ساءلت نفسي والسؤال ترددا
هل هؤلاء التابعون محمدا ؟!
هل هؤلاء المقتدون بملهم
أعلى صروحا بالرجال وشيدا ؟!
هل هؤلاء الحاملون لمنهج
وافى الحياة لتستقر وتسعدا ؟!
هل هؤلاء القارئون براءة
من كل من نقض العهود وألحدا ؟!
هل هؤلاء الغاضبون لربهم
غضبا يرد من استطال وعربدا ؟!
هل هؤلاء المسلمون ومن بهم
سنعيد حقا أو نطهر مسجدا ؟!
هل هم بحق يا أخي أحفاد من
كسورا الصليب وأدبوا من أفسدا
كم هل وهل ماجت بصدري عندما
أبصرت جو المسلمين تلبدا ؟!
ورأيت وجها بالدماء مخضبا
ورأيت أولى القبلتين مقيدا ؟!
أبصرته أسفا يغالب دمعه
متذكرا عصر الكرام الأمجدا
أيام صلى الأنبياء بساحه
قد أمموا خير البرية أحمدا
والقبة الغراء في بحر الأسى
غرقى تنادى التابعين محمدا
لا تتكروني للبغاة فإنني
في كل يوم مر أنتظر الغدا
من فيكمُ يبغي الحياة كريمة
أو يمتطي ظهر العلا مستشهدا؟
فتحرك الحجر الأصم لقولها
فمتى يحرك أمتي هذا الندا
لكن مجد المسلمين وعزهم
سيعود حقا يا أُخي مجددا
إن صح عزم المسلمين وأقبلوا
يتسابقون إلى الجهاد تجردا
إن المجاهد من يجود بنفسه
ليس المجاهد شاجبا ومنددا
سيعود إن عدنا جميعا إخوة
وقلوبنا تهتز نبضا واحدا
نسب من الإسلام يجمع بيننا
وصى به رب الأنام وأكدا
في سورة الحجرات جاء وثيقة
فاقرأ بها آي الإخاء لترشدا
فالذئب إن وجد الرعاة تفرقوا
أكل القطيع أمامهم مستأسدا
سيعود إن بعنا الحياة لنشتري
عيش الجنان وعيشها لن ينفدا
سيعود إن وجد الشباب تواضعا
منا يقربنا ... له وتوددا
رفقا به عطفا على أخطائه
حبا لذات الله يبقى سرمدا
حبا يمر على القلوب معانقا
مر النسيم على أزاهير الهدا
سيعود زحف المسلمين مزمجرا
ليرد أولى القبلتين وينجدا
وعد من الرحمن جل جلاله
وسينجز الرب الكريم الموعدا
سيحطم الأقصى الأسير قيوده
ويرد عنه الفاتحون من اعتدى
سيجلل التكبير في جنباته
فيجيبه كل الوجود مرددا
و" الله أكبر " في القلوب دويها
تفنى الحياة وليس ينقطع الصدى .