" حتى في أحلك الظروف هناك دائمـًا ثمة ضوء .... "
هاجس جعلنى افكر واتساءل
هل حقا هناك ثمة ضوء فى عتمة الليل
ووسط حالة الفزع والقلق الذى يعيشه كل الشعب العربى
وهل نحتاج للتفاؤل رغم الاحداث الجارية
لاانكر انى استشعر الخوف وانا ارى كل الوجوه عابسة
فقد هربت الضحكة والبسمة
واختلطت مشاعر كل من حولى
كل شئ اصبح بلون الضباب
غير واضح المعالم
عائدون للوطن وهاربون من الحروب الاهلية
وحالة اقتصادية غير واضحة وتهدد باغلاق الكثير من المصانع وتشريد العمالة
وقراءت فى السياسة بكل طوائف الشعب
وحالة استنفار واضحة لكل بلد عربى لمواجهة ماينتظرها
من اعتصامات ومطالب من كل فئات الشعب
حتى مللت كل ماأرى واشاهد واحاول الهرب بعيدا
لاأريد ان اسمع ولاأرى ولاأشاهد
مايحدث لانه يصيبنى بالفزع من الغد
واحدث نفسى وهى ترتعد خوفا
ياترى بكرة حايحصل أيه !!!!
اعتقد انه احساس الجميع ...
حالة من التهكم والسخرية من كل الاراء
ومن كل الافعال وكل الرموز
تشويه لكل ماقدم من شخصيات كنا نجلها ونحترمها
حتى فقدنا الثقة بانفسنا
لدرجة استشعر انى اعيش فى عالم آخر
لم أكن اتخيل ان اعيش لحظاته بكل مامر فيه
لم اعد ارى على شاشات التلفاز
سوى الدمار والخراب وحالات الفزع والموت
بكل مكان بالعالم
لم نعد نسمع اخبار سارة تبعث على التفاؤل
ربما هواحساسى انا وحدى !!
اكذب نفسى وانظر للوجوه من حولى
فى كل مكان حوارات وخلافات
وفى الجامعة الكل يشكك فى من حوله
عنف وقوة وثورة عارمة تجتاح الشباب
احس ان الكل يلهث
ولاتوجد استراحة لالتقاط الانفاس
ترى من المخطئ فى عدم تسخير تلك الطاقات
بحيث تخدم الوطن وترتقى به
من يتحمل هذا الكم من الخطأ المتوارث عبر سنوات طويلة
وأعوود من تساؤلاتى الحائرة...
وحالة التشتت والتخبط التى اعيشها ويعيشها كل جيلى
ترى ماهو الصواب !!
ولما لانلجا للحكماء والعقلاء
نحتاجهم لكى يقف كل منا ويهدء قليلا
نتدارس كل امورنا بعيدا عن الثورة الداخلية المشتعلة
والتى لاسقف لها
واذكر هنا كلمة الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه
والتى يرددها التلفاز هذه الايام
عساها تؤتى ثمارها
وهى
"ان الثائر الحق يثور لاجل الفساد ومحاربته
ثم يتوقف ليبنى الامجاد "
بمعنى انه لايجب ان تستمر الثورة والانتفاضة الشبابية
بداخل الشعب لما لانهاية..
كما المحارب حين يحارب
ويحقق انجاز على الارض
ثم يتوقف ويعطى هدنة للبحث على دائرة المفاوضات
لتحقيق كل المكاسب وليحافظ على مانجازه على ارض الواقع
اتمنى ان يتفهم كل الشباب العربى
وبكل بلادنا العربية
وليس مصر فقط
ان يستشعر خوفى هذا !!
وان يتوقف ليتريث قليلا
لنعطى فرصة للحكماء والعقلاء ان يديروا الامور
بحكمة وبصيرة وخبرة الحياة
فهذا وقت صوت العقل بكل حكمته حتى نصل لبر الامان
فقد حانت لحظة الفكرة لتتوقف الثورة
وليظل التفاؤل حتى باأصعب الظروف والاحوال
هو الضوء الذى ينير عتمة ماحولنا...
ارجو ان تتسع مساحة الضوء وتغمر كل حياتنا
لانها عندما تتلاشى لن نجد سوى الظلمة
دعوة للبناء وليس الهدم ..
رغم الخوف ورغم الصعاب
لكن الامل والتفاؤل يرسم معالم الفرح
فى غد مشرق يحمل معه شمس الغد التى تستحق ان ننتظرها
فدوما وحتى فى احلك الظروف يوجد ثمة ضوء
نووور