عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2008, 06:47 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: موسوعة متكاملة لدولة الكويت

الثقافة فى الكويت

أن الـمجتـمــع الكـويتــي مجـتمـع متفـاعــل منـذ بـدايــاته المبكرة ، فطـبـيـعــة موقعه الجغرافي
وتـركيـبـتــه السكانية ، واتصاله بالصحراء من جهة ، وبالبحر والأسفار البحرية من جهة أخرى ،
جعل لهذا المجتمع خصائص المجتمعات الحية المتحركة المنفتحة على المجتمعات والثقافات الأخرى

وسوف يتم تناول هذا الموضوع عن طريق المحاور التالية





جذور الثقافة في الكويت



عند الحديث عن الثقافة في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية ، لابد من الإلمام بحالة المجتمع في تلك العصور الماضية ، التي رشحته لكي يعبر عن تطلعاته الثقافية بالحركة الفكرية المتنامية التي شكلت في النهاية ذلك النسيج الحي في العقل الجمعي المثقف
ولكي نتناول جذور الثقافة لابد أن نستعرض النواحي والظروف السياسية والتاريخية والجغرافية والاجتماعية والنفسية والاستراتيجية والاقتصادية والدينية وغيرها التي كانت المناخ الملائم والمؤثر في تشكيل الحركة الفكرية والثقافية






فمن الناحية السياسية

نجد أن طبيعة المجتمع الكويتي وعلاقته مع حكامه على مر القرون تكشف بصورة واضحة أن مبدأ التشاور والحوار المفتوح بين الفريقين كان شعارا دائما التزم به الجميع ، وقد حدثنا المؤرخون عن بعض حكام الكويت واشتراك المؤرخين والرحالة معهم في نقل قسمات صورة جميلة لطبيعة تلك العلاقة التي شكلت إرثا تاريخيا مجيدا للشعب الكويتي الذي تفرد عن بقية شعوب المنطقة بطبيعته المنفتحة دائما ، واستعداده لسماع الرأي الآخر وحرصه على وصول صوته وحمل آرائه إلى أعلى مستويات الدولة ، فقد أشارالمؤرخ سيف مرزوق الشملان إلى أن حاكم الكويت الأول صباح الأول بن جابر المتوفى سنة 1776م تعهد بالتشاور مع أهل الكويت في المهم من الأمور وبألا يقطع أمرا دون استشارتهم
ويعزز هذه الإشارة التاريخية إلى طبيعة العلاقة الديمقراطية الخاصة بين الكويتيين وحكامهم توثيقها في تقارير الرحالين الذين زاروا الكويت والخرائط التي ظهرت فيها الكويت خلال تلك الفترات التاريخية ، فقد حرص بعض الجغرافيين على أن يسجلوا هذه العلاقة المتميزة التي أدركوها في خرائطهم ، فاستخدموا اسم ( جمهورية الكويت ) للدلالة على طبيعة النظام السياسي لهذا المجتمع، فهذا المناخ السياسي يوضح ملاءمة الجو تماما لإنتشار الثقافة في الكويت ، ويعزز الالتزام بالحرية والديمقراطية الذي مثل مرتكزا من مرتكزات الحياة فيها على مر العصور ، وارثا تلتزم به جميع طبقات المجتمع وفئاته وتعتز به


ومن الناحية الجغرافية

فإن لموقع الكويت الجغرافي الأثر في تشكيل نواة الثقافة ، فالكويت ككل الثغور ، استطاعت أن تستفيد
من موقعها الجغرافي هذا ثقافيا ، فإمتدت صلات علمائها إلى الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر ،
وحرص أبناؤها على الاطلاع على ما يدور في العالم المتقدم ومن الناحية الدينية نجد ما يأتي



أولا دور المسجد

ففي أي مجتمع إسلامي لا بد أن يكون بين أبنائه من يقرأ القران ليؤم المسلمين في الصلاة ويخطب في صلاة الجمعة والأعياد ويجيد قسمة المواريث ويقوم بعقد الزواج فضلا عن تعليم الناس الفرائض وأمور الدين وقد وجد المجتمع الكويتي المسلم في شخص محمد بن فيروز عالم الأحساء المشهور ضالته فطلب إليه المجيء إلى الكويت فكان بذلك – بعد أن لبى الدعوة – أول عالم عرفته الكويت ، وأول قاض ، وأول واعظ ومدرس

كان مسجد ابن بحر الذي أنشئ قرب الساحل مقرا لصلاته وخطبه ووعظه ، وتوفي هذا العالم في عام 1722م ، ويرجع بناء أول مسجد إلى عام 1670م مع بناء الكويت تقريبا
وأشار المؤرخ الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي البغدادي إلى أن عدد المساجد في الكويت في عام 1771م بلغ 14 مسجدا وذكر عدنان البحر في كتابه عن مساجد الكويت مسجد بن بحر ، والعدساني ، والخليفة بن خميس بالإضافة إلى أحد عشر مسجدا وجدت متفرقة في أحياء الكويت

ثانيا دور المطوع والملا

لقد جاءت مرحلة التعليم المقصود غير الطوعي على يد معلم متفرغ وفي مكان غير المسجد ، فكانت مرحلة المطوع و الملا ، وهي أشبه بالكتاتيب في البلاد الأخرى ، وقد فرض تطور الحياة في الكويت واهتمام أهلها بالتجارة وسفرهم إلى أقطار بعيدة ضرورة تطور أساليب التعليم
وهنا لجئ إلى تنظيم التعليم في عام 1887م عندما عرف ما يسمي بالتعليم المقصود الذي بموجبه يذهب الطفل في سن مبكرة إلى مكان خاص رغبة من ذويه ليتعلم القران الكريم ومبادئ القراءة والكتابة على يد الملا أو المطوع في جزء من منزله مقابل أجر يتفق عليه بحسب إمكانيات ولي أمر الطالب وكان هذا المكان الخاص للتعليم الذي أطلق عليه اسم " مدرسة " الملا أو المطوع أشبه ما يكون بالكتاتيب ومدارس تحفيظ القران في البلدان الأخرى التي لم تكن تختلف كثيرا عن الكويت في أن أساس التعليم بها تعليم ديني
ومن الأمور التي اهتم بها الملا أو المطوع تعليم الخط وحسن أدائه وجماله لأن صاحب الخط الجميل كان مطلوبا لدى التجار كي يعمل عندهم كما كانت معرفة حسابات الغوص وكيفية تقسيم الدخل بين النواخذة والبحارة أمرا ضروريا رافقه معرفة حسابات الجص المستخدم في طلاء البيوت وبنائها ومعرفة حسابات الدهن الذي كان سلعة أساسية في تجارة الكويت البرية مع ظهيرها البدوي في الصحراء المحيطة بها فهذا الدور الذي يقوم به الملا كان دورا واضحا في نشأة الثقافة الكويتية إضافة إلى المساجد التي تقام بها حلقات الوعظ وتعليم القران والحديث
ومن الناحية التاريخية
يعد إرتباط الكويت بنجد والجزيرة العربية ، صورة مصغرة عن حال تلك المنطقة من الناحية الحضارية والثقافية بشكل عام ، وخصوصا قسمها الشرقي المطل على شواطئ الخليج العربي ، وتصور لنا لهجة السكان وعاداتهم تلك العرى الوثيقة التي تربط الكويتيين منذ القديم بأصولهم في الجزيرة العربية
من الناحية الإستراتيجية
فيعتبر موقع الكويت عاملا مهما لسرعة تطور الثقافة بها نتيجة التقاء الثقافات المحيطة بها والثقافات العالمية ، فموقعها في الركن الشمالي الغربي للخليج ، جعل منها ميناء له أهميته في إطار الحركة التجارية التي نشطت في الخليج خلال هذه الفترة بفضل التنافس بين الدول الأوربية والشركات التابعة لها على التجارة في المنطقة وعبرها ، وهذه الدول هي إنجلترا وهولندا أولا ، ثم فرنسا بعد ذلك ، فقد كان لكل من إنجلترا وهولندا عدة مراكز تجارية في أكثر من قطر أو ميناء من الأقطار الواقعة على الخليج ، ومن ناحية أخرى ، فإن هذا الموقع ، قد جعل من الكويت مركزا تجاريا ممتازا على الطريق الصحراوي بين الخليج وبلاد الشام ، وقد انعكس ذلك على أهميتها وعلى طبيعة تطورها في الفترات التالية
ومن الناحية الإجتماعية
نجدها خلاصة تمازج ظروف دينية وأنماط حياتية تفرضها البيئة المحيطة بالمجتمع ومن ثم كانت حياة التجارة والغوص في الكويت أحد تلك الأنماط التي أسهمت في خلق وتكريس مجموعة من القيم الاجتماعية لدى أهل الكويت فغياب أرباب الأسر في رحلات طويلة للتجارة والغوص أسهم في خلق الترابط والتواصل داخل الأسرة الواحدة وساعد شيوع نظام الأسرة الاجتماعية الممتدة على شيوع هذه القيم كما أن مهنة الغوص كرست مجموعة قيم لدى العاملين فيها ، متمثلة في التعاون والنظام والثقة المتبادلة والاعتماد على كلمة الشرف في المعاملات ، ونستخلص من ذلك أن هذه العوامل كفلت سهولة تدفق المعلومات ونقل الثقافة إلى المجتمع الكويتي كله
ومن الناحية الاقتصادية
كانت ممارسة التجارة وطلب الرزق تتطلب الإلمام ببعض أسس الحساب مما يتطلب المعرفة بمبادئ القراءة ، فعامل طلب الرزق والتجارة والسفر إلي كثير من المناطق ، وبخاصة الهند وأفريقيا ومعظم مناطق موانئ الخليج العربي أدي إلى التأثر الثقافي بها كنقل لغاتها وأساليبها في التفاهم ، وهذا واحد من الأسس التي ساهمت في تكون ثقافة المجتمع الكويتي
