عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2009, 12:01 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: ملامح شخصية الخليفة العباسى (عبد الله المأمون) فى حكايات ألف ليلة وليلة

لا يأخذ المأمون بن هارون الرّشيد (198-218هـ/831-833م) في حكايات ألف ليلة وليلة فضاء سرديّاً واسعاً يعادل الفضاء الذي يحتلّه والده الخليفة هارون الرّشيد في هذه الحكايات، إذ تذكره اللّيالي في أربع حكايات من حكاياتها. و هذه الحكايات هي: حكاية » إبراهيم بن المهدي مع ابن أخيه المأمون «، وحكاية » المأمون و زواجه بخديجة بنت الحسن بن سهل «، و حكاية » الجواري المختلفة الألوان «، و حكاية » المأمون و رغبته في هدم أهرامات مصر «.
وتبدو صورة المأمون في هذه الحكايات مقاربة إلى حدّ ما من صورتها التّاريخيّة، كما قدّمها المؤرّخون. ففي حكايته مع عمّه إبراهيم بن المهدي، يبدو رجلاً حكيماً و عاقلاً، وخبيراً مجرّباً، ممتلئاً بالحلم والحكمة، ويعرف أن يكون نبيلاً، وكاظماً لغيظه. إذ يشير راوي الحكاية إلى أنّ عمّه إبراهيم بن المهدي لمّا آلت » الخلافة إلى المأمون ابن أخيه هارون الرّشيد، لم يبايعه بل ذهب إلى الرّيّ وادّعى الخلافة لنفسه، وأقام على ذلك سنة واحدة و أحد عشر شهراً واثني عشر يوماً، وابن أخيه المأمون يتوقّع منه العود إلى الطّاعة و انتظامه في سلك الجماعة، حتّى يئس من عوده. فركب بخيله ورجاله ودخل الرّيّ في طلبه. فلمّا بلغ إبراهيم الخبر لم يسعه إلاّ أنّه جاء إلى بغداد واختفى خوفاً على دمه. فجعل المأمون لمن يدلّ عليه مائة ألف دينار. «(7).

ويستمرّ السّرد الحكائيّ، و يلتجئ إبراهيم بن المهديّ إلى دار إحدى جواريه السّابقات ببغداد طالباً الحماية وستر سرّه، لكنّ الجارية سرعان ما تذهب إلى دار الخلافة لتشي به. وبينما هو في دارها، و إذا بالنّديم إبراهيم الموصلي وغلمانه وجنود الخليفة – الذي أرسلهم المأمون للقبض عليه و المرأة الجارية أمامهم، يحيطون به، ويأخذونه عنوة إلى الخليفة المأمون(8). و أمام الخليفة المأمون يقف إبراهيم معتذراً منشداً :
أتيــــــــت ذنبــــــــــاً عظيـمـــــــــاً وأنـــــــــت للعفـــــــــــو أهـــــــــــــــل
فــــــإن عفـــــــــــــــوت فمـــــــــــنّ وإن جـــــــــــزيـــــت فعــــــــــــــــدل.

و عند ذلك يرى المأمون أنّ العفو عند المقدرة من شيم الكرام، فيعفو عن عمّه، ويكظم غيظه، ويقبل عذره، ويردّ على شعره المعتذر، منشداً :
وكنـت إذا الصّديـق أراد غيظي و أشـــرقنـي على حنقي بريـــقي
غفــــرت ذنوبــه وعفـــوت عنه مخافــة أن أعيــش بلا صديــق(9).







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس