عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2015, 01:56 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فلسطين اسطورة عبر التاريخ

رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم


هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَناف بن قُصَيّ بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كِنانة بن خُزَيْمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضَر بن نزَار بن معَدّ بن عدنان.

مواقفه:

للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المواقف الجليلة ما حفلت به كتب السيرة والحديث، منها:
أخبر عروة بن الزبير أن امرأة سرقت في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة الفتح، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه، قال عروة: فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: أتكلمني في حد من حدود الله؟! قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشيُّ قام رسول الله خطيبا، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإنما أهلك الناسَ قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها. ثم أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتلك المرأة فقُطِعت يدُها، فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت. قالت عائشة: فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم" (رواه البخاري ومسلم).
وعن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب (يريد توزيع الغنائم وإعطاء العرب ومنع الأنصار في حنين)، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وجد (أي حزن وغضب) هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت فيهم القالة، حتى قال قائلهم: لقي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قومه! فدخل عليه سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لِمَا صنعت في هذا الفيء الذي أصبت؛ قَسَمْتَ في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء! قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال: يا رسول الله، ما أنا إلا امرؤ من قومي، وما أنا! قال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة. فخرج سعد فجمع الناس في تلك الحظيرة، فجاء رجال من المهاجرين، فتركهم فدخلوا، وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار. فأتاهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال: يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم وجِدَةٌ (أي حزن وغضب) وجدتموها في أنفسكم؟ ألم آتكم ضُلاَّلا فهداكم الله، وعالةً فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: بل الله ورسوله أمنُّ وأفضل. قال: ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله، ولله ولرسوله المن والفضل؟ قال: أما والله لو شئتم لقلتم ـ فلصدقتم وصُدِّقتم ـ أتيتنا مكذَّبا فصدَّقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فأغنيناك. أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لُعَاعة (أي بقية قليلة) من الدنيا تألَّفْتُ بها قوما ليُسْلموا ووَكَلْتُكُم إلى إسلامكم؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار. فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قَسْما وحظا. ثم انصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتفرقنا" (رواه البخاري ومسلم وأحمد وهذه روايته).

صلته بالقدس:

القدس هي قبلة المسلمين الأولى، وثالثُ الحرمين، ومَسرى نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومبتدأ معراجه؛ وهي الرمز المشير إلى رابطة الدين الواحد بين الرسل أجمعين، وبين نبي الله الخاتم محمد بن عبد الله، فقد ابتعثهم الله جميعًا لإخراج البشر من الظلمات إلى النور.
وقد أثنى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مسجدها المبارك، وتحدث عن فضل الصلاة فيه، وفضل الإهلال بالحج والعمرة من هناك، كما أشار إلى تجديد نبي الله سليمان للمسجد الأقصى وابتهاله إلى الله أثناء ذلك.

وفاته:

مرض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاستخْلَفَ الصدِّيقَ أبا بكر على الصلاة بالمسلمين، وأخذ المرض يشتدّ، وبالرغم من ذلك لم يَكُفَّ وهو في فراش موته عن إيصاء المسلمين بالصلاة وبالنساء وما ملكت أيمانهم.
وببزوغِ فجر يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من العام الحادى عشر الهجري لحق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرفيق الأعلى، تاركًا أعظم موروث للناس من بعده (كتاب الله وسنته)، بارح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدنيا ما يبغي من عَرَضِها قليلاً ولا كثيرًا حتى إنه ـ والجزيرةُ تحت قدميه ـ كان يخشى أن يَلقى ربَّه وفي بيته دُرَيْهِمَاتٌ قد يسأله مولاه عنها.

المراجع :

1 السيرة النبوية لابن هشام.
2 فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي.






داود ـ عليه السلام:

هو الملك النبي داود أحد أنبياء بني إسرائيل، ينتهى نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ـ عليهم السلام.
ولد في القرن العاشر قبل الميلاد تقريبا، أي بعد نبي الله إبراهيم بما يقارب ألف سنة، وقد وُصف في بعض المرويات بأنه كان أزرق العينين، قليل الشعر.
كان حدادًا يصنع الدروع ويتقن صنعها، وعبدًا من عباد الله تقيًا مهديًا، آتاه الله المُلْك والحُكْمَ والنبوة، وأثنى عليه فيمن أثنى عليهم في قرآنه العظيم بقوله: (أولئك الذين هدى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ..).
وأثنى عليه النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: "أَحَبُّ الصلاة إلى الله صلاة داود ـ عليه السلام ـ وأَحَبّ الصيام إلى الله صيام داود؛ كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يومًا ويفطر يومًا".
وكان ـ عليه السلام ـ يأكل من عمل يده، ولا يُخلف إذا وعد، ولا يَفر إذا لاقَى.
صلته بالقدس:
كان دواد ـ عليه السلام ـ واحدًا من القلّة التي اسْتَبَانَ الملكُ طالوتُ ثباتها وإيمانها، فخاض معه المعركة الكبيرة ضد جالوت وجنوده المسيطرين على الأرض المقدسة، وأجرى الله ـ تعالى ـ النصر على يديه بقتله لجالوت ملك الأعداء، وصار مَلِكًا ونبيًّا يُوحَى إليه، فقاد بَنِي إسرائيل وغَزَا بهم المدينة المباركة، وكانت مُقامة على الجانب الشرقي، فشيد في الجانب الغربي قصرَه وأبنيةً جديدة كادت تمثل مدينة أخرى، مستعينًا في ذلك بأهل بيت المقدس ذوي الأصول الساميّة العربية غالبًا.
وظلت القدس تحت حكمه عاصمةً لمملكته الموحدة لمدة أربعين سنة، ازدهرت فيها المملكةُ برَوَاجٍ تجاري بموانيها في البحر المتوسط وخليج العقبة.


وفاته:
وجد داود ملك الموت في بيته، وظنه رجلا غريبا، فلما عرفه، وأنه أتى قابضا، رحب بأمر الله، فقُبضت روحه، وطلعت عليه الشمس. فقال سليمان للطير: أظلي على داود، فأظلّت عليه الطير حتى أظلمت عليهما الأرض، فقال لها سليمان: اقْبِضي جناحًا جناحًا.
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: مات داود ـ عليه السلام ـ فجأة، وكان بسبْتٍ، وكانت الطير تظله.
وقيل: شَيَّع جنازته ـ عليه السلام ـ أربعون ألف عابد، عليهم البرانس، فضلاً عن غيرهم من الناس.





زكريا ـ عليه السلام

هو نبي الله زكريا بن برخيا، ينتهي نسبه إلى سليمان بن داود ـ عليهما السلام.
كان نجارًا يعمل بيده ويأكل من كسبه؛ وعاش تقيًّا بعيدًا عن مقارفة الذنوب والآثام وقت أن كانت بنو إسرائيل تجترئ على الله وتكذب رسله وتقتلهم، إضافة إلى مجاهرتهم بالمنكرات زاعمين أنهم أبناء الله وأحباؤه، وخاصته وصفوته من خلقه.



صلته بالقدس:زكريا ـ عليه السلام ـ من المقدسيين الذين عاشوا في تلك البقعة المباركة، وابتعثه الله ـ تعالى ـ لإصلاح أهلها ؛ فسار في طرقها داعيًا ومصلحًا يذكر بني إسرائيل بأيام الله ومعجزاته معهم وفضله عليهم، ويدعوهم إلى القيام بما أنزل الله فيهم من هدى ونور.
وفاته:
عن وهب بن منبه قال: هرب زكريا من قومه، فانشقت له شجرة، فدخل فيها، فجاء قومه فوضعوا المنشار عليها فشقوها شقًّا. وكان ذلك عقب قتلهم ابنه نبي الله يحيى ـ عليهما السلام.
وفي رواية: إن زكريا ـ عليه السلام ـ مات ولم يقتل.
وقد شهدت تلك المدينة المقدسة دعوته، وصدود بني إسرائيل عنه، ثم مطاردتهم له وقتله.







عيسى ابنُ مريم ـ عليه السلام

هو عيسى ابنُ مريمَ البَتُولِ بنتِ عمرانَ، ينتهي نسبُه إلى سليمان بن داود ـ عليهما السلام.
وُلد عيسى في بَيْت لَحْم قريبًا من بيت المقدس بفلسطين سنة سَبْعٍ قبل التاريخ الميلادي المحدد الآن، وذلك ما تؤكده المصادر الدينية المُسْتَقاة من "الكتاب المقدس"، وسجلات الكنيسة القبطية، كما تؤكده بعضُ المصادرِ الشرقية الخاصة برحلة أسرة السيدة العذراء، والمصادرُ التاريخية التي تؤرخ لأحداث الإمبراطورية الرومانية التي كانت تحكم فلسطين يومئذ، كما تؤكده الحقائقُ الفلكية التي استطاعت بحساباتها أن تحدد تاريخَ ظهور النجم الساطع الذي تَزَامَنَ ـ في رواية المجوس ـ مع ميلاد المسيح.
وكانت ولادتُه ـ عليه السلام ـ بقَدَرِ الله العظيم ومشيئتِه من أمٍّ دون أبٍ، مثلما خَلَق اللهُ آدمَ من ترابٍ من غير أب ولا أم؛ أخبر سبحانه بذلك في كتابه فقال: (إن مَثَلَ عيسى عند الله كمَثَلِ آدمَ خَلَقَهُ من تراب ثم قال له كن فيكون).
وقد نطق عيسى ـ عليه السلام ـ في طفولته الأولى، فبَرِئَتْ أمه من اتهام الناس لها بالزنا، وعَرَّفَ النبي الكريم الناس بنفسه حينئذٍ فقال: (..إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا. وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا. وبَرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا. والسلام عَلَيَّ يوم وُلدت ويوم أموت ويوم أُبعث حيا).
واشتهر أمر عيسى بتكلمه في المهد، فكادَ له ملك الفرس وملك الشام خشيةً على مُلكهم، وأكْثَرَ اليهودُ من الكلام فيه وفي أمه حتى سمَّوْهُ ابنَ البَغِيّ، فانطلقت به أمه الطاهرة إلى مصر، فأقامت به حتى بلغ اثنتي عشرة سنة، ثم عادت به إلى مدينة بيت المقدس، حيث أقام بها حتى علمه الله التوراة وأَوحى إليه الإنجيل، وجعله آخر الأنبياء قبل خاتمهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
وكان ـ عليه السلام ـ فيما يروى، يلبس الشَّعْرَ، ويأكل من ورق الشجر، ولا يأوي إلى منزل ولا أهل ولا مال، ولا يدّخر شيئا لغدٍ.


صلته بالقدس:يُعَدّ عيسى ـ عليه السلام ـ من أعظم الشخصيات ارتباطًا بالمدينة المباركة، فقد وُلد ببيت لحم التابعة للقدس، ثم انتقلت به أمه – كما يقال – إلى مصر، ثم عادت به بعد اثنتى عشرة سنة إلى مدينة بيت المقدس، فبَقي بها حتى أَوحى الله إليه وأمره بالتبليغ، فتنقّل عيسى بين ربوع الأرض المباركة يُعلِّم أهلَها ويدعوهم، ويأتي بالمعجزات، ويجتمع بحواريِّيه وتلامذتِه، حتى وَشَى به اليهود إلى ملوك الروم الوثنيين، فصدر الأمر بقتله وصلبِه، فحصروه في دار ببيت المقدس، فألقى الله شَبَهَ عيسى على أحد أصحابه الحاضرين (يهوذا الإسخريوطي الذي كان يخونه ويشي به)، فقَبض الجنود على يهوذا وقتلوه وصلبوه.
وفاته :
جزم القرآن الكريم بأن عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ لم يُقتل، ولم يُصلب، وتعددت آراء علماء المسلمين فيما انتهى إليه أمرُه، فقال بعضهم، وهم فقهاء الظاهرية: لقد مات عيسى كما يموت غيرُه من سائر الخلق، واستدلوا لرأيهم بظاهر قول الله تعالى في القرآن الكريم: (..فلما توفيتَني كنتَ أنتَ الرقيبَ عليهم..).
وذهب أكثر العلماء إلى القول بأن عيسى ـ عليه السلام ـ لم يَمُتْ، وإنما رُفِعَ رفعًا لا ندري كُنْهَهُ، ويستدلون لرأيهم بقول الله تعالى: (بل رفعه اللهُ إليه..).





نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام:


هو إبراهيم بن آزر، وقيل تارح.. ينتهي نسبه ـ عليه السلام ـ إلى سام بن نوح ـ عليه السلام.
يلقَّب بالخليل، ويُكْنَى أبا الضِّيفان.
وُلد إبراهيم ـ عليه السلام ـ في "أور" بأرض الكلدانيين بالعراق في القرن التاسعَ عشر قبل الميلاد تقريبًا.
تزوج سارة، فكانت عاقرًا لا تلد، وقد آتاه الله ـ تعالى ـ رُشْدَه صغيرًا، فكان ذا عقل راجح، وفي كبره اختصّه بالنبوة وابتعثه رسولاً واتخذه خليلاً، وقد سأل الصحابةُ رسولَ الله محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن صفة إبراهيم ـ عليه السلام ـ فقال: "انظروا إلى صاحبِكم" ـ يعني نفسه صلى الله عليه وسلم ـ فقد كان أقربَ الخَلْقِ شبهًا بأبي الأنبياء ـ عليه السلام ـ ولما كان إبراهيم أفضل الرسل أولى العزم بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد أُمر المسلمون بالصلاة عليه في تشهّدهم في صلواتهم، فهو الذي وفّى كلَّ ما أمره الله به، فقام بجميع خصال الإيمان وشُعَبِه.
شَبَّ إبراهيم بين قومه الوثنيين، لكن نفسه الرشيدة فطنت إلى بطلان عقيدتهم، ثم أوحى الله إليه واجتباه وهداه إلى صراط مستقيم، وأمره بدعوة قومه إلى عقيدة التوحيد، ونَبْذِ الوثنية، فوقفوا في وجهه، وقاوموا دعوته، فكسَّر أصنامهم ليعلموا عجزها، لكنهم ألقوه في نار عظيمة، فنجاه الله منها، فاندهشوا لكنهم أيضا ظلوا على كفرهم..
وهنا قرر إبراهيم الخروج من بينهم، وقصد أرض كنعان بالشام، ونزل حَرَّان أولا، يحمل دعوة التوحيد بين جنبيه، ويحارب الباطل حيثما حل.
وفي مُهَاجَرِه بالشام بشره رب العالمين بذرية طيبة من الأنبياء الكرام، يكونون من بعده قادةَ الدنيا وهُداةَ أهلِ الأرض.
وقد جاء في (العهد القديم) ما يشير إلى هجرة إبراهيم من بابل إلى الشام؛ ففي سفر التكوين (21 / 24 ): "وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أيامًا كثيرة".
وفيه (12 / 15 ): "جاء إبراهيم في رحلته المشهورة من أور أتى إلى أرض كنعان".
وفيه (13 / 12 ): "وسكن في أرض كنعان".

صلته بالقدس:
من الثابت أن الخليل ـ عليه السلام ـ قد هاجر من أرض بابل إلى بلاد الشام، ولم يتوقف هنالك عن دعوة الناس إلى التوحيد، والقرآنُ يشير إلى أن هجرته كانت إلى الأرض المباركة (ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين)، وهو مصطلح يشار به إلى بيت المقدس والبلاد المحيطة به.
ويُرْوَى عند أهل الكتاب أن إبراهيم صَاحَبَ ملكَ الكنعانيين "ملكي صادق"، وأنه قرَّبه منه، كما وعد الرب إبراهيم أن تتملك ذريتُه هذه الأرض.

وفاته:ماتت سارةُ زوجُ إبراهيم ـ عليه السلام ـ قبلَه بقرية حَبْرون (الخليل)، فحزن عليها، ثم مرض بعد حين، ومات عن مائة وخمس وسبعين سنة كما تذكر بعض الروايات، وتولى دفنَه إسماعيلُ وإسحاقُ ـ عليهما السلام ـ بالخليل، وفيها أيضا قبر إسحاق ويعقوب ـ عليهم جميعًا السلام.





نبي الله إسحاق ـ عليه السلام

هو نبي الله إسحاق ابن نبي الله إبراهيم الخليل، وُلد ببلاد الشام في القرن الثامن عشر قبل الميلاد - تقريبًا، بعد إسماعيل أخيه بأربع عشرة سنة، وقبيل مولده كانت الملائكة قد بشرت إبراهيمَ وسارة بوليد اسمه إسحاق ومن ورائه يعقوب، وكان عمر إبراهيم يومئذ مائةَ سنة، وعمر سارة تسعين سنة.
ونشأ إسحاق ـ عليه السلام ـ في رعاية أبيه النبي الكريم إبراهيم الخليل، ينهل من معين العلم والتقوى، وتَزْكُو نفسُه وترقى حتى تحققت البشرى وأوحى الله إلى إسحاق وجعله نبيًا، فقام يدعو إلى الله.
صلته بالقدس:
جاء مولد إسحاق ـ عليه السلام ـ في منطقة الشام، وربما في القدس نفسها، والمؤكد هو أنه قضى حياته كلها في الأرض المباركة وما حولها، وترعرعت ذريته هناك.
وفي بعض الآراء أن إسحاق هو الذبيح من ولد إبراهيم، استاقه أبوه ليذبحه عند الصخرة ببيت المقدس، ثم فداه ربُّه بذبح عظيم.

وفاته:أقام إسحاق ـ عليه السلام ـ بقرية حبرون الكنعانية، المعروفة بالخليل الآن، إلى جوار قبر أبيه إبراهيم وأمِّه سارة، وجاءه ابنه يعقوب فأقام عنده، ثم مرض إسحاق ومات عن مائة وثمانين سنة فيما يقال، فدفنه يعقوبُ والعيصُ مع جدهما إبراهيمَ الخليل.





نبي الله سليمان

هو سليمان بن داود ـ عليهما السلام ـ ينتهي نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ـ عليهم جميعًا الصلاة والسلام.
ولد تقريبا في القرن العاشر قبل الميلاد. وكما اصطفى الله ـ سبحانه وتعالى ـ أباه داود وجعله ملكًا نبيًّا، اختاره هو كذلك وجعله ملكًا نبيًّا، خلفًا لأبيه، واستجاب دعاءه، فغفر له وآتاه ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، وعلمه منطق الطير، وسخر له الريح تجري بأمره، وسخر له جيوشًا وجماعات من الجن والإنس والطيور والوحوش، تأتمر بأمره، وتنتهي بنهيه طائعة خاضعة.
صلته بالقدس:
كانت القدس عاصمةَ مملكةِ بني إسرائيل في عهد داود ـ عليه السلام ـ وبموته انتقل الحكم إلى ابنه سليمان ـ عليه السلام ـ وبقيت القدس عاصمة له، فأعاد بناء مسجد بيت المقدس بالمدينة المباركة بناءً مشيدًا مُحكمًا.
وبقي ارتباط النبي الكريم سليمان بالمدينة المباركة إلى أن مات، فكان يجلس للناس من أول النهار إلى قرب الظهيرة، يبحث حوائجهم، وينظر في أشغالهم.


وفاته:
جعل الله ـ تعالى ـ مُلك سليمان عظيمًا، وسخر له الإنس والجن والطير، والشياطين والرياح، فكانوا مؤتمرين بأَمره، لا يخرج عن طاعته أحد إلا نال العذاب البئيس جزاءَ عصيانِه، وذات يوم دخل سليمان محرابَه، وقام يُصلِّي متّكئًا على عصاه، فتوفاه الله وهو على هذه الهيئة، وظل كذلك أيامًا وشهورًا، والجن في الخارج مجتهدون في العمل خشية عقاب نبي الله، وينقضي الزمان، وسليمان في مُصلاه ميتٌ في هيئة مُصَلٍّ متكئ على عصاه، حتى تآكلت العصا، فصارت جوفاء ضعيفة، فثقل عليها نبي الله، فخَرّ، فلما رأت الجن موتَه انفضّوا وذهبوا، وأيقن الناس أن الجن لا يعلمون الغيب؛ إذْ لو كانوا يعلمونه لعرفوا بموت نبي الله سليمان وقت موته لا وقت سقوط العصا به، وما لبثوا في العذاب المُهين يؤدون أشقَّ الأعمال ظانّين حياتَه خائفين من سطوته بينما هو ميت.
ويروى أنه ـ عليه السلام ـ عاش اثنتين وخمسين سنة، وقيل : نيفًا وخمسين، وامتد حُكمه عشرين سنة، وقيل أربعين.






نبي الله موسى

هو موسى بن عمران.. ينتهي نسبُه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليهم السلام.
وُلد ـ عليه السلام ـ بمصر في القرن الثاني عشر قبل الميلاد تقريبا، في الوقت الذي كان فيه فرعونُ مصر يقتل كل ذكر يولد في بني إسرائيل؛ حذرًا من غلام يولد يكون هلاكُ مَلِكِ مصر على يديه، حسبما تشير البشارة المشهورة في بني إسرائيل، والتي وصلت إلى فرعون من جلسائه.
وُلد موسى في هذه الأثناء، فلم يكن أمام أمه من سبيلٍ لتُبقي على حياة وليدِها، وحارت في صون ابنها أشد الحيرة، فقد كان لفرعون وجنوده سطوة جعلتهم يستعبدون بني إسرائيل الذين كانوا إذْ ذاك خيار أهل الأرض ـ فاستَخدموهم في أخس الحرف وأدناها، وأذاقوهم ألوان الهوان، وتحسّسوا أخبارهم وخفاياهم لئلا يُفلت مولود ذكر من الذبح بأيديهم، فقتلوا بسبب ذلك نفوسًا لا تُحصى.
واشتدّ الحصار ببني إسرائيل، وخافت أم موسى على وليدها غاية الخوف، فأوحى رب العالمين إليها وَحْيَ إلهامٍ وإرشاد أنْ تضع وليدَها في تابوت (صندوق)، وتُطْلِقَه في نهر النيل بعيدًا عن عيون الطاغية وجُنده، فذهب التابوت وبه وليدها، واجتاح القلق العميق نفس الأم المسكينة، فراحت لا تدري ماذا تفعل لتسترد يتيمها؟!
وسار التابوت بموسى الرضيع فوق صفحة النيل، فمر بآل فرعون، ووقعت عليه أعينُ الجواري، فالتقطْنَه من الماء، وانطلقْنَ به حتى وضعْنَه بين يدي آسيةَ بنتِ مُزاحم؛ امرأة فرعون، التي فتحت التابوت، فوقع نظرها على هذا الوليد ووقع حبه للتوّ في قلبها، وجاء فرعون ورآه، فقلق على ملكه، وخشي أن يكون هذا هو الفتى الموعود الذي يستل عرشه، وأمر بذبحه، لكن المرأة الصالحة "آسية" أبْدَتْ تعلقًا بالوليد ورَجَتْهُ أن يُبقي عليه قُرّة عين لها وله، عسى أن ينفعهما أو يتخذاه ولدًا يسْتَعيضَانِ به عن ولدٍ لم يُرْزَقَاه، فأنالها فرعونُ رجاءَها غافلاً عن الغلام الذي يحذره ويخشاه، ويقتل كل الولدان خوفًا من ظهوره.
أما أم موسى فلم تزدد إلا اضطرابا وفزعا، حتى كادت تجاهر بأمرها وأمر وليدها، لولا أن ثبّت اللهُ قلبها وألهَمَها صبرًا خفف من أسفها وأَسَاها، وأرسلت ابنتها تَقتفي أثرَ موسى، وتتلمس أخباره، واستقر الوليد لدى فرعون في دار المُلْك، وأرادوا إرضاعَه فلم يقبل ثديًا، وحاولوا إطعامه فلم يطعم، فتملكتْهم الحيرة من أمره، فأرسلوه مع القوابل إلى السوق عَلَّهُنَّ يَجدْنَ مَنْ يَقبل ثديَها، وبينما أخته تسعى في طلبه، إذْ بَصُرَتْ به بينهن يسترضعْنَ له فيأبَى، فأخْفَتْ معرفتها به خوفًا عليه، ثم تقدمت نحوهم قائلة: "هل أدلكم على أهل بيت يَكفُلونه لكم وهم له ناصحون" ؟
فقالوا لها: وما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه؟ فقالت: رغبة في صهر الملك ورجاء منفعته. فانطلقوا معها إلى منزلهم، فأخذتْه أمه، فألقمتْه ثديَها فارْتَضَعَهُ، فعمَّتْهم الفرحة وذهب البشير إلى امرأة فرعون فأخبرها، فاستدعَتْها لتقيم عندها في دار الملك، فأبْدَتْ أم موسى عذرَها بحاجة بيتها إليها، فأرسلتْه معها، وأجْرَتْ لها رواتب ونفقات وهبات، وهنا شعرت أم موسى أن الله قد أحْكم قَدَرَهُ، وحقق لها ما وعد، وردَّ موسى إليها؛ (كي تقر عينها ولا تحزن).
ونشأ موسى في حضانة أمه حتى شب وصار رجلاً شديدَ الخَلْقِ قويَّ البدن، وكان أسمر طُوالاً سبطًا، وقد أبصرت عيناه ما ينزله طاغية مصر ببني إسرائيل من ألوان الإهانة والإذلال.
وقد سرد القرآن الكريم جملة تلك الوقائع في سورة القصص في قول الله تعالى:
(وأوحينا إلى أم موسى أنْ أرضعيه فإذا خِفْتِ عليه فأَلْقِيه في اليمّ ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادّوه إليكِ وجاعلوه من المرسلين. فالتقطَه آلُ فرعون ليكون لهم عدوًا وحَزَنًا إن فرعون وهامان وجنودَهما كانوا خاطئين. وقالت امرأةُ فرعون قُرَّةُ عينٍ لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذَه ولدًا وهم لا يشعرون. وأصبح فؤادُ أم موسى فارغًا إنْ كادتْ لَتُبْدِي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين. وقالت لأخته قُصِّيهِ فبَصُرَتْ به عن جُنُبٍ وهم لا يشعرون. وحرمنا عليه المراضعَ من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يَكْفُلونه لكم وهم له ناصحون. فرددناه إلى أمه كي تقرَّ عينُها ولا تحزنَ ولِتَعْلَمَ أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون).


صلته بالقدس:
لم يرد أن موسى ـ عليه السلام ـ دخل مدينة القدس بأي طريقة، لكن القرآن الكريم سجل أمره لقومه بدخولها، وأخذِها من يد الجبابرة من الكنعانيين والحيثيين الذين يسيطرون عليها، ومع عظيم نعمة الله على بني إسرائيل لم يمتثلوا لأمر نبيهم بدخول المدينة المباركة، فحُرموا من هذا الفضل.
قال الله تعالى: (وإذْ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حِطّة وادخلوا الباب سُجَّدًا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين. فبدل الذي ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون).

وفاته:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أُرسل مَلَكُ الموت إلى موسى ـ عليه السلام ـ فلما جاءه صكَّه (أي: لطمه)، فرجع إلى ربه ـ عز وجل ـ فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غَطَّتْ يدُه بكل شعرة سنة. قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، قال: فسأل الله ـ عز وجل ـ أن يُدْنِيَهُ من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال أبو هريرة : فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلو كنتُ ثَمَّ لأريْتُكم قبرَه إلى جانب الطريق عند الكثيبِ الأحمر.
وقيل: إن موسى ـ عليه السلام ـ مات وعمره مائة وعشرون سنة، فصلَّتْ عليه الملائكة ودفنتْه.







نبي الله يعقوب ـ عليه السلام

هو يعقوبُ بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ الخليلِ.. ينتهي نسبُه إلى سامِ بنِ نوح ـ عليه السلام ـ ويلقب بإسرائيل، ولد في القرن الثامن عشر قبل الميلاد - تقريبًا - في بلاد الشام بعد بُشرى الملائكة لإبراهيم وزوجته العاقر سارة بوليد اسمه إسحاق من نسله يكون يعقوب ـ عليهم جميعًا الصلاة والسلام.
نشأ يعقوب الكريمُ ابنُ الكريمِ ابنِ الكريمِ في بيت اصطفاه الله وجعله بيتًا للنبوة، بدأ بإبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ حتى صار إلى آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ وانتهى بمحمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل.
كان ليعقوب ـ عليه السلام ـ عددٌ من الأبناء بلغوا اثني عشر رجلاً، من بينهم يوسفُ ـ عليه السلام ـ الذي كان من أمره مع إخوته ما كان، حتى مكن الله له في الأرض وتولى وزارة الخزانة في مصر، وجاءه أبواه وإخوتُه فأقاموا معه.

صلته بالقدس:
حين هاجر يعقوب ـ عليه السلام ـ وبنوه إلى مصر كانوا يسكنون في بادية، وهو ما عبر عنه يوسف ـ عليه السلام ـ ذاكرا نعمة الله عليه بقوله: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي). والبادية التي هاجر منها هي قطعة من أرض الشام، فقد واصل يعقوب الإقامة حيث كان يقيم جده إبراهيم وأبوه إسحاق؛ في الأرض المقدسة وما حولها.
ويُرْوَى أنه أقام ببيت إيل (موضع ببيت المقدس)، ورفع بناء مسجد بيت المقدس، وجمع المؤمنين لعبادة الله في بيته، وصار مُتَعَبَّدًا تألَّفَ فيه يعقوب القلوب وأنار العقول بنور التوحيد الخالص.

وفاته:
عاش يعقوبُ ـ عليه السلام ـ في القدس وما حولها، حتى أصبح ابنه يوسف وزيرًا ممكَّنا في مصر، فاستَدْعَى أبويه وأهلَه أجمعين من الشام، فقدِمُوا عليه وأقاموا عنده، حتى بلغ يعقوبُ مائة وأربعين سنة، وحَضَرَتْه الوفاةُ وهو في مصر.
والقرآن يذكر أن يعقوب حين حضره الموت سأل أولاده عما يعبدون من بعده، فأجابوه بما طمأن نفسه وقلبه. يقول الله تعالى: (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوبَ الموتُ إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون).
ثم مات، فطيّبه ابنُه يوسفُ وحملَه إلى بلاد الشام، فدفنَه ببلد حبرون، المعروفة الآن بالخليل.






يحيى ـ عليه السلام

هو نبي الله يحيى بن نبي الله زكريا، ينتهي نسبه إلى سليمان بن داود ـ عليهم السلام ـ كان هو وعيسى ابن مريم ـ عليهما السلام ـ ابني خالة.
أبوه نبي الله زكريا ـ عليه السلام ـ الذي كان نبيًّا في بني إسرائيل، بات يعلمهم ويذكرهم حتى كبرتْ سنُّه، ووهنتْ قواه دون أن يرزق ولدًا، وكان يكفل مريمَ بنت عمران؛ أخت زوجته، يدخل عليها محرابها حيث تعبد ربها، فيجد عندها ثمرات في غير أوانها، فيسألها عمن آتاها ذلك، فتجيبه أن هذا من عطاء الله يرزق من يشاء بغير حساب!
رأى زكريا ذلك، فاتجه بقلبه يسأل الله الذي يرزق الشيء في غير أوانه أن يرزقه على كبره وعقم زوجه ولدًا يرث النبوة وهداية بني إسرائيل، مثلما كان آباؤه وأسلافه من ذرية يعقوب ـ عليه السلام.
(فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقًا بكلمة من الله وسيدًا وحصورًا ونبيًا من الصالحين).
وجعل الله ـ تعالى ـ علامة تحقق البشارة، وحمل أم يحيى به أن يعتري زكريا سكوت لا ينطق معه ثلاثة أيام إلا رمزًا، مع استواء خلقه وتمام صحته، وأمره رب العالمين بكثرة الذكر في هذه الحال بكرة وعشيًّا.
وقد أخبر القرآن الكريم عن تعليم الله ـ تعالى ـ يحيى الكتاب والحكمة وهو صبيٌّ صغير، كما أخبر عن إسباغ المعطي ـ سبحانه ـ على يحيى حنانًا وتقوى، وإلهامه برَّ والديه ومحبتهما والشفق عليهما، ولم يجعله جبارًا عصيًّا.
ونشأ ـ عليه السلام ـ في كنف أبيه النبي نشأة شاب رزقه الله علمًا وحكمة وزهدا، فكان يلبس الوبر، ويأكل العشب والشجر، وكان كثير البكاء من خشية الله، عظيم المحبة له ـ عز وجل.


صلته بالقدس:ولد نبي الله يحيى ـ عليه السلام ـ في بيت المقدس، ونُبِّئَ فيه، وعاش هناك يُعلّم بني إسرائيل الكتاب والحكمة ويزكيهم، ويجوب الأرض المقدسة نبيًا صالحًا زاهدًا متعبدًا ، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، حتى قتل في هذه الأرض المقدسة ـ عليه سلام الله.وفاته:
قال الثوري: قتل على الصخرة التي ببيت المقدس سبعون نبيًّا، منهم يحيى بن زكريا ـ عليهما السلام.
وقد اختلف في سبب قتله على أقوال، أشهرها أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه، أو مَن لا يحل له تزوجها، فنهاه يحيى ـ عليه السلام ـ عن ذلك، فبقي في نفس المرأة منه شيء، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها، استوهبت منه دم يحيى، فوهبه لها، فبعثت إليه من قتله وهو يصلي، وجاءها برأسه ودمه في طست







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس