عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2008, 06:14 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أسماء الحب ومراحله








ونرحل مع قصة من قصص الحب العذري
وهي قيس ابن ذريح بن الأحباب بن سنه وينتهي
نسبة إلى حزيمة من عرب الشمال
ويقولون انه من أعراب الحجاز ، أما لبني هذه
التي تغنى بها قيس ، وصار
منسوبا أليها ، فهي لبني بنت أحباب أم معمر
، من بني كعب من خزاعة ،
يصفونها بأنها كانت مديدة القامة ، يخالط سواد
عينها زرقة ، حلوه المنظر
والكلام ويقولون أنها كانت بهية الطلعة ، عذبه
الكلام سهله المنطق .

واعذروني أن اختصرت القصة فهي شيقة جدا يحبها
كل قلبا يملى روحة الحب
والحنان والطيبة والعطف

إليكم القصة :

في أحد زيارات قيس لأخواله ، اشتد به الحر
فشعر بالظمأ ، فوقف على خيمة
والرجال غائبون ، فطلب ماء فبرزت له لبنى
فسقته وأعجب بها ، وطلبت له أن
يستريح عندهم حتى تخف وطاه القيظ( الصحراء)
فلبها وتحادثا ، فملكت عليه
فؤاده . وملك عليها فؤادها ، وقدم أبوها فرحب
به ونحر له ، واحتفي
وأكرمه . وانصرف قيس وقد غلب عليه الهوى .
فأنطقه شعر ورواه الرواة ،
وشاع في المجالس .

ونأتي هنا كي نقول أن الحب العذري قد وصل
إلى اللقاء وهذا شئ كبير ؟

وتزوج قيس من لبني ويجتمع شمل المحبين ،
ويقيمان أمدا في ظل السعادة
ورفاه وهناء متصل . ولكن قيسا وحيد والدية
الثريين – ينسيه حبه للبني
وزواجه منها كل شئ أخر في حياته .فتغضب أمه
لما ترى من اغتصاب امرأة
أخري له فتكيد لزوجته وتتفنن في الإيقاع
بينهما .. وخاصة

أن لبني لم تنجب من قيس ويستمر الحال على
هذا عشر سنوات ، ويجتمعون عليه
أبوه وقومة ناصحين له بالزواج من أحد بنات
عمه لعل الله يهب له ولد يرث
ثروة الأسرة من بعدة . ولا يستجيب لهما قيس ..
فيأتيه القوم يعظمون عليه
الأمر حتى استطاعوا أن يجعلوه يطلق لبني
فيطلقها . في لحظة ضعف قاتله .

ثم لا يلبث قيس أن يستشعر وقع الفجيعة ،
فجيعته في حبه ويحس بالفراغ الذي
خلفته لبني في حياته ، واللوعة التي ملكت كل
جوانحه فينطلق لسانه
بالأشعار الباكية .



ونحن هنا نقف إمام قصة من قصص الحب العذري
بطلها عاش مستهل القرن الأول
الهجري – فالروايات تذكر لنا أن قيسا ولد
بين عامي أربعة وستة للهجرة
واختلطت قصتهما بما تمتلي به من حكايات الأشعار
. ونجد في شعر قيس لبني
مقطوعات ينتزعها مع مجنون ليلي ‘ فضلا عن
قصائد أخري ينتزعها مع جميل
وبثينه وابن الدمينة وكثير عزة وعروه بن حزم .

اما في شعر قيس بن ذريح ما نجدة في شعر
العذريين من رقه وجزاله وعاطفة
صادقة مشبوبه .. و أطول قصائدة واشهرها هي
قصيدته العينية والتي نطالع
فيها صوره صادقة لحبة العميق للبني متظمنة ندمة
( كما قلت لكم الحب
العذري يخلو من الندم ) ؟
ولوعته بعد طلاقها ولكن هيهات ينفع الندم ،
إن خلاصه الوحيد في
البكاء ..

وبث شجونه ولوعة هيامه خلال أبيات
يرسلها وقد حملت زفرات من
سعير قلبه حرارة معاناته .

ويقول قيس في طلعها .

عفا سرف من اهله فسراوع **** فجنبا أريك
فالتلاع الدوافع
لعل لبني أن يحم لقاؤها **** ببعض البلاد أنا
ما حم واقع
بجزع من الوادي خلا عن انيسه **** عفا وتخطة
العيون الخوادع
ولما بدا منها الفراق كما بدا **** بظهر
الصفاء والصلد الشوق الشوائع
اتبكي على لبني وأنت تركتها **** وكنت كآت غيه
وهو طائع
فلا تبكين في إثر شئ ندامة**** إذا نزعته من
يديك النوازع
فليس لأمر حاول الله جمعه **** مشت ولا ما
فرق الله جامع
وكيف ينام المرء مستشعر الجوى **** ضجيع الاسي
فيه نكاس روادع
فلا خير في الدنيا إذا لم توتنا **** لبني ،
ولم يجمع لنا الشمل جامع
ألست لبينى تحت سقف يكنها **** وإياي هذا إن
نات لي نافع
فقد كنت ابكي والنوى مطمئنة **** بنا وبينكم من
عالم ما البين صانع
فيا قلب صبرا واعترافا لما ترى **** ويا حبها
قع بالذي أنت واقع
أحل على الدهر من كل جانب **** ودامت فلم
تبوح على الفجائع
فمن كان محزونا غدا لفراقنا **** فملآ قلبك لما
هو واقع


وهكذا استطاع الواشون أن يبعدو قيس عن حبيبته
لبني وها هو يتجرع ما قد
تجرعة من سبقه من عاش الحب
،ويكتب عليهما القدر الفراق
المرير والبكاء الطويل .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس