الموضوع: متاحف عالمية
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2008, 03:12 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: متاحف عالمية




وقد قيل الكثير عن فيلازكيز وأعماله الفنية ، ووصفه البعض بأنه رسام واقعي ، بل واتهمه آخرون بأنه مجرد ناقل

للواقع الذي يراه بعينيه ، لكنه فيلازكيز أكبر من ذلك بكثير ، أنه فنان مبدع أصيل عبقري ، فلوحاته بمتحف ألبرادو

توضح أنه عبر عما رآه ضروريا في الواقع ، وتخلي عن الأشياء الهامشية الأخرى ، عبر بفرشاته عن الانفعالات

الإنسانية وحركات العضلات بدقة متناهية ، كما في لوحة (فولكان فورج) التي رسمها في عام 1630 وأقتناها فيليب

الرابع بعد ذلك بأربعة أعوام.

ويضم ألبرادو نحو 50 لوحة زيتية من أعمال فيلازكيز ، من بينها القطعة الفنية الرائعة (لاس ميبيباس) ، وهي عبارة عن

رسم علي قماش بطول 318 سم وعرض 276 سم ، وكانت تسمي أصلا (عائلة فيليب الرابع) ، ويظهر مرسم الفنان في

خليفة اللوحة ، كما يظهر فيلازكيز في جانب الرسم ، ويبدو كل شيء في اللوحة بشكل تلقائي ، ويتضح أن الفنان نجح

إلى حد كبير في تصوير طبيعة اللحظة بمهارة فائقة مستغلا الضوء والظل وغني الألوان ، أما لوحة (الغازلات) فهي عمل

فني آخر يجسد مهارة فيلازكيز في رسم حركات الأجسام وفي اللعب بتضارب الألوان ، وهي لوحة يقول عنها النقاد

إنها أثرت بدون شك على اتجاهات الانطباعيين في القرن التاسع عشر.

ومن اللوحات الرائعة الأخرى لوحة (استسلام بريدا ، التي تجسد استسلام ناساو ورجاله ، ويبدو في الصورة سبينولا ،

إحدى الشخصيات الرئيسية في الصورة ، وهو يرحب بناساو بطريقة إنسانية وهو يسلمه مفاتيح المدينة، وهذا يعكس

الجانب الإنساني الرقيق في شخصية فيلازكيز نفسه ، ورغم أن اللوحة تظهر هذه الإيماءة الإنسانية الرقيقة، إلا أن

فرشاة الفنان لم تنس رسم تعبير الانتصار والفرح على وجه سبينولا ، أما لوحة انتصار باخوس فهي واحدة من أشهر

أعمال فيلازكيز ، وتجسد براعته في إبراز المشاعر الإنسانية.

موريللو . . و400 لوحة


ولد بارتولومي أستبان موريللو في أشبيلية يوم 31 ديسمبر 1617 ، وتوفي يوم 3 إبريل 1682 بعد أن سقط من فوق

سقالة في مدينة قادش بأسبانيا ، وهو يرسم الأجزاء العليا من لوحة بعنوان (زواج القديسة كاترين) ، اجتذب فن الرسم

موريللو منذ صغره ، وتلقى دروسه الأولى في مرسم جوان دل كاستيلو ، وعاش حياة بسيطة كرسها للرسم ، حيث رسم

نحو 400 لوحة خلال 04 عاما ، منها مائة لوحة ضخمة ، وقد شكلت مدينة أشبيلية وروحها وطبيعتها الأساس الفني الذي

انطلق منه إلى آفاق أرحب في عالم الفن.

وفي عام 1648 تزوج موريللو من دونا بياتريس كابريرا ، وهي سيدة من عائلة أرستقراطية ، فبدأ يضع لنفسه أسلوبا

متفردا في الرسم ، وتخلي عن تأثير فيلازكيز ، وريبيرا وزورباران ، وهو التأثير الذي كان واضحا في أعماله الأولي ،

وبالتالي بدأت مرحلة للفنان ورسم لوحات رائعة من بينها رؤيا القديس انطونيو ، وأنجب موريللو من زوجته مالا يقل عن

تسعه أطفال ، إلا أن معظمهم ماتوا في سن مبكرة ، ولم يتبق سوي ثلاثة أطفال.

ويضم متحف ألبرادو نحو 40 لوحة أبدعها موريللو ، أهمها وأكثرها شهرة لوحة (الطفلان والصدقة) ، التي أتقن فيها

التعبيرات المرسومة علي وجهي الطفلين ، حيث يقدم أحدهما للآخر الصدفة ليشرب منها ، بينما يتابع حمل وثلاثة ملائكة

هذا المنظر الذي يجسد البراءة ، وقد نجح موريللو في المزج بين الألوان بطريقة عبقرية ، وفي إضفاء جو من الشفافية

على الطفلين.

