أبواب سمسم المنسية افتح يا سمسم أبوابك.. فأنا ذلك الطفل الذي لم تخنه ذاكرته لينسى حكاياتك البسيطة والعميقة افتح لي طرق البراءة التي افتقدناها وضاعت في زحمة الحياة، ولكني لم أفقد شيئا مما حكيته لي، فيما نسي الكثيرون مضمون حكاياتك وقيمها وأخلاقها ولم تعد الحياة بريئة بقدر ما صورتها لنا في حكايات الصبا الغض والطفولة البريئة. ليتك يا سمسم تفتح أبوابك.. علّي أجد أحد رفاق الصبا الجميل يستأنس بحكاياتك مستعيدا زمانا مضى وعهودا تشبه براءتنا الضائعة.. هل من بينهم من يأتيك مستجيرا من عناء الأيام ورهق السنوات وعذابات الحياة ووحشتها؟ هل من بينهم من نسى كلمة السر وبات حبيسا لديك محتفظا بتلك البراءة العذراء؟ هل من بينهم من يذكرك كما أذكرك الآن وكل يوم. يا سمسم الحبيب.. هل لازلت تخبئ كنوز الماس والياقوت؟ وهل لازلت تخبئ درر الأمثال وحكم القصص والحكايات العتيقة؟ لا أريد الماس ولا الياقوت، ولكن بي شوقا وحنينا دافقا لكل قصة وعبرة ولكل أصدقاء حكاياتك الرائعين الذين لم يخرجوا للحياة ويتعذبوا بشقاء وحشتها وآلامها وخشونة إنسانها.. أولئك الأنقياء الذين لم يبارحوا ذاكرتنا وظلوا رموزا ونماذج رقيقة لكل نقاء وطهر، وفرحة من الأعماق وبسمة في الشفاه. كيف هو (نعمان) و(ميسون)؟ هل غيرتهم السنوات أم بقوا على العهد بهم أبرياء وأنقياء؟ أنا افتقدهم وأحن اليهم ولكن بيني وبينهم حياة عريضة وسنوات مضت أبعدتني عنهم وطالت المسافة بعيدا منهم.. قد لا يمكنك أن تفتح، وإني أعذرك، ولكن بلغهم عني السلام وصادق الحب والشوق والحنان.. بلغهم عني أني لم أنسهم فهم أروع الأصدقاء وأجمل صور الطفولة وأرق الأبطال.. مضينا في دروب العمر غير أنهم بقوا متألقين في الذاكرة ولا يمكن أن ننساهم، فهل نسيناهم. الزمان لن يعود.. ولذلك لا أتوقع أن تفتح يا سمسم أبوابك لطفل كبر مع الأيام وأشغلته الشواغل، ولكن افتح أبواب الأمل فنحن بحاجة اليه وقد كبرنا.. الأمل الذي يجعلنا نقتات بخزائن حكاياتك وما فيها من طهر ونقاء وتذكارات زمن جميل لن يعود دعنا بقربك يا سمسم وإن لم تفتح أبوابك لمن أعطوك ظهورهم وغاصوا في زحمة الحياة، ولكن حسبنا أننا نتذكرك ونشتهي فتح أبوابك وسماع حكاياتك. راقنى مع انتقاء الصور نوووووووووور