عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2009, 11:42 AM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: شخصيات سياسية وتاريخية

من أفكاره ومواقفه :
في المحكمة قال مرة إن أوضاع شعبه الأسود كانت قبل قدوم البيض عيش في سلام وأمن وديمقراطية قبلية بلا ملكيات واسعة ولا استغلال للإنسان ، وكان الشعب بلا طبقات كلهم سواسية وكان ذلك دستور القبائل ومجالها وذلك التاريخ والحرية هو الذي يلهمه موقفه الآن .
وقال إن حياتي في الخفاء أصعب من حياتي المحتملة في السجن في الهم ، وإن تحدينا كان بسبب أعمال ومواقف الحكومة ، وإن آخرين قبلي قد دفعوا ثمن معتقداﺗﻬم وآخرين أكثر سيدفعونه بعدي ، ثم ختم قائلا : "إن الشيء الوحيد الذي هو أقوى من كراهيتي للظروف البشعة التي سأخضع لها في المعتقل هو كراهيتي للظروف البشعة التي يخضع لها مواطنيَّ خارج السجون في عموم البلاد ، وبعد انتهاء مدة الحكم عليَّ فسأواصل المعركة لإﻧﻬاء تلك المظالم حتى تختفي إلى الأبد " (ص ١٧٧ ) ، وقد عمل إلى أن أخفاهاإلى الأبد .
وكان يرى أن النظام الظالم لا يمكن إصلاحه ، ولكن يجب التخلص منه .
وقال مرة - في زمن المفاوضات معه - : "إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتقلت فيها. ( فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سُجنت من أجلها" ! ( ٢٨٧ )

التفاؤل والأمل
يقول : "كنت حينذاك مهمشًا ، ولكنني كنت أعلم أنني لن أتخلى عن المعركة ، كنت في بيئة مختلفة وصغيرة ، حيث الجمهور هو أنفسنا وسجانونا . ولكنَّا نظرنا للمعركة داخل المعتقل كصورة مصغرة للمعركة ككل ، فقد كانت هناك - في السجن - نفس العنصرية ، ونفس الاضطهاد -كالتي في خارج السجن - . ولم يدر في خلدي قط أنني لن أخرج من السجن يومًا من الأيام ، وكنت أعلم أنه سيجئ اليوم الذي أسير فيه رجلاً حرًا تحت أشعة الشمس والعشب تحت قدمي ؛ فإنني أصلا ً إنسان متفائل ، وجزء من هذا التفاؤل أن يُبقى الإنسان جزءًا من رأسه في اتجاه الشمس وأن يحرك قدميه إلى الأمام .
وكانت هناك لحظات عديدة مظلمة اختبرت فيها ثقتي بالإنسان بقوة ولكنني لم أترك نفسي لليأس أبدًا .
. ( فقد كان ذلك يعني الهزيمة والموت" ( ٢١١
ويعترف في مكان آخر أ نِهُ أُصيب بمرض يجعل عقله ينقله إلى لحظات فرح وحزن غامرين ، ويُخيَّل إليه في تلك الأحوال مرة أنه أطلق وأنه يسير في الشوارع والبيوت التي أحبها ، وبُخيَّل إليه أيضًا أنه يدخل منازل أشباح !
ولم ييأس مانديلا وصحبه ؛ فقد كان زعيم المؤتمر المطارَد - أوليفر وأتباعه - يجوبون العالم كله ؛ يشرحون للناس عنصرية جنوب إفريقية ، وشرها المدمر للإنسانية ، وكانت صور مانديلا في كل مكان مع طلب بالإفراج عنه ، كنت أدرس في معهد اللغة بالجامعة وأرى اللوحات بأيدي الطلاب وعلى الشوارع ومواقف الحافلات ولم أكن أفهم وقتها معنى تلك اللوحات ، ولا لمن هي وبعد فترة وأسئلة عرفت عن وجود أناس ناشطين في الجامعة يطالبون بحرية أسود معتقل في جنوب إفريقية ، ويتعاطفون معه ضد الحكومة العنصرية . نعم ، كانت هناك دول تتعاطف مع المؤتمر والسود ، ولكن السود في جنوب إفريقية لو لم يحرصوا على حريتهم ، وإﻧﻬاء التمييز ضدهم في بلادهم لما أهداها لهم العالم الخارجي . ولو لم يموتوا في سبيل حريتهم ويهتموا بحقهم لما سمع عنهم أحد ، أو لو سمع لأٌُسكِت بالذهب الإفريقي الأحمر الذي استُخلِص بعرق المواطنين المساكين .
ولكن العزيمة القوية والصبر والاستمرار والإعلام المنشط للوعي والمثور للضمير ، وكثير من عشاق الحرية في العالم وقفوا إلى جانبهم وسخروا الإعلام العالمي لمصلحتهم ، حتى أصبحت الأخبار التي تُنتشر ترهب السجانين أنفسهم وليس الشعب المسجون ، ومن أمثلة التهويل الإعلامي لصالحهم ما ذكره مانديلا حين قال إنه شكى مرة لزوجته وندي : "أن الحذاء الذي تسلمته أصغر من حجم قدمي ، وسمعت بعد ذلك أن التقارير قالت إنه ستُجرى لي عملية لبتر إصبع قدمي ، وجاءت محامية لرؤية قدمي سليمة ،
وحدث أن شكونا من رطوبة الغرف ونشرت الصحف أن زنزاناتنا قد أغرقتها المياه " (ص ٢٨٣)، وقد واجهت حكومة الأفريكانو الهجين هذه الضجة الإعلامية بتعتيم كامل على قضية مانديلا وصحبه ، يحاصرون أخباره ويمنعون نشرها ويبعدون ذكره بكل طريقة ، ويحاولون - على طريقة المستبدين الأقزام - إشغال الناس بسماع أخبار منجزاﺗﻬم وذكر أسمائهم هم وقد بقي كلامه محرمًا في بلده على قومه لمدة عشرين عامًا (ص ٢٨٧). ولكنهم في النهاية ينفقون أموال الدعاية وتكون عليهم حسرة ثم يُغلبون ويخرجون أو يستسلمون للسلطة الجديدة.
ومع هذا فقد كانت حملة المؤتمر الإفريقي لمناصرة مانديلا وصحبه كبيرة متنوعة ، شملت بقاع العالم الواسعة . وعمل المؤتمر على أن يحصل مانديلا على جائزة ﻧﻬرو في الهند ، وحضر أوليفر رئيس الحزب لتسلمها نيابة عنه .
ولم يفتّ السجن في همته على الرغم من قسوته ، وربما ساعده على ذلك كثرة العدد المعتقل وعالمية الدفاع ووضوح القضية .
يقول لهم مرة : "إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتُقلت فيها فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سُجنت من أجلها " (ص ٢٨٧ ) ؛ ولذلك كان "مانديلا" يؤكد أن تجربة النضال في جنوب إفريقية علَّمته أن العنف ليس دائمًا خيارًا منبوذًا عنده ، بل يقول : "إن خمسين عامًا من عدم العنف من جانب المؤتمر لم ينتج عنها سوى القوانين الظالمة ، والاستغلال والاضطهاد للإفريقيين ، وهكذا بدت السياسة التي ﺗﻬدف إلى إقامة الدولة غير العنصرية عن طريق عدم العنف غير مجدية" (ص ١٩٥ ) ؛ فقد أجبرﺗﻬم غطرسة المحتلين العنصريين على المواجهة بوسائل أخرى .
ثم يتواضع ويتفلسف ، فيقول - عن علاقته التي انتهت وبزوجته إلى الطلاق - : "لكني مقتنع أن حياة زوجتي أثناء وجودي في السجن كانت أصعب من حياتي ، وكانت عودتي أكثر صعوبة بالنسبة لها .
فقد تزوجتْ رجلا ً سرعان ما تركها وصار ذلك الرجل أسطورة ، وعند عودة الأسطورة إلى المنزل ظهر أنه مجرد رجل " (ص ٣٤٧ ) ، وهنا لمسة تواضع جميلة ؛ فقد قل عنده الغرور الذي يركب مَن كان في مثل إنجازه .

المعتقدات الراسخة :
ساق الكتاب بلا ﺗﻬويل - كالذي حدث في بعض الكتب التي تصف ملامح السجون العنصرية - أنواعًا من العذاب الدائم والتصميم المستمر عنده وعند صحبه على المواجهة والتعلم والتطور وترقية القدرات العلمية والعقلية ، وقد حصل على شهادة جامعية في السجن . ويقول : "أما جسم الإنسان فيتكيف مع أي ظروف قاسية ، كما أن المعتقدات الراسخة هي سر البقاء في ظروف الحرمان " (ص ٢٢٦ ).
ويقارن هذا بما ورد عند فرانكل - في كتابه "الإنسان يبحث عن معنى " - : "إن السجين الذي فقد ثقته بمستقبله وبالمستقبل عامة يكون قد حكم على نفسه بالفناء . وهو مع فقدانه للثقة بالمستقبل يفقد تماسكه. ( المعنوي ، ويكون بذلك قد ترك نفسه للتدهور، وأصبح عرضة للاﻧﻬيار العقلي والجسمي" (ص ١٠٥ )
إن أمانة الكلمة والموقف ، وصحة التوجه والقصد ، تُلزم الشرفاء المخلصين وزعماء الأمة ودعاة الحق أن ينادوا بحرية الأمة وزرع أخلاق العزة والاستقلال وكرامة الأنفس والحرمات والأعراض والبيوت من أن تكون ﻧﻬبًا مستباحًا ، فلم يستبِحْ الغزاة دول وأقطار المسلمين وحرماﺗﻬم وأعراضهم وثروﺗﻬم وحدودهم إلا لأﻧﻬم قد قبلوا قبل ذلك بمستبيح مستبد صغير ، لا يرعى لهم حرمة ، ولا يقدر لهم قدرًا ولا دينًا ؛ ولأﻧﻬم سكتوا عن طلب العدل والحرية والمساواة، فلم يعرفوها ولن يرَوْها ولن يذوقوها حتى يدفعوا ثمنها.
والله غالب على أمره .

المصادر:
موسوعة ويكيبيديا
والروابط التالية:

مؤسسة نيلسون مانديلا
معلومات عن نيلسون مانديلا
صفحة المؤتمر الوطني الأفريقي الخاصة بمانديلا






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس