ذلـك الـتـبـدل فـي وظـيـفـة تـلـك الأعـمـال الـفـنـيـة الـمـحـلـيـة مـتـزامـنـاً و مـتـفـقـاً مـع حـركـة تـحـول مـجـتـمـع الـبـحـريـن و الـخـلـيـج، و تـغـيـر اقـتـصـاده، مـن ذاك الـذي كـان مـعـتـمـداً عـلـى الـبـحـر و صـنـاعـة الـغـوص عـلـى الـلـؤلـؤ الـتـقـلـيـديـة، إلـى الاعـتـماد بـصـورة شـبـه كـلـيـة و حـيـويـة عـلـى صـنـاعـة الـنـفـط الـحـديـثـة و عـائـداتـهـا الـكـبـيـرة الـتـي بـدأت تـدرهـا عـلـى مـجـتـمـعـاتـنـا الـخـلـيـجـيـة مـنـذ اكـتـشـافـهـا.
و أكـثـر مـا وصـل إلـيـنـا مـن نـمـاذج مـن هـذه الـرسـومـات و الـتـصـاويـر الـمـحـلـيـة الـمـمـيـزة و الـنـادرة، هـي مـن الأعـمـال الـتـي تـم إنتاجها حـديـثـاً نـسـبـيـاً .. وأن أقـدم نـمـوذجٍ أصـليٍ مـن هـذه الـرسـومـات استطعت الـحـصـول عـلـيـه فـي الـبـحـريـن قـد لا يـزيـد عـمـره ــ فـي تـقـديـر الـشـخـصي ــ عـلى الـستـيـن أو الـسـبـعـيـن عـامـاً ، حـتـى تـاريـخ كـتـابـة هـذه السـطـور






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس