عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2011, 11:54 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الطلاق الصامت "الطلاق العاطفي"

تعيش بعض الأسر حياة زوجية باردة، خالية من العطف والحب والمودة والرحمة، وربما خالية من التكافؤ الزوجي الضروري، فالزوجان هنا يعيشان طلاقاً صامتاً..


لكنه لن يستمر إلى الأبد هكذا.. بل سينفجر في يوم ما.. إما إلى طلاق حقيقي.. وهذا سيلقي بظلاله على الأبناء ومستقبلهم أو إلى الرضاء بالحياة (الديكورية) والصبر قهراً عليها، وهذا غالباً يقود إلى مفسدة.

فما الحلول.. وما مصير الزوجة تحديداً باعتبارها صاحبة الفرص المحدودة.. إن لم تكن المعدومة؟!

التحقيق التالي يغوص في أعماق القضية ويحاول تشريحها.. وتفتيتها ومعرفة فحواها..

في البداية ترى د. منال على أستاذة علم النفس الاجتماعي أن هناك فئة من النساء تعاني بصمت في ظل مجتمع يطالب المرأه بأن تحافظ على منزلها حتى لو كانت تعيش مع شبه رجل وحتى لا تقع في المحظور وتنال لقب مطلقة، فهو وصمة عار تلحق بكل أنثى.

ففي مجتمعنا العربي ينظر للمرأة على أنها المسؤولة عن فشل الزواج، فخلف الجدران تُوجد مئات القصص المؤلمة لنساء يعاني بعضهن مرارة العيش مع وحش لا يرى في المرأة إلا وسيلة للتنفيس عن غضبه أو أداة لإنجاب الأطفال دون مراعاة لمشاعرها وحقوقها كزوجة وشريكة حياة.

ومن سلبيات هذا الزواج أن يعيش الزوجان في ظل ما يسمى الطلاق النفسي وهو غالباً ما يسبق الطلاق الفعلي، حيث يعيش الزوجان كالغريبين في المنزل نتيجة لرغبتهما بالاستمرار من أجل الأبناء أو من أجل الحفاظ على الشكل الاجتماعي، حيث إن بعض النساء لا يمتلكن الجرأة لطلب الانفصال بسبب عدم وجود مكان تقيم فيه بعد الطلاق أو وظيفة تستطيع من خلالها أن تعتمد على نفسها، بالإضافة إلى الحرمان من الأبناء في حالة الطلاق، وهو السلاح الفعَّال الذي يلجأ إليه بعض الرجال للضغط على الزوجة لتبقى في تلك العلاقة.

وهناك حالات يكون الزوج أو الزوجه لا يملكان خيار الطلاق لأنه غير مطروح في عائلتهما، وكثيراً ما تعاني المرأة من التعاسة بسبب توقعات المجتمع والأسرة التي تطالبها بالصبر وأن تكون مثالاً للتضحية والغفران.

وقد تسهم كثرة الخلافات في تباعد الطرفين، وفي جفاف العلاقة، مما يقود الى خيانة الزوج بسبب الروتين في العلاقه.

وتوضح د. منال أهم أسباب الجفاء بين الزوجين، فمهما اختلفت الأسباب، فالحياة قطعاً ستكون شبه مستحيلة مهما حاول الطرفان التمثيل أمام الأبناء والآخرين.

وقد ينتج عن ذلك النوع من المعيشة إصابة بعض النساء بالاكتئاب والأمراض النفسية نتيجة المشاكل وعدم القدرة على البوح بما تشعر به، فهي تعاني بصمت وتضحي من أجل أسرتها، وبعضهن تنحرف، فتلجأ للبحث عن رجل آخر يشعرها بأنها أنثى ولا تزال مرغوبة.

وتضيف: إن الحل في علاج هذه المشكلة يعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة المرأة وقدرتها على التغيير والرغبة بتطوير ذاتها لعلاج الخلل الحادث في علاقاتها بزوجها والوعي بحجم مشاكلها والبحث عن الحلول بعيداً عن الخيانة أو الرضوخ للعنف والحرمان.

فلا يجب أن تتخلى المرأه عن حقوقها، ولا بد أن تدافع عن حقها بالاحترام والحب والحصول على الرعاية، فنحن بحاجة كمجتمعات عربية لوجود مأوى للنساء المعنفات في كل مدينة لاحتواء كل امرأة تعاني ولا تجد مكاناً تأوى إليه.

وتشدد د. منال على أهمية تطوير المرأه لنفسها بالرجوع إلى مقاعد الدراسه أو الدورات التي تساعدها على دخول سوق العمل والانخراط في الأنشطة الاجتماعية، ومحاولة البحث عن حلول لمشاكلها مع الطرف الآخر واللجوء للأخصائين لإنجاح زواجها. وفي حالة استحالة استمرار الزواج فمن الأفضل أن تنفصل بهدوء وبعيداً عن المشاكل ودخول الأبناء طرفاً في هذه الخلافات.

وحول التأثير النفسي لهذا الزواج ترى الدكتورة أميرة الزين استشارية علم النفس؛ أن الأصل في الزواج المعنى والهدف من خلاله التوافق والحب والمودة والاحترام، فإذا خلا من هذه المعولات أصبح الزواج خاوياً وخالياً ولا معنى له، مشيرة إلى التأثير النفسي على الزوجين من خلال ما يصابان به من الاضطراب السلوكي الحاد من حدة المزاج، وعصبية على الذات وعلى الآخر، وحالة من التوتر والقلق نتيجة عدم التوافق والانسجام بين الزوجين، والاكتئاب الذي تتعرض له المرأة أكثر من الرجل.

وتوضح أنه قد يكون الانفصال حلاً لفض كثير من النزاعات والخلافات الأسرية، لكنه غير مستحب خاصة عند وجود أولاد، لذا يجب السعي لتحسين الوضع من قبل الزوجين لمسايرة الحياة، خصوصاً من قِبل الزوجة لمواصفاتها الربانية بقدرتها على التحمّل والتضحية. ثم بعد ذلك إذا استحالت العيشة بينهما فيكون الانفصال هو الحل السليم.

وللاستمرار في الحياة الزوجية يجب مراجعة ذوي الاختصاص للمساعدة والتنوير بكيفية الاستمرار من خلال مراكز التوجيه الأسري لمعرفة الآلية المتبعة خاصة عند وجود أطفال والتخفيف من الآثار المترتبة من خوف وقلق جراء الاضطرابات الأسرية.
__________________






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس