ما هي " العولمة " ؟
هو / النظام الدولي الجديد وهو / جعل الشيء على مستوى عالمي , أي : نقله مِنْ المحدود المُراقَب إلى اللامحدود الذي ينأى عن المُراقبة , والعولمة هي ترجمة كلمة : (Globalization ) والتي تُعطي معنى تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل الكُل .
أوّل الظُهور :
هذه الكلمة ظهرت أوّلاً في الولايات المتّحدة , ومن هنا نستطيع أنْ نستنتج بأنّ الأمر يتعلَّق بالدعوة إلى توسيع النموذج الأمريكي ليشمل العالم كلَّه .
نشأة العولمة :
يقول الأستاذ / موفّق الدليمي : قِيل: (إنّ نظام العولمة الجديد هو حالة جديدة تمثِّل بداية مرحلة تاريخية انطلقت منذ بداية التسعينات , من خلال الإخفاق التام المزدوج لطموحات أنظمة بلدان الشرق ( الاشتراكيّة ) , وأنظمة بلدان الجنوب ( النامية أو الاستقلاليّة الوطنيّة ) مختتمة عهد الحياد الإيجابي , متولّدا عن ذلك عهد جديد لتوحيد العالم من خلال مفاهيم ومضامين وأفكار , وإنسان جديد على حساب مضامين ومصطلحات أُخرى ) رسالة بعنوان : ( خصائص الجاهلية المعاصرة _ للأستاذ /موفّق الدليمي ).
ظاهِر " العولمة " :
يقول الأستاذ/ موفّق الدليمي : ( فالنظام العالمي يحسبه البعض ظاهره يتعلّق بسياسات التجارة والحالة الاقتصاديّة بين البلدان كما جاء في تقرير الأمُم المتّحدة للتجارة والتنمية بأنّه ( ظاهرةٌ متعدّدة الوجوه يشمل أبرز مظاهرها النمو السريع في التجارة الدولية ) ..) رسالة بعنوان : ( خصائص الجاهلية المعاصرة _ للأستاذ /موفّق الدليمي ).
وعرّفها الصندوق الدولي : (التعاون الاقتصادي المتنامي لمجموع دول العالم والذي يحتّمه ازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود إضافة إلى رؤوس الأموال الدولية والانتشار المتسارع للتقنية في أرجاء العالم كله)(العولمة عالم ثالث على أبواب قرن جديد ، عمرو عبد الكريم ، المنار الجديد العدد الثالث).
حقيقة وباطِن " العولمة " :
يقول الأستاذ/ موفّق الدليمي : (لكنّه في الحقيقة ليس سوى الوجه الآخر للهيمنة على العالم تحت زعامة الولايات المتّحدة ) رسالة بعنوان : ( خصائص الجاهلية المعاصرة _ للأستاذ /موفّق الدليمي ).
قال /محمد الجابري : (العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلداً بعينه ، وهو الولايات المتحدة الأمريكية بالذات ، على بلدان العالم أجمع) ( في مفهوم العولمة , لسيد ياسين ).
قال / محمّد عامِر بقنه : (فهي بهذا التعريف _ أي تعريف الجابري _ تكون العولمة دعوة إلى تبنى إيديولوجية معينة تعبر عن إرادة الهيمنة الأمريكية على العالم . ولعل المفكر الأمريكي " فرانسيس فوكوياما " صاحب كتاب " نهاية التاريخ "يعبر عن هذا الاتجاه فهو يرى أنّ نهاية الحرب الباردة تُمثَّل المحصّلة النهائية للمعركة الإيديولوجية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وهي الحقبة التي تم فيها هيمنة التكنولوجيا الأمريكية) (مفهوم العولمة ونشأتها ).
يقول الشيخ / محمد بن عبدالله الإمام, مُعلِّلا من اتخاذ " العولمة " الاقتصاد لها كأساس :
(لأنّ الاقتصاد أعظم قوّة للضغط على الدول الفقيرة والصغيرة, فلم تستعبد الأمم والشعوب بطريقة أخطر من التحكم في لقمة عيشها.وبهذا يتضح لك أن أهم ما تسعى إليه أمريكا هو إحكام القبض على اقتصاد العالم خصوصا العالم العربي, والله غالب على أمره, ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (كتاب المؤامرة الكُبرى على المرأة المُسلمة ).
الخلاصة :
يقول / محمّد عامِر بقنه 
مصطلح العولمة منشأه غربي، وطبيعته غربية، والقصد منه تعميم فكره وثقافته ومنتوجاته على العالم، فهي ليست نتيجة تفاعلات حضارات غربية وشرقية، قد انصهرت في بوتقة واحدة ؛ بل هي سيطرة قطب واحد على العالم ينشر فكره وثقافته مستخدمة قوة الرأسمالي الغربي لخدمة مصالحه. فهو من مورثات الصليبية فروح الاستيلاء على العالم هي أساسه ولبه ولكن بطريقة نموذجيه يرضى بها المستعمر ويهلّل لها...) (مفهوم العولمة ونشأتها ).
يقول الشيخ / محمد بن عبدالله الإمام : (وخلاصة الأمر أن العولمة في باب الاقتصاد تعني تزايد الفقر في الدول الفقيرة المعولمة, وتوقع المجاعة, وانتظار الموت الأحمر
هذه حقيقة لا ينبغي تجاهلها ) (كتاب المؤامرة الكُبرى على المرأة المُسلمة ).
يقول الأستاذ/ موفّق الدليمي إنه كيد الجاهليّة المعاصرة الذي ينخدِع بهِ من أخذت السذاجة حقّها الكبير من نفسه مُعتبراً أنّ القضيّة قضية اقتصادٍ فقط ). رسالة بعنوان : ( خصائص الجاهلية المعاصرة _ للأستاذ /موفّق الدليمي ).
بحث وإعداد :
سهيل عمر عبدالله سهيل الشريف .