فتنٌ كقطع الليل المُظلِم ]
بسم الله الرحمن الرحيــم
القلب يقطر آلاماً والعين تدمع مدراراً وليس لنا فيما نرى من أفكار بُداً من ظهورها واستفشائها بيننا ..
أصبح العاقل بيننا كالمجنون في ركضه خوفاً على نفسه الخوض في معمعة تلك الأفكار التي هوَت بأهلها إلى مادون الحضيض إن كان للحضيض دون !
غدا السفور في القول والتعدي على شرع الله القويم سمة هذا الزمان، حتى أضحى طاعن الدين رمزاً تتقاتل البنان حتى تشير إليه ..
كثر اللغط وكثرت مسامعه حتى تكاثرت عقولاً تفرّغت إليه، فاستسلمت عقولاً جمة لذلك فتاهوا في غياهب التناقضات واختلاط المفاهيم، فأذهبوا بتوحيدهم إلى حيث أضاعوه ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
بادئ الأمر كان التطاول على ذوي اللحى وتم إطلاق بعض النكات عليهم وتداولها من الجميع إلاّ من ثبته الله وأعانه، شيئاً فشيئاً حتى جنحوا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإظهار سلبياتهم وسلبهم الإيجابيات منها حتى أصبحوا بُعبُعاً تخافه المرأة والشاب حتى الطفل الصغير، ثم تلا ذلك اعجاب البعض بعقولهم الصغيرة فأصبحوا ينتقدون علماء الفقه والشرع في فتاويهم، نعم قد يُخطئ العالِم ولا أحداً معصوماً عن الخطأ، ولكن لا يجب أن يكون الإنتقاد علناً حتى تُبتر الفتنة من رأسها، ولكن هيهات أن يرضى إبليس بذلك حتى استحوذ على عقول البعض فأصبح يسب العلماء اعتداءً وظلماً !
العقول في ذلك تضاربت فتولّد الغلو في قلوب بعض الغيورين على الدين (تلك الغيرة السلبية) حتى تصادمت أفكارهم مع أفكار أولائك فظهر إلينا الفكر التكفيري حتى ظهرنا بقطبين متناقضين قد ضربا بوسطية الحكمة عرض الحائط حتى تشابك الضدانِ !
واستغل الرافضة وإخوانهم من أعداء الإسلام تلك الفرصة فأخذوا يبثون سموم أفكارهم بين عامة الناس إما تقيةً أو جهاراً فتمكنوا من التأثير الخفي على الكثير من المسلمين عبر وسائل الإعلام التي أظهرت (متديني ودعاةً) كسبوا ثقة الناس بمعسول الحديث وطيب النصح فغسلوا أدمغةً بالملايين حتى بدأوا بسب صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ..
أظهروه بغير مظهره وألبسوه لباساً لا يليق بصحابي كان فيمن قال حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام فيهم: ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه )
استماتت الأصوات لتنال من أعراض صحابة حبيبنا عليه الصلاة والسلام ولكن هيهات إلا أن العاقبة لهم وهم في قبورهم وسيدحر الله ويكتم أفواه من تعدى بقوله تجاههم وما مصيرهم إلا السقوط بإذن الله.
————————————
هي فتن نسأل الله السلامة والثبات
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال الصالحة فستكون فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسى كافراً ويمسى مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا ) رواه مسلم
مما سبق إخوتي فلنحرص أن نبتعد عن معمعة هذا العالم بأفكاره الهدّامة التي أصبحت تنخر عقائدنا دون شعورٍ منا، عن طريق الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع السلف الصالح ..
فالشيطان يا أحبة خبيث يزين للإنسان أفعاله السيئة ويُكرهه بأفعاله الحسنة فلنحذر كل الحذر من نزغاته نعوذ بالله منه.
قال العظيم الرحيم الكريم الذي لم نقدِّره حق قدره ولم نعبده حق عبادته ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم )
صدق الله ومن أصدق من الله قيلاً
اللهم ثبتنا وسلّمنا واحفظ ديننا وأعراضنا واجمعنا بوالدينا وأحبتنا والمسلمين في مستقر رحمتك، اللهم انفع بهذا الموضوع كاتبه وقارئه وناقله والعامل به ..
والسلام عليكم ..