عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2009, 07:54 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب 50شمعه لاضاءة دروبكم

الشمعة ( 31 ) :


حصنوا أنفسكم من الخوف ...
نحن لا نرى إلا جزءاً من الواقع وتفاعلاته , كما أن المصادر التي يمكن أن تأتينا منها الأخطار والمنغصات كثيرة , وإن حاجة الإنسان إلى الأمن والطمأنينة والسلام , لا تقل عن حاجته إلى الأكل والشرب , فكيف يمكن لأبنائي وبناتي أن يشعروا بالأمن , ويطردوا عن أنفسهم الخوف والقلق المزعج والمعوق ؟

لعلي أملس ذلك عبر المفردات الآتية :
- يخبرنا الله - تعالى - في العديد من الآيات أن الإيمان والعمل الصالح يوفران المظلة الأمنية التي نحتاج إليها في الدنيا والآخرة , حيث يقول - عز وجل ؛ (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) , ويقول - سبحانه - : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ) . وقال - عز وجل - : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) . وإن عمل السيئات مدعاة إلى سلب الأمن , كما قال - سبحانه - : (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) . إن الشرك بالله - تعالى - وعقوق الوالدين والبغي وظلم الناس هي اكبر مصادر التهديد لأمن الواحد منا ؛ وإن الإيمان والإحسان إلى الخلق والصدقة والعدل هي أوسع أبواب الامان والسكيتة والرحمة , فاحرصوا يا أبنائي على أن تبددوا الخوف بالطاعة والاستقامة على أمر الله ؛ تعالى .
1- يظل قدر من الخوف من الهزيمة والإخفاق شيئاً جيداً ما دام يولد لديكم الشعور بالمسؤولية , ويحفزكم على العمل والإتقان والمثابرة , فإذا صار عبارة عن هم ليس أكثر صار شيئاً سيئاً ومؤذياً , فهل هذا واضح ؟
2- لننظظر إلى الحياة الدنيا على أنها ليست داراً للهناء التام والنجاح المستمر والعافية الدائمة ... إن فيها المسرات والمكدرات بأنواعها , وإن علينا أن لا نشغل بالنا بما يمكن أن يحدث لنا من مصائب وكربات , فإن هذا من الإخفاق في إدارة المشاعر , ومن باب استعجال الخوف من غير أي مسوغ .
3- تذكروا دائماص أن الله - تعالى - ينزل من المعونة والصبر على مقدار ما ينزل من الشدة والبلاء , ولهذا فلنفوض أمورنا إلى الله , وسنكتشف أنه لا داعي للجزع مما يحدث في المستقبل .
4- لزوم الحق والصواب والابتعاد عن الكذب والغش والخداع والتقصير في أداء الواجبات المختلفة ... من الأمور الضرورية للشعور بالأمن والتخلص من الخوف .
5- الغموض والشك والخرافة والجهل مصادر مهمة للخوف , ووقاية النفس منها تكون عن طريق العلم والمعرفة والفهم والحرص على الوضوح .
6- عودوا أنفسكم الدخول في شيء من المجازفات ذات المخاطر القليلة ؛ لأن ذلك يؤكد لديكم الثقة بالنفس , ويطرد المخاوف التي تتولد من الركود وحشر النفس في الزاوية الضيقة , وما أجمل قول أحدهم : ( إن الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم الحقيقي , والشجاع لا يذوق طعم الموت إلا مرة واحدو ) .


يتبع






آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس