عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2008, 08:01 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هناك .. وهنا .. قلت لى



قلت لن أراسلك ..


سأراسلك أنا .. سأسرق وقتك للقراءة .. هكذا نحن ..

كنت واحدا واختلفنا .. فكيف أتفق في كثير ..


كم أحب أن أكون واحدا في الحب .. وفي اللعب .. وفي الحياة ..


وإن تعدد الخَلق .. واختلف الخُلق .. فمن جهل نفسه .. كيف تلزمينه في إيمان ..


وتطالبينه في حاجة .. وتقفين نفسك عليه .. تكونين كمن باع نفسه لهواه .. فأهداه لسواه ..

قالوا:

لا تشتري العبد .. وقال: إني رأيت سؤال الباخلين عيبا..

وقلت: هناك .. لا وقت لمارق .. فكيف نثق بمتحول ..


فهل وقفت على ترابك ترقبينه .. وهو ينتقل من الجفاف إلى الرطوبة ..


ما بين مرتفع ومنخفض .. أنا لن أقف نفسي على غيوم تتحكم بها الرياح ..


ربما تمطر وربما تهلك .. وهبيها أمطرتك بما يروي اللزوجة كلها ..


فهل وقفت على ما ينزل بي من تصحر ..


تلك السنوات العاريات .. تكفي لزعزعة الثقة ..


وتكفي لاهتراء الكرابيج ..


أما سمعت الجاهلية وهي تقول: "أنت ضربت حصانك فجعلته يسرع ..


أما هو فأسرع حصانه دون ضرب ..


وما دمت بحاجة لضرب فإنك تشعر بنقص يحتم عليك ذلك .. لذلك شعره أحسن من شعرك" ..


كيف وقفت الجاهلية على حواس البشر وهي تلعب بحواس اللغة ..


وكيف توصلت لنواقص النفس من خلال الحروف ..


فكيف تطلبين الوعد والعهد على نقص أنا كيانه .. وتحول أنا ميدانه .. وخطأ أنت عنانه ..






قلت أكتب:


سأكتب لك رسائلي .. وأرسلها .. فهل ترسلين لي ما أريد ..

أنا لا أملك غير الحروف .. وما أكثر ما انتزعت مني .. أين دفئي .. وأين ضلعي ..


وأين اكتمالي ونقصي .. أين كلك .. كيف تطلبين نقصي لترجحين ..


ما أصغر الطالب والمطلوب حبيبتي .. تفرين مني وتطلبين الوعد ..


أي إمعة أنا .. وكل ما لا يشبعنا كثيره .. كيف نقتات على تفاهة قليله ..


لن أوافيك بعهد أو وعد .. أخاف الكثرة كما أخاف القلة ..


دعيني على أعراف المنهج .. حيث لا جنة ولا نار ..


لا أحب التبعية .. أما سمعتهم .. قالوا: وعد الحر دين .. هو لا يعد حبيبتي ..


هو يقول الكلمة فتخرج قرارا لا رجعة فيها .. بربك .. إذا كان الكلام لا يعاد ..


فكيف أقف عليك وتعيدين لي ظلي .. هناك .. كان لا ظل لي .. كيف انفصلت إذن ..


لن أذوب فيك لأكونه .. ربما نكتمل في اندماج ظلينا .. هناك ..


حيث لا وعد ولا عهد .. هناك فقط .. نحن نفعل ولا نتكلم ..


هناك .. لا رسائل ولا حروف .. هناك .. واحد لا ظل له ولا خطيئة ..


هناك .. لن أطلب أنيسا يسلي .. هناك ائتلاف لا اختلاف .. هناك سأتوب أتوب أتوب .. وأحن إليك وأتوب ..





وقلت ..


متى ستأتي .. لماذا ألم تريني في مرآتك ..

ألا تريني في نقصك المحشو بالسلوى .. ألم تريني براحتيك ..


بجفونك .. بحمرة الخد والورد .. ألم تريني فراشك .. وسادتك ..


ألم تريني قميصك ولباسك .. مطرك وصحراءك .. دمعك ونفسك .. ليلك ونهارك ..


أنت كمن يشبه ظله .. أنا أراك كل هذا .. وأراك الصحو والغيم ..


السماء والبحر .. الزهر والثمر .. أراك كل النساء .. وأراهن ظلك .. أراهن عطرك ..


أراك المنهج والفكرة .. الحرف والكلمة .. السطر والمداد ..


أراك الجمر والهوى .. الندى والنوى .. الحب والحياة ..


أما تمشين معي هناك .. أنا أنام بظلك هنا .. ألتحف هواء ربما تنفست به ..


أستقبله كما لو خرج منك توا .. أعيش به .. وأعيش له .. وأعيش فيه ..


بربك ما الذي يحوجك لما أنت فيه .. غير ما أخذت مني .. وها أنا اليوم منه ..


أراك وأنت تتحسسين وجعي .. تهدهدين عليه ولن يهدأ ..


فهل ترينني أكتب بأطراف الأصابع قصتي .. وشعري ..


أنا أكتب قصة الوصل على النهد .. وعلى الخد .. أحيى الوعد والعهد ..


أكتب الإحساس دفئا .. والمشاعر بخارا .. والأنفاس غيوما ..


فهلا تفتح الورد فيك على وعد .. أنا لا مطر لدي .. أراك مطري ..


وما كنت صحراءك يوما .. فكيف أكتب المنخفض ..


وكيف أرصد التضاريس .. ومتى أرسل المواسم .. والبيادر ..


متى أرسل الطقوس .. متى أرسل الظل .. متى أرسل الدفء ..


متى أرسل النبض .. أراك تحلمين باللزوجة .. والرطوبة ..


وتتأملين الكتابة على أثوابك العاجية ..


فمن تكتب لي روحها .. ونبضها .. ودفئها ..


من تكتب لي نفسي وعطري ومطري .. من تكتب لي رجفتي .. من تكتب البركان ..


من تشعل النار في هشيمي .. من تغسل عفونتي .. من تجفف بخاري ..


من تزرع ربيعي .. وتأكل بعضي .. وترسم الزلزال فيّ ..


من تحطم حروفي وتنثرها في الريح .. من تسطر جسدي ..


من تلبسني ثوبها .. من تكوي وجعي .. أما قيل آخر الدواء الكي ..


من تمتص شبقي .. من تمطر رمقي .. من ألقح زهرها ..


من أفتح أبواب فتنتها .. من تغلق أبواب جوعي .. من ومن ومن ..







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس