عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2011, 01:16 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم

وهاك البيان :
الموطن الأول :

قال تعالى :" وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا......" يوسف
لما كاد إخوة يوسف به ، وكان منهم ما حكاه عنهم القران الكريم ، كان من قدر الله تعالى بيوسف الذى تَحُفهُ رعاية الله أن يلتقطه بعض السيارة ، وهى القوافل التى تمر وتسير فى الصحراء للتجارة أو غيرها ، فيتزودون من كل بئر يمرون عليه بالماء ، وعندما أدلى أحدهم بدلوه تعلق به يوسف وكان صغيرا لما يثقل باللحم بعد ،قال يا بشرى هذا غلام .
وعرضوه للبيع وكانوا فيه من الزاهدين أى لم يطلبوا فيه ثمنا غاليا وذلك لأنهم رأوا من يوسف النجابة والنضارة والجمال فتفرسوا فيه أن يكون من العائلات المالكة فى ذلك الوقت ، وطالما بهذا الجمال فلن يكف أهله عن البحث عنه ولا يبعد أن يكون أهله من عِلية القوم فلو مكث فى أيديهم فتره طويلة فلربما تعرف عليه أهله فيأخذوه منهم وربما أضروهم فليست هيئته هيئة العبيد الذين يفرون من أسيادهم .
ولذا أرادوا أن يستفيدوا بسببه ولو بأقل القليل ولذا باعوه لأول مشتر عرض فيه هذا الثمن البخس ،فهو أحسن من لا شيئ .
انتقل يوسف إلى بيئة جديدة ومستقر جديد وكان من قدر الله أن الذى اشتراه من مصر لم يكن رجلا عاديا بل كان من علية القوم وهذا ما كشفته لنا النسوة كما حكاه عنهن القرآن الكريم :" وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ......"يوسف3.
كان هذا العزيز لا يولد له ولد وعندما شاهد يوسف ذلك الولد النجيب أعجبه وتفرس فيه ما حكاه عنه القران الكريم :"وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا "وياليت امرأة العزيز استجابت لما قاله زوجها فبدلا من إكرامه نراها قد كادت له وأرادت أن توقعه فى براثنها لولا قدر الله ولطفه بعباده وأوليائه .
ذكر الإمام البيضاوى فى تفسيره أن اسم العزيز الذى اشترى يوسف هو قطفير أو إطفير، وكان الملك يومئذ ريان بن الوليد العمليقى ، وقد آمن بيوسف عليه السلام ومات فى حياته ....
والمشهور أن العزيز اشتراه وهو ابن سبع عشرة سنة ولبث فى منزله ثلاث عشرة سنة ، واستوزره الريان وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وتوفى وهو ابن مائة وعشرين سنة .
وكانت امرأة العزيز راعيل أو زليخا ، أمرها أن تتعهده وأن تجعل مقامه عندها كريما من أجل أن يستظهر به فى مصالحهما وكان عقيما ....وتفرس فيه الرشد " تفسير البيضاوى 1/28.ويعلل الإمام الشوكانى زهدهم فيه بقوله :"باعوه بذلك الثمن البخس وذلك لأنهم التقطوه والملتقط للشيء متهاون به ...." فتح القدير 3/19
وذهب إلى أن العزيز اسمه الريان بن الوليد من العمالقة وقيل إن الملك هو فرعون موسى ، ثم يقول :"كان العزيز حصورا لا يولد له ،وقيل كان لا يأتى النساء ،وقد كان تفرس فيه أن ينوب عنه فيما يسند إليه من أمر المملكةنفس المرجع 3/2.وذهب الإمام الألوسى إلى أن يوسف قد بيع مرتين مرة بيع من إخوته للسيارة ومرة أخرى بيع لعزيز مصر يقول "وقال الذى اشتراه من مصر فهذا الشراء غير الشراء الأول السابق الذى كان بثمن بخس وزعم اتحادهما ضعيف جدا وإلا لا يبقى لقوله "من مصر"كثير جدوى روح المعانى 12/2.6 واختلف فى كونه- العزيز –ساعة اشترى يوسف عليه السلام كان كافرا أم مؤمنا ، فذهب الألوسى الى أنه كان كافرا واستدل على ذلك بوجود صنم فى بيته حسبما يذكر فى بعض الروايات أن زليخا عندما أرادته لنفسها قامت وسترت وجه هذا الصنم .
بينما ذهب مجاهد إلى أنه كان مؤمنا ويعلق الألوسى على رأى مجاهد بقوله "ولعل مراده أنه آمن بعد ذلك وإلا فكونه مؤمنا ساعة الاشتراء مما لا يكاد يسلم الألوسى 12/2.7
ثم يختم حديثه عن القصة بقوله "وكان هذا القول من العزيز لما تفرس فيه من مخايل الرشد والنجابة "
ويقول الزمخشرى :"عسى أن ينفعنا :لعله إذا تدرب وراض الأمور وفهم مجاريها نستظهر به على بعض ما نحن بسبيله فينفعنا فيه بكفايته وأمانته ،أو نتبناه ونقيمه مقام الولد ،وكان قطفير عقيما لا يولد له ،وقد تفرس فيه الرشد فقال ذلك " الكشاف للزمخشرى 1/577
أما الإمام ابن عاشور فيطالعنا فى هذا الموضع بقوله :" المعنى إجعلى إقامته عندك كريمة أى كاملة فى نوعها ،أراد أن يجعل الإحسان إليه سببا فى اجتلاب محبته إياها ونصحه لهما فينفعهما أو يتخذانه ولدا فيبر بهما وذلك أشد تقريبا ، ولعله كان آيسا من ولادة زوجه وإنما قال ذلك لحسن تفرسه فى ملامح يوسف عليه السلام المؤذنة بالكمال وكيف لا يكون رجلا ذا فراسة وقد جعله الملك شرطته فقد كان الملوك أهل حذر فلا يولون أمورهم غير الأكفاء"التحرير والتنوير 1/2175
وهكذا حكى لنا القران الكريم هذا النموذج من نماذج الفراسة فى القران الكريم ، ونص جمهور المفسرين من خلال هذا الموطن على تحقق الفراسة فيه .
</B>











آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس