عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2010, 03:13 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: صفحات مشرقات .. من حياة الصحابيات ~

إليكن القصة موضحة أكثر من مصدر آخر :




{ لم يعرف النوم لها سبيلاً منذ علمت الخبر

ليلتان كاملتان لم تكف عن البكاء

ولا يرقأ لها دمع حتى كاد البكاء أن يفتت كبدها·

شهراً كاملاً وهي مريضة جليسة الفراش

بعد أن عادت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق

وهي لا تعلم ماذا يدور حولها

وماذا يقول الناس عنها

وماذا في قراراة نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاهها

علمت من أم مسطح فكانت الفجيعة

وأي فجيعة من أن يتهم إنسان بريء بتهمة لم يقترفها

وليس هناك أي دليل على براءته

ولا يجد أحداً يدافع عنه؟!

بل نظرات الاتهام تبدو من أعين من حوله

وعلامات الشك تبدو من أحب الناس إلى قلبه!

وما أفجع أن تتهم

المرأة الطاهرة

العفيفة

الشريفة

في أغلى ما تملك؟

ومن هي؟

إنها الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين

زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثيرة قلبه

والمدللة لديه

وابنة الصديق أبي بكر رضي الله عنه

أول المؤمنين إسلاماً والخليفة الأول للمسلمين !!

أمر لا تستطيع مفردات اللغة وصف صعوبته على النفس

لذا آثرت الصمت

فالصمت في حال كتلك أبلغ من أي كلام تدافع به عن نفسها

محنة ما أشدها

وهي محنة قريبة إلى حد بعيد بتلك التي عاشتها السيدة مريم عليها السلام

لكن الله تعالى في الحالين أنزل تبرئتهما من عنده.

فما المحنة هذه التي ألمت بأطهر النساء!!

وما التهمة التي هي منها براء؟!!




لقد كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم

إذا أراد سفراً أو غزا غزوة أن يقرع بين نسائه

فجاءت القرعة هذه المرة على السيدة عائشة رضي الله عنها

فخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق.

كانت السيدة عائشة خفيفة الجسم وكانت تجلس في هودجها

وكان القوم إذا أرادوا الإقامة بمكان ما أنزلوا الهودج من على البعير

وإذا أرادوا الانتقال حملوا الهودج ووضعوه على ظهر البعير ثم ينطلقون به.

وخرجت السيدة عائشة رضي الله عنها

ذات مرة من هودجها

لقضاء بعض حاجتها

وكان في عنقها عقد

فانسل العقد من عنقها دون أن تشعر




فلما اقتربت من مكان الناس أحست أن العقد ليس في عنقها

فرجعت إلى المكان الذي كانت فيه لتبحث عن العقد ووجدته

فلما عادت مرة أخرى وجدت الناس قد انطلقوا وتركوا المكان

وكانوا قد ظنوا أن السيدة عائشة داخل هودجها

فاحتملوا الهودج على ظهر البعير

ولخفة السيدة عائشة وقلة جسمها ظنوا أنها بالهودج

ولم يلحظوا تغييراً في وزن الهودج.

فلما رأت ذلك تلففت بجلبابها ثم أضجعت في مكانها

وقالت:

لو افتقدوني وهم في الطريق سيعودون إلى هذا المكان

فإذا بأحد الصحابة وهو صفوان بن المعطل السلمي

- وكان قد تخلف عن القوم لبعض حاجته -

يرى سواد إنسان من بعيد

فتقدم وأقبل عليه

فلما اقترب منها علم أنها السيدة عائشة

فقال: {إنا لله وإنا إليه راجعون}

والسيدة عائشة متلففة في ثيابها

ثم قال لها:
ما خلفك يرحمك الله؟!

فما كلمته

ثم نزل من على بعيره وقربه إليها

وقال لها اركبي

وتأخر حتى ركبت

ثم أخذ برأس البعير وانطلق سريعاً حتى يدرك الناس.

فلما رأى الناس ذلك تكلم عدد منهم

وقالوا كلاماً لا يليق بأم المؤمنين رضي الله عنها

وبهذا الصحابي الجليل

حتى وصل كلامهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم

وانتشر الأمر بين الناس

وكان على رأس المتكلمين بهذا الإفك واتهام السيدة عائشة بما هي منه براء :

عبد الله بن أبي بن سلول
زعيم المنافقين




كانت السيدة عائشة في ذلك الوقت لا تعلم بشيء مما يقوله الناس

لأنها ظلت مريضة نحو شهر

لا تغادر فراشها بعد أن رجعت

لكنها لاحظت تغييراً في معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لها

فقد كانت إذا اشتكت من وجع قبل ذلك

لا يكف عن ملاطفتها والسؤال عنها

لكنه هذه المرة كان يدخل عليها وفي نفسه شيء.

تقول السيدة عائشة:

"كان إذا دخل عليَّ وعندي أمي تمرضني

قال:

كيف تيكم ؟
(إشارة إلى السيدة عائشة دون أن يوجه لها كلاماً)

لا يزيد على ذلك

حتى وجدت في نفسي ـ حزنت ـ

فقلت يا رسول الله ـ حين رأيت من جفائه لي ـ

لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني؟

قال:
لا عليك
فانتقلت إلى أمي
ولا علم لي بشيء مما كان
حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة".





ظلت السيدة عائشة رضي الله عنها

طوال هذه الفترة

لا تعلم شيئاً عما يقوله الناس عنها

ولا تعلم أن تغير النبي صلى الله عليه وسلم تجاهها بسبب هذا الموقف

حتى خرجت ذات ليلة لقضاء حاجتها

وكانت معها أم مسطح

فبينما هي تمشي معها إذا عثرت في مرطها فقالت: تعس مسطح

فقالت لها عائشة رضي الله عنها لماذا تدعين عليه؟!

يكفي أنه رجل من المهاجرين وقد شهد بدراً

قالت لها:
أو ما بلغك الخبر يا بنة أبي بكر؟

قالت:
وما الخبر؟

فأخبرتها بالذي كان وما قاله أهل الإفك.

وكان مسطح هذا من الذين أشاعوا الخبر بين الناس

وأساؤوا إلى السيدة عائشة.

تقول السيدة عائشة:

"فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي

ورجعت فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي

وقلت لأمي:
يغفر الله لك!
تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي شيئاً؟!

قالت:
أي بنية
خفضي عليك الشأن
فوالله لقلما كانت امرأة حسناء
عند رجل يحبها
لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها".




|| بقي المزيـــد ~






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس