الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وعافاك الله وجزاك الله خيرا
جاء هذا في تفسير الآية ، وهو مفهوم قوله تعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ)
فجاء عن ابن عباس ، كما في السؤال . وتتمته : وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة، ولم يكن يصعد إلى السماء منهم خير، قال: فلم تبك عليهم السماء والأرض.
وروى ابن أبي حاتم عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا : هَلْ تَبْكِي السَّمَاءُ وَالأَرْضُ عَلَى أَحَدٍ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ لَهُ مُصَلًّى فِي الأَرْضِ ، ومِصْعَدُ عَمَلِهِ فِي السَّمَاءِ ، وَإِنَّ آلَ فِرْعَونَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ فِي الأَرْضِ، وَلا مِصْعَدٌ فِي السَّمَاءِ .
قال ابن كثير : وقوله سبحانه وتعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ) أي : لم تكن لهم أعمال صالحة تَصعد في أبواب السماء فتبكي على فَقْدِهم ، ولا لهم في الأرض بِقاع عَبدوا الله تعالى فيها فَقَدتهم ؛ فلهذا اسْتَحَقُّوا أن لا يُنْظَروا ولا يُؤخَّرُوا لِكفرهم وإجرامهم وعُتوهم وعِنادهم . اه .
ويَرى بعض العلماء أن المراد ب " بكاء السماء " ما يكون في أطرافها مِن حُمرَة .
قال عطاء الخرساني : بكاؤها أن تَحْمَرّ أطرافها .
ويُشكل على هذا ذِكر بُكاء الأرض !
ولا يَصِحّ ما يُروى مِن بِكاء السماء واحمرارها عند مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما .
قال الحافظ ابن كثير : وقد وَقع ما هو أعظم مِن قتل الحسين رضي الله عنه ولم يقع شيء مما ذكروه ؛ فإنه قد قُتل أبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه - وهو أفضل منه بالإجماع - ولم يقع شيء من ذلك ، وعثمان بن عفان رضي الله عنه قُتِل مَحصورا مظلوما ولم يكن شيء من ذلك ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قُتِل في المحراب في صلاة الصبح - وكأن المسلمين لم تطرقهم مُصيبة قبل ذلك - ولم يكن شيء من ذلك ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر في الدنيا والآخرة يوم مات لم يكن شيء مما ذَكَروه ، ويوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم خَسفت الشمس فقال الناس : خسفت لِمَوت إبراهيم ، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وخطبهم وبَيَّن لهم أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته . اه .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
عفواً ينقل لقسم المواضيع الباطله