الاحتجاجات التي عمت الشوارع المصرية والتي بدأت بطبقات فقيرة ووسطى لتشمل حتى الطبقات الغنية...غضب شعبي عام ومظاهرات ترجمت كلام من يقول أن الانتخابات لم تعد الطريقة المثلى للتغير بل اصبح الشارع هو الفيصل في مايحدث....فأي تغيير نتحدث عنه ؟
جميع وسائل الاتصال قطعت وانتشرت الشرطة في الشوارع وتلاها تقدم الجيش مع قرار حظر التجوال....لكن الشعب استمر في مطالبته بالتغيير.
الرئيس المصري أقال حكومته رافضا الخضوع للمطالبة باستقالته محكما قبضته على الجيش الذي دخل الى المدن لمنع انفجار غضب الشعب المناهض لحكم استمر ثلاثين سنة فهل اكنت تلك الخطوات كافية لاعادة المتظاهرين الى بيوتهم؟
كثيرون يقولون أن المشكلة لن تحل حتى مع اقالة الحكومة فالامر يتعلق بحكم مبارك، اذ تقول الحكومة ان نسبة النمو الاقتصادي بلغت ستة في المئة غير ان الفقراء يقولون أنهم لم يطالوا ثمارها بعد.
عندما اقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حكومته ووعد بانتخابات مبكرة كان هذا مؤشرا على انتهاء حكمه...اعطى الوعد في الصباح وفر من البلاد في المساء. لكنه لم يكن قادرا على كسب تاييد الجيش للقيام بمهمة ضبط المحتجين وهي العملية التي اخفقت فيها الشرطة.
كانت رسالة مبارك قوية اللهجة واظهر تصميمه على البقاء, فربما تجربة بن علي أخذت منها العبر.. فتضمنت الرسالة عصا كبيرة وجزرة صغيرة,, جاءت العصا على شكل دبابات تزحف في العاصمة والمدن الاخرى أما الجزرة فكانت اعتراف مبارك في خطابه المتلفز بوجود احباط اقتصادي عند كثير من المصريين وفي وعود باصلاحات تساعد الفقراء على وجه الخصوص اضافة الى وعود غامضة باصلاح سياسي .
التونسيون حصدوا ثمار احتجاجهم , وفي مظاهرات مؤيدة للشعب المصري طالبوا مبارك وبشكل صريح أن يتبع خطى بن علي .
ولمن يحتجون على وجوده في الحكم قال مبارك إن مستقبل مصر أكبر وأهم من أن يترك للاقتصاديين وحدهم.
لكن المستثمربن قلقون بشأن من سيتولى ادارة الحقائب الاقتصادية الرئيسية وما اذا كانت الاصلاحات سوف تم مراجعتها.
اذا ماذا بعد الاحتجاجات وتصدي الجيش لها هل قمع المتظاهرين في الشوارع سيأتي بنتائجه؟
هل ستكون للتجربة التونسية تأثير على مايجري على الساحة المصرية من مظاهر الغضب والتغيير السياسي؟؟ يبدو أن مبارك مازال متمسكا بالسلطة ومحتميا بالجيش الذي ينتظر منه أن يرفض اطلاق النار وقمع المحتجين... فمصر الى أين..؟؟ وماذا بعد المظاهرات؟؟ تبقى هذه الاسئلة بانتظار ماترويه صورة الشارع المصري الغاضب والرافض لواقع سياسي بدأ يصارع بأنفاس بدأت تتلاشى