ومن الأعمال الهامة الأخرى في ألبرادو لوحة (جبل بلادنس) التي من المرجح أن يكون قد رسمها في حدود عام

1678 والتي تأكد فيها نضجة الفني.

وركز الفنان في هذه اللوحة على وجه العذراء الذي يعكس جمالا رائعا وتقوى دينية في الوقت ذاته ، فالجمال ففي

اللوحة الهي ولكنه جمال امرأة أيضا ، وهذه اللوحة رسمها موريللو لصالح مستشفى القساوسة في أشبيلية ، واستولى

عليها المارشال سولت خلال حرب شبه جزيرة أيبريا ، وأشترتها الحكومة الفرنسية من أتباع سولت في مزاد علني في

مايو 1852 ، وظلت لمدة قرن معلقة في متحف اللوفر ، ولكنها عادت الى أسبانيا في عام 1940 بعد تبادل للأعمال

الفنية بين الحكومتين الفرنسية والأسبانية ، منذ ذلك الوقت وهي معلقة في متحف ألبرادو بمدريد.

وتعد لوحة ( القديس توماس من فيلانوفا يتصدق على الفقراء ) من أضخم أعمال موريللو ، حيث يبلغ طولها 319 سم

وعرضها 149 سم ، وهي في الوقت ذاته عمل فذ يؤكد براعة هذا الفنان ، وتمكنه من أدواته ، خاصة وأن ألوانها غاية

في الروعة ، توزيع الإضاءة فيها جاء ليتماشى مع موضوعها.

وفي متحف ألبرادو بورتريه ذاتي للفنان يعد من أفضل الأعمال التي رسمها موريللو ، ولكن يمكن القول بشكل عام أن

موريللو تفوق بشكل خاص في رسم الأطفال أو العذارى ، مثل لوحة (يوحنا المعمداني وهو طفل) أو لوحة راعي الغنم

الطيب)، حيث يجلس طفل بجوار حمل وعلى وجهه تعبير كله براءة ، ويدرك الزائر بعد تفقده للوحات موريللو في متحف

ألبرادو أن معظم موضوعات اللوحات التي رسمها هذا الفنان تركزت حول قضايا وأفكار دينية مستوحاة من الإنجيل ،

وأنه قلما خرج عن هذا الإطار.


جويا . . التحرر والتمرد


يعد فرانشيسكو دي جويا واحدا من أعظم الرسامين في العالم ، وواحدا من الأفذاذ الذين لا يكفي وصفهم بالعبقرية ،

لقد اتسم جويا بقدرة إبداعية غاية في الثراء ، جعلته يبدع العشرات من اللوحات المتنوعة في موضوعاتها وأفكاره

ا بشكل مذهل.





ولد الفنان العظيم في مدينة (فوندتودوس) التي تبعد نحو 50 كليلو مترا من سرقسطة يوم 30 مارس 1746 وتوفي في

بوردو يوم 16 إبريل 1828 ، وكان أهم حدث خلال السنوات التي قضاها جويا في سرقسطة هو تعرفه على مجموعة من

الفنانين ، كان أبرزهم فرانشيسكو بابو الذي رحل إلى مدريد ، فأغرى جويا على الذهاب إلى العاصمة أيضا ، وأراد

جويا الالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة لكنه لم يقبل ، وفي عام 1770 ذهب إلى روما فتحسنت أموره في إيطاليا ،

وفي عام 1771 حصل على الجائزة الثانية في المنافسة التي أجرتها أكاديمية بارما للفنون الجميلة.

وفي عام 1773 عاد إلى مدريد حيث تزوج من جوزيفا بايو ، وكانت تلك خطوة مهمة في حياته ، إذ تمكن من الإقامة في

العاصمة معتمدا على مساعدة شقيق زوجته فرانشيسكو ، وفي عام 1780 التحق جويا بأكاديمية سان فرناندو للفنون

الجميلة ، التي كان لها تأثير كبير على الدوائر الرسمية ، وفتحت له الطريق أمام تأكيد مواهبه.

وعين جويا رساما لدى الملك في عام 1786 ، وسارت الأمور على ما يرام لمدة ستة أعوام ، وفي عام 1789 عينه شارل

الرابع رساما في البلاط ، وفي الخريف عام 1792 خرج جويا في رحلة الى قادش ، أصيب خلالها بالمرض الذي ظل

يعاني منه لعدة أشهر ، وعندما شفي منه جزئيا ، ظل أصم بقية حياته.

ونشط جويا بعد شفائه ورسم العديد من اللوحات ، التي اتسمت بالجرأة في موضوعاتها والزهور في ألوانها ، وفي

عام 1798 رسم لوحة (سان انطونيودي لافلوريدا) ، ورسم بعد ذلك بعام سلسلة من اللوحات أكدت نضجه الفني وتملكه

لكافة فنون الرسم والتعبير.

وفي العام الأول من القرن التاسع عشر ، أنهى جويا واحدة من أهم أعماله ، وهي اللوحة الرائعة (عائلة شارل الرابع)

التي تعكس دراسته النفسية للأشخاص الذين رسمهم في اللوحة ، وعاش جويا مأساة حرب شبه جزيرة أيبريا ، ورسم

لوحات مثل (الثاني من مايو 1808 في مدريد) و (المعركة مع المماليك) و (الثالث من مايو 1808 في مدريد) و (إطلاق النار

على الأمير بايوس مونتان) ، وهذان الرسمان من أشهر أعماله وأروعها ، كما رسم خلال الفترة من 1812 حتى

1814 عدة لوحات من أهمها بائع الماء ، وفي عام 1815 رسم البورتريه الذاتي الشهير ، وبعد ذلك بأربع سنوات أبدع

سلسلته الشهيرة التي أطلق عليها اسم (الرسومات السوداء).

ورحل جويا إلى باريس ثم إلى بوردو ، وأصيب بالمرض في عام 1825 ، وعاد إلى مدريد في 1826 ، ثم الى بوردو مرة

أخري ، وفي الطريق واصل الرسم وأنجز إحدى آخر لوحاته وهي (عاملة الحليب من بوردو) وتوفي قبل أن يكمل

بورتريه جوزيه دي مولينا ، الذي بدأ رسمه في عام 1828.

وجويا فنان تمكن من التحرر من الأشكال والأفكار التي كانت سائدة في عصره ، فقد رسم ما يريده بتلقائية ، وتمرد

على كل الأوضاع والفساد المستشري في البلاط ، ولم يتردد في رسم شارل الرابع ، وماريا لويزا ، أو فرناندو السابع

كما رآهم ، ليقدم رأيه الشخصي فيهم ، كما استنكرت فرشاة جويا أهوال الحرب من خلال ( الرسومات السوداء ) ليقدم

كنز ثمين

والزائر لمتحف ألبرادو يستمتع بمشاهدة 114 رسما زيتيا و50 رسما تخطيطيا أبدعها جويا وهذا العدد يمثل كنزا لا يقدر

بثمن ، ويري الكثير من النقاد أن لوحة ( أسرة شارل الرابع ) تعد واحدة من أهم وأفضل أعمال جويا ، وفي الواقع

فأنها قطعة فنية في حد ذاتها ، بالإضافة إلى ضخامتها ، إذ يصل طولها إلى 336 سم وعرضها 280 سم ، ولكن الشيء

الأكثر أهمية في تلك اللوحة ان جويا نجح بقدراته الفنية العالمية في وضع لمسات ساخرة جعلها تنبعث من جو اللوحة

بأكملها ، حيث أبرز تعبيرات الفظاظة وعدم اللياقة على وجود من رسمهم.

والرائعة الأخرى لجويا لوحة (الماجا العارية) التي صور فيها جسم المرأة ، وأبدع في زوايا الضوء وفي توزيع الألوان ،

أما لوحته (الثاني من مايو 1808 في مدريد - المعركة مع المماليك) فهي لوحة ضخمة طولها 345 سم وعرضها 266 سم ،

وتمكن جويا فيها من تجميع عناصر درامية عديدة تجعل من يشاهدها يشعر بأنه موجود بالفعل في الحديث ، فالألوان

نابضة بالحياة ، أما لوحة (الثالث من مايو 1808 - إطلاق النار علي الأمير بيو مونتان) فهي لوحة ضخمة هي الأخرى ،

ولكنها قد تتفوق على سابقتها حيث مشهد الإعدام يتجسد من خلال تعبيرات الأمير ومن حوله.

أما البورتريه الذاتي الذي رسمه جويا لنفسه خلال الفترة من عام 1817 و 1819 فهو لوحة صغيرة (46 × 35 سم) ويبدو

الضوء ينير وجهه ، بينما تنتشر الظلال في خلفيه الصورة ، وقد نجح جويا في رسم التعبيرات والملامح الدقيقة للوجه ،

وما فعلته به السنون .

حقاً أن متحف ألبرادو واحد من أهم متاحف الفنون الجميلة في العالم ، بل أنه الأهم على صعيد الفن الأسباني ، الذي

قدم للعالم الكثير من العباقرة ، أمثال جويا وبيكاسو وغيرهما..


يتبع
__________________






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس