عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2008, 03:10 AM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
منى القلب

الصورة الرمزية منى القلب

إحصائية العضو








منى القلب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة عن العراق الحبيب

الحضــر


ظهرت الحضر ابان حقبة التسلط الفرثي على العراق وقد اسستها جماعات من الازد من قضاعة. وقد عرف احد ملوكها سنطرق بكتابته الشهيرة (سنطرق ملك عربو) أي سنطرق ملك العرب، ولأن الحضر من مدن العرب الصحراوية الشهيرة، مثلها مثل البتراء وتدمر، فأن قصتها نمواً ودماراً لاتختلف كثيراً عن قصص الاخريات، فقد قاومت طموحات سكانها السلطتين الرومانية والفارسية أمداً طويلاً ولكن الرومان والفرس دمروها جميعاً واحدة بعد الأخرى، وكان نصيب الحضر ان يدمرها الفرس الساسانيون.


وذكر المؤرخون الرومان فشل محاولات تراجان وسبتموس سيفروس احتلال الحضر، وكذلك اردشير بادئ ذي بدء. ويروى عن حصار سبتموس سيفروس اياها عام 199م بعد ان احتل كلا من بابل وسلوقية وطيسفون ان سكانها دافعوا عنها دفاعاً عنيداً، وانهم استخدموا اقواساً مركبة ترمي سهمين مرة واحدة، وانهم قتلوا بعضاً من الحرس الخاص بالأمبراطور.

كما قاموا بحرق النفط وقذف الجرار المملوءة بالحشرات فوق رؤوس الغزاة. وعندما حقق الرومان فتح ثغرة في السور الخارجي فرحوا بذلك طمعاً بالمغانم التي سيغنمونها في اليوم التالي ولكنهم فوجئوا باهل الحضر وهم يسدون الثغرة في اليوم نفسه، وعندئذ اصابتهم الخيبة واستبد بهم الغضب، ورفضوا التقدم. واضطر سبتموس سيفروس إلى العودة إلى سوريا بعد عشرين يوماً من حصاره الحضر.



ويبدو ان مدينتي بابل والحضر بقيتا عاملي جذب واغراء على الدوام لجيوش الغرب التي غزت الرافدين. فقد طمع الرومان بكنوز معبد الشمس في الحضر، كما كانت قصة موت الاسكندرية في بابل واحلامه بجعلها عاصمة له تثير لديهم الرغبة في دخولها حتى ان تراجان قدم القرابين في الرغفة نفسها التي مات فيها الاسكندر عندما كان في بابل ربيع عام 116 ميلادية، أي بعد مرور أكثر من 400 سنة على موت الاسكندر. أما الفرثيون والساسانيون فقد عقدوا امالهم على احتلال سلوقية وطيسفون لضمان السيطرة على العاصمة السياسية قبل اهتمامهم ببابل، بل ان الساسانيين اسهموا في تدمير بابل تدميراً نهائياً، وجعلوها مهجورة إلى الابد قبل ان ينتهي القرن الخامس الميلادي، ومع ان الروايات تذكر ان اسوار بابل كانت ما تزال قائمة غير انها من الداخل كانت خرائب يسرح فيها الوحش، وان ملوك ساسان اتخذوها مربعاً من مرابع الصيد والنزهة ولا شيء غيرهما.


دولة الحيـرة

استمرت الممالك العربية في الظهور في مناطق الفرات الوسطى والجنوبية منذ العصر السلوقي، وكانت اخرها مملكة الحيرة على الضفة الغربية للفرات، في منطقة الكوفة الان وكانت حدود هذه المملكة تمتد في بلاد بابل على الفرات إلى الخليج العربي، ويعتقد المؤرخون ان الحيرة ظهرت مدينة عربية في الربع الأول من القرن الثالث الميلادي، وقد اختلفت الآراء في أصل عرب الحيرة فقيل انهم من اليمن ومن عرب الجنوب من عشائر قضاعة والازد، وهنالك من يعتقد انهم من العرب الشماليين بدليل التشابه اللغوي بينهم وبين اللهجة العدنانية. وربما كانوا مجموعة متحالفة من القبائل العربية الشمالية والقبائل الكلدية التي استوطنت بعد سقوط بابل المنطقة نفسها، كما انها (أي مملكة الحيرة) سيطرت على المنطقة نفسها بحدودها الجغرافية – السياسية التي كانت تحت سيطرة مملكة بيت عديني عند بداية الاحتلال الفرثي لبلاد الرافدين. وقد اجمع المؤرخون، اعتماداً على المصادر العربية، ان سكان الحيرة كونوا تآلفاً من ثلاث مجاميع بشرية، هي:
1-اللخميون (آل نصر بن ربيعة): النازحون من الجزيرة.
2-العباد: من السكان الاصليين (أي من قبائل كلدة التي كانت تسكن المنطقة نفسها).
3-الاحلاف: عرب مهاجرون نزلوا في المنطقة، وحالفوا تنوخ والعباد.
لقد حكم الحيرة (25) ملكاً، منهم خمسة من الأوائل الذين ترون عنهم بعض القصص غير الواقعية. اما الملك الأول الذي حكم الحيرة فعلاً وثبت وجوده بنص مكتوب فهو امرؤ القيس بن عمرو بن عدي وقد ذكر في النص أنه وصل اسوار نجران، وكان له من ابنائه سفراء لدى الفرس والروم، وعاش ملكاً في حدود 288-328م.
آخـر ملوكها

كان النعمان بن المنذر (580-602م) آخر ملوك آل لخم في الحيرة، وقد عاصر حكم الملك الفارسي ابرويز، وكان عهده يمتاز بجو من السلام الذي ساد علاقة الحيرة بالغساسنة في الشام، ولا سيما علاقاته الوثيقة بجزيرة العرب التي اتضحت في:
أولاً- لقاءاته المستمرة مع قادة العرب من الحكماء والشعراء والخطباء ورؤساء القبائل.
ثانياً- علاقاته الواسعة بشعراء عصره، مما مهد له ان يكون على صلة بالرأي العام إذ كان الشاعر أبرز حلقات الاتصال في ذلك الوقت.
ثالثاً- علاقته بمكة عن طريق تردد رجالاتها إلى الحيرة في رحلاتهم التجارية إذ يشار إلى علاقات تجارية بعبدالله بن جدعان وسهيل بن عمرو.
لقد اسهمت هذه العلاقات في تكوين مناخٍ ثقافي مؤثر في بلاط النعمان، ولا بد أيضاً أنهم كانوا ينقلون اخبار لقاءاتهم إلى قبائلهم ويسهمون في تكوين رأي عام عربي مشترك في قضايا تتجاوز المكاسب والمفاخر القبلية.
وقد حاول النعمان توظيف هذه العوامل الإيجابية لمصلحة استقلاله عن الفرس غير ان محاولته اصطدمت بالقوة الفارسية وادت إلى مقتله وهو امر قاد إلى معركة ذي قار التي انتصر بها العرب على العجم وكانت بداية لسلسلة من الانتفاضات قام بها العرب في الاحواز والابلة (البصرة) والسماوة والحيرة.


يتبع






آخر مواضيعي 0 كوليكشن على ذوق منى القلب
0 امراض الاطفال حديثي الولادة
0 مجموعة 2012 للبنوتات
0 مدي بساطي واملأي أكوابي
0 احذية 2011
رد مع اقتباس