[نور]

قبلـــة حــــارقـــة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




لا أخفيكم سراً فأنا أحبها... نعم أحببتها منذ فترة ليست بالقصيرة وهي لم تمانع حبي القاتل فكانت دائما قريبة مني كنت لا استطيع أن أفارقها فقد تحول حبي لها إلى جنون وشغف لا يوصف فلم أكن أخرج إلا وكانت رفيقتي ولم أكن أذهب لمكان ما دون أن تكون ممسكة بذراعي وهي تتنهد بنعومة وسلاسة تنساب بين يدي ....



كانت تخبرني دائماً إنها ملكي وحدي ...إنها ملاذي الأخير ولن تدعني أفلت منها ، كانت تهمس لي بأعذب الكلام وهي تلامس شفتي بحنان ورقة ، قبلاتنا أصبحت مكشوفة فلم أعد أكترث للناس أو المجتمع فبعد أن كنا نتوارى عن الأنظار لكي أسرق منها قبلة وهي تتضاحك بنشوة ودلال الفتيات المعهود أصبحت قبلاتنا أمام أنظار الجميع وتعود علينا الناس فلم يعد أحد يتهم لأمرنا ونحن نمارس طقوسنا العشقية في أي مكان ...في الباص ، أو في المطعم بعد وجبة غداء دسمة ما أنفك أن أنتهي من الطعام حتى ألثمها بقبلة حارقة ..



شاءت الأقدار أن نبتعد بعد أن دام حبنا لعامين كاملين لكني نقلت من موقع عملي إلى موقع آخر ورأيتها فرصة لكي أفك خناقها عني فقد ضقت ذرعاً بها وهي تسلبني كل ما أملك مع أن فراقها كان قهراً لقلبي الحزين لكني لم أجد بداً من تركها مع أنها أصرت على اللحاق بي لموقعي الجديد لكني تجاهلت الأمر فلم أعد أكترث ولم تكترث هي الأخرى لقراري بل وجدت فماً آخر جاهز لهذه القبل القاتلة ....



وبعد مدة طويلة شاءت مشيئة الله أن ألتقي بها على انفراد في إحدى صالات الانتظار كانت تجلس أمامي كأنها تنتظرني منذ سنين ، أصدقكم القول التهبت في أحشائي نار العشق القديم وتلك اللحظات الرائعة التي أنسى فيها نفسي وأنا بين ذراعيها ولم أتمالك نفسي من التقدم وأمسكتها بيدي و قلبتها بين أصابعي .وساد الصمت للحظات ظننتها دهوراً .... وفجأة نطق لساني

-لا لن أدعك تمتلكين قلبي مرة أخرى ...لن أكون ألعوبة بين يديك فقد تعلمت درسي ... وانتهى العهد القديم بيننا إلى الأبد

وهنا سحقتها براحة يدي وتطايرت أشلائها مهزومة أمام جبروتي وعزتي بنفسي ولم يبقى منها سوى العقب الذي رميته باحتقار في أقرب سلة مهملات

سادتي تلك هي حكايتي مع حبيبتي السيجارة التي طالما أذلتني في الزمن الغابر

دمتم سالمين ....
م0ن للعظة