عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2009, 07:52 AM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم

الشمعة ( 30 ) :


الرحمة فوق القوة ...
أرسل الله - تعالى - محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين , وهذا يتطلب من كل مسلم أن يتأسى بنبيه حتى يسود أجواءنا الاجتماعية التعاطف والتراحم والشفقة والبر , وقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن وعنده الأقرع بن حابس , جالساً , فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً , فنظر إليه الرسول وقال : ( من لا يرحم لا يُرحم ) .
إن العولمة يا أبنائي وبناتي تنشر اليوم روح القوة وأخلاقيات السيطرة والمنافسة , وأنتم تلاحظون هذا من خلال الدورات التدريبية الكثيرة التي يلتحق بها الشباب ومن خلال الإعلانات التجارية التي تفوق الحصر , ومن خلال الأحاديث التي نتداولها في المجالس . لا شك في أن أمة الإسلام في حاجة اليوم إلى أكبر عدد ممكن من الأقوياء والناجحين والمتفوقين , لكن لا يجوز أبداً أن يتضخم ذلك على حساب الرحمةوالإحساس بمن حولنا , فالرحمة تتصل بالعطاء والبذل والإحسان على حين أن القوة تتصل بالأخذ والاستحواذ والغلبة والسيطرة , ومن المهم أن ندرك ذلك على نحو جيد .

نحن يا أبنائي وبناتي حين نعطف على الفقير والضعيف والمعوق وذي الحاجة واليتيم , فإننا نصبح قريبين من الله - تعالى - وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( ابغوني - أي أحضروا لي - الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ) .
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟
إنه يعني الآتي :
1- على كل واحد منا أن يحذر من أن يغتر بقوته أو ثروته أو منصبه ... فيتحول إلى متكبر جبار , لا يعرف للرحمة معنى , فيعرض نفسه لعذاب الله - تعالى - فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره و ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ متكبر ) .
2- تجاوبوا مع المشاعر الحزينة , وأظهروا الثأثر والاهتمام بما تسمعونه وترونه من فواجع زملائكم وجيرانكم وإخوانكم المسلمين , وتعاطفوا معهم وساعدوهم .
3- ارحموا الخدم , ودربوا أنفسكم على غض الطرف عن هفواتهم , وليتخيل كل واحد منكم ما الذي يتوقعه من البر والرحمة لو كان في مثل حالهم , فليقدمه لهم .
4- لا تشتموا بالعصاة والمذنبين , ولكن أشفقوا عليهم وارحموهم وانصحوهم , وحاولوا أن تأخذوا بأيديهم إلى طريق الهداية .
5- أحق الخلق بالرحمة هو نفوسنا , ورحمتنا لها بأن نحاول إعتاقها من عذاب الله - تعالى - من خلال الاستقامة والعمل الصالح , كما أن علينا أن نرحمها من خلال ترك توبيخها على نحو دائم , إذ ليس من الصواب ان نمارس الجلد الذاتي بسبب ومن غير سبب , بل على الواحد منا ان يراجع أعماله , فيحمد الله , ويشجع نفسه , ويتفءل تارة , ويلوم نفسه , ويعزم على الكف عن الخطأ والمعصية تارة أخرى .



يتبع






آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس