عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2012, 09:44 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وجدان

الصورة الرمزية وجدان

إحصائية العضو







وجدان غير متواجد حالياً

 

افتراضي لماذا تحارب .. في الإنسانية و تبرير القتل



عله قد اتفق لكم وأنتم في الشارع إن شاهدتم فقيرا معدما تتخاذل ركبتاه فيقع على الرصيف وقد شحب وجهه وجمدت أطرافه واستسلمت عيناه لغيبوبة تشبه الموت فوقفتم حوله مشدوهين حيارى تتسائلون عما به أ داء أم جوع ؟ أو بادرتم إلى الأخذ بيده تساعدونه على النهوض أو فعلتم أي شيء في سبيل إنعاشه وغوثه فالألم ظاهرة بشرية عفوية لاتعرب عن مقت الإنسان للشر فحسب بل تدل عل جوهر إنساني ألا وهو غريزة العدالة ثم يحق لي أن أسألكم وأنتم معي فيما أزعم من أن مشهد فقير مغمى عليه يؤلمكم وينغص هنائتكم : فلماذا لاتثور آلامكم وتقض مضاجعكم وانتم تسمعون أهوال الحروب والقتل بالأرقام وفواجعها ببيانات وبلاغات وحكايات؟

قد يجيب البعض بان منهم غرباء وقد نطلق عليه صيحة الجواب هذا.. لو أننا لانتوجع لفاجعة طائرة بعيدة أو نتألم لدهس هرة هي ليست من عائلتنا وقد يجيب البعض الآخر بأن إزدراء الحرب والقتل لن يستثار عن طريق السمع والقراءة ومهما تكن أجوبتنا على هذه الأسئلة فإنه لابد من أن يكون في الحرب شيء من تلك الحواجز الصفيقة التي تقوم بين الإنسان وإنسانيته فتسلبه إحساسه قبل روحه سلبا رخيصا وتعرض له القبائح والمنكرات في شريط لايتوجع منه..

وأغلب الظن أننا نحجب بالحرب عن الحقائق وأخصها حقيقة قبحها بعوامل ناشئة منها ماهو ناشئ عن الوسط الذي تسوده فعالية الحرب ومنها ماهو منبثق عن الحرب نفسها .

ومن العوامل الأساسية في صفاقة حسن الإنسان إزاء فواجع الحرب أن طينته جبلت بها ودمه امتزج بها فالحرب والقتل في تربيته وثقافته وعاداته وتقاليده أي إنهما ليست إلا تقليدا وموروثا ومدرسة وأن الإنسان مرسل على سجيته
الإنسانية بريء من آثامها وثمة عوامل أخرى كما قلت منبثقة من طبيعة الحرب نفسها ذلك أنها ليست مجرد نشوب قتال عفوي بين متبازين بل هي عملية حشد وتنظيم طويلة.

وبالرغم من أن العلوم لم تقرر قطعا سلامة الإنسان من غريزة
القتل العدوانية فهي ماتزال تبرهن أن الأنسان ضحية الجهل والتربية المنحرفة وأن نظام الإجتماع نفسه يمكن أن يحول غرائزه نحو الخير والشر.

أما القول بأن الحرب والقتل ضرورة بيولوجية فقد قال به علماء ضا لون في القرن الماضي وآخرون مسخرون لمؤسسة الحرب الحديثة .

كذلك القول بأن الأرض تضيق بسكانها بينما موارد الرزق تشح فهذ أيضا زعم باطل ويبقى لمروجي هذه الأفكار رجاء واحد ألا وهو النصر .

فالنصر بالنسبة لهم ليس تعويضا ماديا فحسب بل تجميد لاحتياطي الطغيان لمستقبل قريب غير ان الأستقرار على نصر خرافة كما أن الغنيمة ليست علاجا للفهم ولا الهزيمة قمعا لروح الثائر فالنصر يهرش جلد المنتصر والهزيمة تغرث كبد المهزوم.






آخر مواضيعي 0 دموع بلا عيون
0 غباء الانتظار
0 إذا لم تكن فأراً فلا تكن بقرة
0 لماذا تحارب .. في الإنسانية و تبرير القتل
0 لا تبكي على قبري
رد مع اقتباس