عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2009, 11:52 PM رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الموسوعة العلمية الكبرى بصدفة الغالية



الكافيار..



ما هو الكافيار؟ من المؤكد أن معظم الناس قد سمعوا بالكافيار غير أن أغلبهم ربما لم يسبق أن تذوقه أبداً. الكافيار هو من أطايب الطعام ويتكون من بيض السمك أو ما يسمى البطارخ، ومن سمك الحفش تحديداً الذي يعيش بشكل أساسي في المياه الباردة في بحري قزوين والأسود اللذين يفصلا بين روسيا والشرق الأوسط. يأتي 90 بالمئة من الكافيار الأصلي المنتج في العالم من بحر قزوين الذي توفر بيئته المكان الأمثل لإنتاج أفضل أنواع سمك الحفش في العالم. ويتنوع لون الكافيار الذي يأخذ شكل حبيبات دقيقة بين الأسود والرمادي والأصفر والبني. غير أن بعض أنواعه قد يصل حجمها إلى حجم حبات البازلاء.

ويعتقد البعض أن الإغريق كانوا يأكلون سمك الحفش قبل قرون من اكتشاف الفرس والترك له. كما تظهر صور الحفش في النقوش الفرعونية في معابد الأقصر وعلى عملات قديمة عثر عليها في تونس مما يشير إلى أن مواقع عيش الحفش قد امتدت حتى كامل سواحل شمال إفريقيا.

كما تحدث الرحالة الإغريق الأوائل عن نوعين من سمك الحفش كانا يباعا في أسواق الإسكندرية. وفي الحقبة الرومانية كان لحم الحفش من أطايب الطعام النادرة والغالية ولا يقدم إلا في الولائم كطبق خاص. وقد ذكر أن الرومان احتفلوا بهزيمتهم لقرطاجة بتقديمهم لحم الحفش في وليمة صاخبة. كما كتب سيشرون في القرن الأول قبل الميلاد واصفاً الحفش بأنه "سمك لا يناسب إلا قلة مختارة من الأطباق". أما غياب أي ذكر واضح للكافيار في المخطوطات القديمة فيشير إلى أن قليلين جداً قد عرفوه في السنوات الأولى لتسجيل التاريخ رغم أن الحفش كان معروفاً على نطاق واسع.

اسم الكافيار الذي أطلق على بيض الحفش مثلما أطلق على الطعام الذي يعد منه وصل أوروبا من إيران عبر تركيا كما دخل اللغة الإنكليزية من كلمة خافيار التركية أواخر القرن السادس عشر. غير أن كبار اللغويين في القرن العشرين يعتقدون أن أصل الكلمة إيراني وتحديداً من كلمة "تشاف-جار" الفارسية والتي تعني بالعربية كعك القوة. ويعتقد أن الأذربيجانيين والفرس الأوائل كانوا أول من تذوقوا البطارخ واعتبروه دواءً للعديد من العلل.

ويأتي أول ذكر صريح للكافيار في العصور الوسطى وتحديداً في القرن الثالث عشر في روسيا. وكان المغول بزعامة باتو خان- حفيد جنكيز خان قد استولوا على موسكو عام 1240. وبعدها ببضع شهور رحل باتو خان عن مقره بجانب نهر الفولغا مع زوجته يلدز لتفقد رعاياه الجدد في بلدة مجاورة. وكانت قبائل المغول بقيادة باتو خان قد سيطرت على معظم وسط روسيا ووصل خرابهم حتى كييف قبل أن يحرقوا موسكو ويسووها بالأرض. وحينها أراد هذا الزعيم المغولي أن يظهر للروس في الأراضي التي فتحها بأنه زعيم حضاري أيضاً.

أعد الروس لاستقبال حاكمهم الجديد وليمة عامرة، بين أطباقها سمكة حفش كاملة مشوية. وكان الطبق الختامي الذي قدمه الفلاحون الروس لإظهار احترامهم له مربى تفاح ساخن فوقه بطارخ حفش مملحة. ويقال أن يلدز شعرت بالقرف الشديد من زنخة الكافيار الساخن لدرجة أنها اضطرت إلى ترك الوليمة والذهاب إلى غرفتها دون أن تتذوق هذا الطبق. غير أن باتو خان، ذلك المخضرم الذي عجنته الحروب وشدت ساعده سنوات من وجبات العسكر أجبر نفسه على أكل ما قدم له. ولا بد أنه أعجب جداً بمذاقه لدرجة أنه احتفظ بوصفة تحضيره في مذكراته.

وفي تلك المرحلة أصبحت قبائل المغول بقيادة باتو خان تسيطر على المعابر المائية الرئيسة في منطقتي البحر الأسود وبحر قزوين وهو ما جعلهم مهيمنين على مصائد سمك الحفش وطرق تجارته. وحين بنى باتو خان عاصمته اختار لها موقعاً شمال أستراخان مباشرة عند تقاطع مهم على طريق الحرير. وهذا الموقع الاستراتيجي أعطى المغول فرصة الإفادة من طرق القوافل بين الصين وأوروبا والشرق الأوسط. واستطاع التجار المغول إقناع نظرائهم الأوروبيين بأن يحملوا معهم أحمالاً غير ذات شأن من الكافيار من مصائد الحفش في بحر آزوف. كما أن العرب نشروا الكافيار في بلاد أخرى حين دخلوا صقلية ومن هناك انتقل إلى منطقة بروفانس الفرنسية على المتوسط.

يحفظ معظم الكافيار اليوم في محاليل ملحية ويباع بأسعار تتراوح من 6 و16 دولار للأونصة. أما الكافيار الطازج المنتج من البطارخ عالية النوعية فهو أكثر ندرة وتصل أسعاره إلى 300 دولار للأونصة. فما هو مبرر هذه الأسعار الفاحشة؟ السبب هو أن هناك ثلاث دول في العالم فقط تنتجها وهي روسيا وإيران ورومانيا. وهناك كافيار مقلد تنتجه بضع دول أخرى من بطارخ سمك القد والسلمون وغيرها غير أن الذواقة يقولون أنه لا مجال للمقارنة أبداً مع الكافيار الأصلي.

السبب الآخر هو صعوبة استخلاص الكافيار، ذلك أن الحفش بطيء جداً في إنتاجه. فالحفش يستغرق من الزمن كالإنسان تماماً ليصل سن النضج الجنسي. ومع أن كل سمكة تحمل في بطنها ملايين من البيض غير أن المعدل المحتمل هو أن يبلغ فرخ واحد منها فقط سن البلوغ. وهذا الفرخ الوليد والوحيد الذي يقدر له أن يبلغ سن النضج عليه أن يجازف بحياته ليتكاثر وذلك بالهجرة إلى أعالي الأنهار وفق المسار نفسه الذي سبق أن هاجر فيه أبواه حيث يسبح عبر قنوات ضيقة ينتظره فيها صيادون قادرون على الإمساك به بسهولة فيها. وتوجد أكثر أعداد الحفش عالمياً في الأجزاء الشمالية من بحر قزوين عند مصب نهر الفولغا.
ويعتبر الحفش أغلى الأسماك في العالم. وتم حتى الآن تحديد 25 فصيلة منه ثلاثة منها فقط تنتج الكافيار وكلها تعيش في بحر قزوين.









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس