عرض مشاركة واحدة
قديم 04-14-2012, 04:26 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مواجهة شاملة مع عمر سليمان




◄ لكن الرئيس السابق كان يستمع إليك وإلى نصائحك، فهل كنت تشير إلى هذه الضغوط فى السابق؟
◄ كان لمبارك وجهة نظره السياسية الخاصة، فالرجل كان ينظر إلى هذا التيار بكثير من الشكوك، وكان يرى أنهم تآمروا على مقتل كل رؤساء مصر، فخططوا لقتل عبدالناصر
، وشاركوا فى قتل الرئيس السادات، ثم خططوا لقتل مبارك نفسه ثلاث مرات، والأمر هنا لم يكن سهلا على رئيس يعرف أن تيارا بعينه لن يتردد فى حمل السلاح أو قتله هو شخصيا إن استطاع للوصول إلى السلطة، ومن هنا كانت سياسة الرئيس هى المواجهة.
◄ ما الذى يضمن ألا يعود نفس نهج مبارك لاحقا إذا توليت أنت الرئاسة، فخوف التيار الإسلامى هنا مبرر لأنك كنت جزءا من هذه السياسة؟
◄ شكل المستقبل يحدده سلوك هذا التيار نفسه هل سيمضى فى طريق الديمقراطية السلمية، أم فى طريق العنف، فأنت أمامك الأحزاب الأساسية فى البلد لم تكن تتعرض لأى نوع من التهديد رغم معارضتها للنظام، الوفد مثلا لم يتعرض لأى مشكلة.

◄ هذه الأحزاب كانت خاضعة لضغوط مختلفة، وكانت تتعرض للتضييق بفعل قانون الطوارئ وغيره من الإجراءات الاستثنائية التى كانت تحول دون وصولها للسلطة أو مشاركتها فى صناعة القرار بالوسائل الديمقراطية السلمية، وقد رأيت أنت كيف استطاع الوفد أن يحصد عددا كبيرا من مقاعد البرلمان بعد الثورة، بينما كان نشطاؤه ونوابه محاصرين قبل الثورة؟
◄ الطوارئ كانت لأسباب متعلقة بالإرهاب، لكن الوفد لم يكن مخنوقا أو التجمع أو غيره، لكن كان هناك لعب فى الانتخابات، وأنا كنت أختلف مع هذا التوجه، وتحدثت إلى الرئيس بعد الانتخابات الأخيرة وقلت له إن الطعون وصلت إلى 400 طعن، ومن ثم فمن الأولى حل مجلس الشعب لتخفيف حالة الاحتقان والغضب لدى الشعب المصرى وطلبت أيضا تغيير الحكومة.
◄ وماذا قال وقتها، ولماذا ارتكب هذا الخطأ الفادح بكلمة «خليهم يتسلوا»؟
◄ وافق أولا على ذلك، وأكد أنه سيحل المجلس، لكن بعد ذلك قامت قيادات الحزب بعرض رؤية أخرى وقالوا له إن هذا هو جهدنا فى الانتخابات ونفوا له وجود تزوير.

◄ تقصد أن مبارك كان يمكن أن يدير ظهره لمعلومات الرجل الأول فى جهاز المخابرات، ويستمع إلى قيادات منتفعة داخل الحزب؟
◄ أنا كان عندى معلومات أكيدة عن التزوير، لكنه ذهب فى الاتجاه الآخر، وقلت له عندما غير موقفه، إنه حتى إذا كان ما يقولونه صحيحا وأن ما جرى هو حصاد جهدهم الخاص، فالضرورة السياسية هى احتواء الغضب، ولا يجوز أن تجتمع ببرلمان تقدم ضده 400 طعن، ولكن بخصوص من الذى كان يستمع إليه الرئيس، فيجب أن تعلم أن كل رجل فى الدولة كان له دور يؤديه، وأنا دورى الأساسى لم يكن فى الشأن الداخلى بل كل ما يتعلق بتهديد الأمن القومى فى مصر، وفى هذا الإطار كان الرئيس يستمع لى فى المقام الأول، أما فى الشؤون السياسية والحزبية فكان هناك عدد آخر من القيادات الحزبية يستمع إليهم الرئيس السابق ويصدقهم، كما أن وزير الداخلية كان له دور واسع فى هذه التقييمات الداخلية.

◄ لكن كل هذه الأجهزة والمؤسسات والمستشارين والرجال لم يستطيعوا التنبؤ بالثورة أو حماية البلد من الانفجار الكامل وتحقيق إصلاحات تحقق أمل الناس فى التغيير؟
◄ لأ، هذا الموضوع كان معلوما لدينا من عام 2007 بأن هناك تخطيطا لتغيير الأنظمة العربية بواسطة الحشد الجماهيرى، وهذا البرنامج تم تنفيذه مع الشباب لتدريبهم على مقاومة السلطات وإسقاط الأنظمة فى إطار خطة الفوضى الخلاقة، وكنا نتابع كل شىء فى هذا المقام، وتحركات أمريكا لتنفيذ الفوضى الخلاقة فى مصر، وكنا نتوقع كل ما جرى وكانت تقديراتنا أنها مظاهرة كبيرة، ومرت المظاهرات يوم 25 بلا مواجهة وبلا دم سوى حالة واحدة فى السويس، ولكن عندما دخلت التيارات الدينية وسيطرت على هذه الحشود تغير الموقف.
◄ لكن النظام رد على الثوار بموقعة الجمل، فهذه المؤامرة كانت هى المسمار الأخير فى نعش مبارك، ولو كانت النوايا صادقة فى التغيير ما جرى هذا العدوان على الناس فى الميدان؟
◄ لا أريد الحديث عن ملف أمام القضاء ولكن هناك من يرى أن معركة الجمل كانت مجرد صدفة.

◄ قاطعت.. صدفة إزاى يعنى؟
◄ أنا لا أريد مرة أخرى التدخل فى عمل القضاء وأروى لك فقط بعض ما قاله شهود هذه الوقائع من أن نية الناس لم تكن تقصد الاشتباك، هذه شهادات والقضاء هو الذى سيحكم فى النهاية ولكن سقوط دم وشهداء كان أمراً حزيناً جداً لمصر كلها.

◄ كيف تقيم سنوات حكم مبارك إذن؟
◄ هناك سلبيات وإيجابيات فى هذه الفترة فمبارك خدم مصر كثيرا طوال عشرين سنة من حكمه، وفى السنوات العشر الأخيرة كان هناك بداية تفكير فى تطوير الحزب الوطنى وإنشاء لجنة السياسات وتمهيد الأرض للتوريث، ومبارك لم يكن متحسبا لنتائجها على نحو كاف، فقد تم تعديل الدستور رغم رفض مبارك شخصيا لهذا التعديل، لكن الحزب أقنعه بهذا التعديل وقالوا له إن هذا جزء من التحول الديمقراطى لأنه لا يوجد سوى بلدين فقط يتم فيهما انتخاب الرئيس من البرلمان هما كوريا الشمالية وسوريا، والحزب أقنعه بضرورة تغيير الدستور للانتخاب الحر، وأنا شخصيا قلت له إن أردت التغيير والتحول للديمقراطية فيجب أن يكون هذا فى عدم وجودك، أى أن يتم الأمر من بعده أو أن يمتنع هو عن ترشيح نفسه، وألا يكون جمال، لكن تعديل الدستور ثم خوض الانتخابات وأنت فى السلطة فالأمر كله سيظهر على نحو صورى، لكن الحزب استطاع أن يؤثر على موقفه بالتغيير.

وفى 2007 ظهر تفصيل التوريث، وقلت له حينها بأنه منح المعارضين مادة للهجوم على النظام، والناس ستفهم أن مصر لن تصبح ديمقراطية أبدا، ووقتها كان يشعر بالضيق، ويشعر أنه تورط فى ذلك، ثم فكر عندها فى تعيينى نائبا لرئيس الجمهورية لهدم فكرة التوريث بعدما اكتشف هذه الورطة، لكن حدث ضغط كبير عليه لعدم تعيينى لأن الحزب لم يكن يريد نائبا لرئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، وعارضوا قرار الرئيس بشدة، والرئيس كان يلتزم الصمت لتفادى أن يدخل صراعا عائليا سواء مع ابنه أو السيدة زوجته.

◄ هذا الحزب لم يكن حزبا حقيقيا، كنا نشعر نحن أنه مجرد كومبارس، الآن أنت تصوره باعتباره صاحب اليد الطولى على الرئيس، وأن كل ما تقوله أنت أو أركان النظام أمنيا واستخباراتيا وكل أجهزة الدولة كان بلا قيمة فى مواجهة ما يقوله قيادات الحزب؟
◄ لأ، الحزب كان مؤثرا جدا على قرارات الرئيس بما يخص الحزب.
----------------
تابع

شاهد الترجمة








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس