[أحمد اسماعيل]

الموت علينا حق ..

ما أصعب ان تفقد عزيزاً عليك .. والأصعب أن تفقده دون ان تراه عيونك
كانت فى غربتك أحلاماً وأياما . وأحبة أعزاء على قلبك .. تتخيل عندما
تعود كيف أحوالهم .. وتعدد حاجاتك وما سوف تحمله لهم ..
ودوماً فى بالك وداعهم لك. وربما كان الوداع الأخير دون أن تعلمون
هذه امور وذكريات لا تفارق من فارق أحبته وأهله .. للعمل او الدراسة
ويظل على أمل اللقاء بهم ..يشعر بدفء أحضانهم وحنانهم ...
يوماً من الأيام مرضت فى الغربة .. طوال الليل أعانى وقلت انها النهاية
لا أحد يشعر بكِ .. حتى فى أيامك العادية .. أحزانك فى قلبك .. ملك لك
وحدك .. مجبر أنت على الابتسام والملاطفة .. ليس لهم ذنب فى آلامك ان
يعيشوا تفاصيلها او يشعروا بها ...
وفى أجازى مرضت فى بلدي ..وجدت أهلى ,احبتى حولى .. وعيون تبكى من
أجلى .. أيقنت وقتها اننا مكرهون كثيراً على الغربة .
أتذكر هذه الأيام .. وأنا أتامل مواقف الحياة ... وما يدول حولى
بالامس القريب .. كنت اجرى على رمال الشاطئ أنا واصحابى
وكلنا فى حالة سعادة يتمنى ان يجدها فى وطنه وبين أهله .
لكن دوماً تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ولان أوقات السعادة قليلة
كم أنت قاسية يا دنيا .. لقد فقد صديق لى والده وهو بعيد عنه .
وهنا الصعوبة .. ان تفقد من تحٌبه دون ان تراه عيونك .. وتظل دوماً على أمل
لقائه .. ونسأل الله اللقاء فى الجنة وندعوا له بالمغفرة.
هذه هى الدنيا .. وهذه هى الغربة واحوالها وأيامها
الدنيا لا ترحم .. و الفرح لا يدوم .. وأيضاَ الحزن يوماً ينتهى.
لذلك أحبائي واخوانى وأخواتي الأعزاء :
أصنعوا الخير بين أحبتكم وفى محيط حياتكم ومجتمعكم .. ولا تجعلوا
أيامكم ولا حتى ساعة من عمركم تضيع فى خصام وعتاب وحزن وألم .
لا تهدموا ما تبنوه .. ولا تخسروا خيراً بأيديكم جمعتموه .
تعاونوا على الخير ... على فعل ما يرتقى بمن حولكم .
تبقى الذكرى وهى الاطول .. أجعلوها ذكرى عطرة ..
بالنهاية .. ادعوا لكم ان تتآلف قلوبكم
وان يظل الخير بينى وبينكم .

أخواكم : أحمد إسماعيل