رواد النهضة الثقافية في الكويت وإسهاماتهم
إن بدايات الثقافة تعتمد عادة على زخم التيارات المتدفقة إلى المجتمع من خارجه وقوتها من ناحية ، ودرجة تنشيطها لبعض العوامل الساكنة في داخله من ناحية أخرى ، وهذا بالضبط ما حدث في الكويت ، فكثير من الدراسات للبدايات الأولى لحركة الفكر فيها تربط النبض الأول في عروق الأدب والفكر في الكويت بظهور الشاعر والأديب عبد الجليل الطبطبائي عام 1843م ، فخلال السنوات العشر من حياته التي قضاها في الكويت ترك أثرا بارزا في الحياة الفكرية في هذا البلد ، وبدأ تلاميذه ومن تأثروا به في البروز والعطاء وظهر منهم عبد الله الفرج الشاعر والموسيقي ، والشيخ خالد بن عبد الله العدساني ، ولقد كان الشيخ العدساني صديقا ملازما للشاعر عبد الله الفرج ، وقد أثر عبد الله الفرج بشعره وموسيقاه في الغناء في الخليج العربي ثم توالت الأسماء بعد ذلك ويأتي في مقدمتهم الشيخ عبد العزيز الرشيد وجهوده الإصلاحية المشهورة
ويعد عبد العزيز الرشيد من أبرز الشخصيات التي أسهمت في تجلية صورة الكويت ناصعة وضاءة ، زاخرة بالفكر والحيوية بين بلاد العالمين العربي والإسلامي ، فهو مؤرخ الكويت الأول ويعد كتابه "تاريخ الكويت" مرجعا أساسيا لتاريخ الكويت في المنطقة وأحداثها ، وعلاقة الكويت مع جيرانها ، كما عرفته الحركة التعليمية واحدا من روادها الأوائل ، أرسى بدايتها وقدم علمه في خدمتها ، والمدرسة المباركية والمدرسة الأحمدية تشهدان بتلك الجهود
أما المجلة التي أصدرها في الكويت بعنوان ( الكويت ) فقد كانت أول مجلة في الخليج العربي، وقد صدر العدد الأول منها سنة 1928م وطبع في القاهرة ، وقد نالت إعجاب الكثيرين من الأدباء والعلماء ، وظهرت تقارير عنها في العديد من الصحف العربية مثل مجلة الأقلام ومجلة الزهراء المصرية ، وجريدة الشورى ، وجمعية الهداية الإسلامية في مصر ، ومجلة المنار الشهيرة
وقد امتد نشاط الشيخ عبد العزيز وجهوده الثقافية والتنويرية لتشمل الجزيرة العربية والعراق ومصر إلى إندونيسيا ، وسعى هناك إلى التوفيق بين الجماعات المتناحرة في إندونيسيا كالعلويين والإرشاديين
ومن هؤلاء الرواد أيضا الشيخ يوسف بن عيسى القناعي ، وعبد الله الخلف الدحيان أستاذ الشيخ عبد العزيز الرشيد المولود عام 1875م والمتوفى سنة 1930م الذي تبوأ مكانة علمية ممتازة أشاد بها معاصروه من علماء العراق والشام ، والأستاذ سيد عمر عاصم الأزميري ، والأستاذ عبد الملك صالح المبيض ، والسيد أحمد الفارسي وياسين الطبطبائي ، وأحمد الخلف ، وعبد الحميد الصانع ، وعبد الله عبد اللطيف العثمان ، ويكفي للدلالة على مكانة عبد الله الخلف الدحيان تلك قراءة مراسلاته مع معاصريه من العلماء كالشيخ عبد القادر بن بدران خاتمة علماء الحنابلة بالشام ، والشيخ محمد العوجان من كبار علماء الزبير ، والشيخ محمد أمين الشنقيطي ، وغيرهم من الأعلام ، أضف إلى ذلك حرصه الشديد على جمع الكتب وما حوته مكتبته من نفائس المخطوطات ، وهذا يؤكد أن هناك بيئة علمية متكاملة قبل النفط لها علاقاتها وصلاتها وتفاعلها مع البيئات العلمية المجاورة ، وأن أعلام هذه البيئة كانوا محل تقدير من أقرانهم في تلك البيئات المجاورة لهم
ولم يكن هؤلاء وحدهم ، بل كان هناك أعلام آخرون كان لهم دور الريادة في تأسيس قواعد النهضة الثقافية في الكويت ، مما يدل بصورة واضحة على أن النهضة الثقافية التي واكبت ظهور البترول في الكويت قد أرسيت قواعدها قبل هذا بزمن ليس بقصير



إسهامات وافدة من خارج الكويت






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس