عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2015, 08:28 PM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تدبروا القرآن يا أمة القرآن - رحلة مع القرآن



قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(38)
سورة البقرة


الهدى هنا في الآية الكريمة .. بمعنى الدلالة على طريق الخير.


ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى: "فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون".


ما هو الخوف وما هو الحزن؟

الخوف أن تتوقع شرا مقبلا لا قدرة لك على دفعه فتخاف منه ..


والحزن أن يفوتك شيء تحبه وتتمناه.


والحق سبحانه وتعالى يقول في هذه الآية: من مشى في طريق الإيمان الذي دللته عليه. وأنزلته في منهجي. فلا خوف عليهم. أي أنه لا خير سيفوتهم فيحزنوا عليه. لأن كل الخير في منهج الله. فالذي يتبع المنهج لا يخاف حدوث شيء أبدا.


وهذه تعطينا قضية مهمة في المجتمع. الذي لم يرتكب أية مخالفة .. هل يناله خوف؟ أبدا .. ولكن من يرتكب مخالفة تجده دائما خائفا خشية أن ينكشف أمره ويفاجأ بشر لا قدرة له على دفعه.

إن الإنسان المستقيم لا يعيش الخوف. لأن الخوف أمران.


إما ذنب أنا سبب فيه. والسائر على الطريق المستقيم لم يفعل شيئا يخاف انكشافه.

وإما أمر لا دخل لي فيه. يجريه على خالقي. وهذا لابد أن يكون لحكمة. قد أدركها. وقد لا أدركها ولكني أتقبلها.


فالذي يتبع هدى الله. لا يخاف ولا يحزن. لأنه لم يذنب. ولم يخرق قانونا. ولم يغش بشرا. أو يخفي جريمة. فلا يخاف شيئا، ولو قابله حدث مفاجئ، فقلبه مطمئن.

والذين يتبعون الله. لا يخافون. ولا يخاف عليهم ..


وقوله تعالى: "ولا هم يحزنون" لأن الذي يعيش طائعا لمنهج الله .. ليس هناك شيء يجعله يحزن.


ذلك أن إرادته في هذه الحالة تخضع لإرادة خالقه.


فكل ما يحدث له من الله هو خير.

حتى ولو كان يبدو على السطح غير ذلك.

ملكاته منسجمة وهو في سلام مع الكون ومع نفسه.

والكون لا يسمع منه إلا التسبيح والطاعة الصلاة وكلها رحمة. فهو في سلام مع نفسه. وفي سلام مع ربه. وفي سلام مع المجتمع.




إن المجتمع دائما يسعد بالإنسان المؤمن الذي لا يفسد في الأرض. بل يفعل كل خير.

فالمؤمن نفحة جمال تشع في الكون. ونعم حسن ورضا مع كل الناس

ومادام الإنسان كذلك. فلن يفقد ما يسره أبدا.


فإن أصابته أحداث .. أجراها الله عليه .. لا يقابلها إلا بالشكر.


وإن كان لا يعرف حكمتها ..


وإياك أن تعترض على الله في حكم.

ولذلك يقول: أحمدك ربي على كل قضائك وجميع قدرك. حمد الرضا بحكمك واليقين بحكمتك ..


والإنسان ينفعل للأحداث. ولكن هناك فرق بين الانفعال للأحداث وحدها وبين الانفعال للأحداث مع حكمة مجريها.

ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الدقة حينما قال: ("إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) رواه البخارى ومسلم وابن ماجه واحمد وهذا لفظ البخارى

انظر إلي الإيمان وهو يستقبل الأحداث ..

العين تدمع. ولا يكون القلب قاسيا مثل الحجر، لكن فيه حنان. والقلب يخشع لله. مقدرا حكمته وإرادته ..


والله سبحانه وتعالى لا يريدنا أن نستقبل الأحداث بالحزن وحده. ولكن بالحزن مع الإيمان.

فالله لا يمنعك أن تحزن.

ولكن عليك ألا تفصل الحدث عن مجريه وحكمته فيه ..


ولذلك حين تذهب إلي طبيب العظام .. فيكسر لك عظامك لكي يصلحها. هل يفعل لك خيرا أو شرا؟ طبعا يفعل لك خيرا. وإن كان ذلك يؤلمك.
------------


والى اللقاء مع رحلة جديدة مع القرآن







آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس