السيدة عائشة هي أم المؤمنين كُنيتها ( ام عبد الله) نسبة لعبد الله بن الزبير ابن أختها اسماء وزوجها الزبير بن العوام ذكر بن سعد في طبقاته عن عباد بن حمزة أن عائشة ضي الله عنها قالت : يا نبي الله ، الا تُكنيني ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أكتني بأبنك عبد الله بن الزبير " ....فكانت تُكنى بأم عبد الله وعن هشام عن أبيه : ان عائشة رضي الله عنها قالت للبني صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله ! كل نسائك لهن كنية غيري ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم - أكتني بابن أختك عبد الله ..أو قال : أكتني أم عبد الله ، فكان يقال لها أم عبد الله حتى ماتت ، ولم تلد قط . "رواه البخاري ومسلم والطبراني وأحمد وأبن ماجة) ( وعُرفت بالحُميراء) لأنها كانت جميلة شديدة البياض، والحُميراء : هي تصغير ل حمراء .لأن بياضها رضي الله عنها من شدته يختلط بِحُمرة. وليست كما يقول الجهلة الروافض ولقبت بالصدِّيقة . * السيدة عائشة وبيت النبوة كانت السيدة عائشة - رضي الله عنها - هي الزوجة الثالثة للرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد كانت أول زوجاته السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ولما ماتت-رضي الله عنها- تزوج من السيدة سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - ثم تزوج السيدة عائشة - رضي الله عنها - ولم يتزوج بكرا غيرها وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم السيدة سودة والسيدة عائشة رضي الله عنهما في نفس الوقت وكانت السيدة عائشة موعودة ( مخطوبة ) لجبير بن مطعم قبل تزويجها للنبي صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ابي بكر الصديق عائشة ، فقال ابو بكر :يا رسول الله قد كنت وعدت بها أو ذكرتها لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، لأبنه جبير ، فدعني حتى أسلمها منهم ، ففعل ، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بكرا (الطبقات الكبرى) وعن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن عائشة رضي الله عنها - لما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم - أن ام رمان قالت: ان المطعم بن عمير كان قد ذكرها على أبنه قالت فدخل ابو بكر على مطعم وعنده أمرأته أم أبنه الذي ذكرها عليه ، فقالت العجوز : يا ابن أبي قحافة ! لعلنا ان زوجننا أبننا أبنتك أن تصبئه وتدخله في دينك الذي أنت عليه ! فأقبل على زوجها المطعم فقال : ما تقول هذه ؟ فقال : انها تقول ذاك . قال : فخرج أبو بكر وقد أذهب الله العدة التي كانت في نفسه من عدته التي وعدها اياها (المستدرك على الصحيحين للحاكم ) وهذا الحديث ورد مفصلا في حديث البخاري رحمة الله كيف خطبها صلى الله عليه وسلم ؟ ورد في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، تزوجها بأمر من الله كانت في الرُؤيا -ومن المعلوم أن رُؤيا الانبياء حق " ورد في البخاري في الناقب" عن عائشة رضي الله عنها قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:رأيتك في المنام ثلاث ليالِ ، جاء بك الملك في سراقة من حرير ، فيقول : هذه أمراتك فأكشف عن وجهك فاذا أنتِ فيه، فأقول: أن يك هذا من عند الله يُمضه) متفق عليه عمرها وقت الخطبة؟ عن هشام بن عروة عن أبيه قال : تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بعد وفاة السيدة خديجة بثلاث سنين ، وعائشة يومئذ ست سنوات ، وبنى بها صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنوات" وقد كانت عائشة - كغيرها من الأطفال- كثيرة اللعب والحركة ، لها صُويحبات تلعب معهن ، كما أن لها أرجوحة تلعب بها ... وقد تمت خطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...ونظراَ لحداثة سنها فقد بقيت تلعب بعد زواجها فترة من الزمن روي عنها أنها قالت: دخل عليّ رسول الله وانا ألعب بالبنات فقال : ماهذا يا عائشة ؟ قلت : خيل سليمان ، فضحك. وقد ذكرت رضي الله عنها أدق تفاصيل تلك الخُطبة المباركة....فهي أجمل وأحلى ذكرياتها التي تحن اليها ....فهي ذكرياتها بزوجها الحبيب رسول الله التي عاشت معه أسعد السنوات ..فهي ذكريات لها في قلبها مكانة عظيمة فنستمع لها وهي تروي لنا هذة الخُطبة المباركة فتقول : " لما ماتت خديجة جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله الا تتزوج ؟ قال : ومن ؟ قالت : ان شئت بكراً وان شئت ثيباً؟ قال: من البكر ومن الثيب ؟ قالت : أما البكر فعائشة بنت أحب خلق الله اليك ، وأما الثيب فسودة بنت زمعة ، فقد أمنت بك وصدقتك فقال : أذكريهما عليّ ، قالت فأتيت أم رمان ، فقالت : يا ام رمان ما ادخل الله عليك من الخير والبركة ؟ قالت : وما ذاك ؟ قالت : رسول الله يذكر عائشة ، قالت أنتظري فان ابا بكر آت ، فجاء ابوبكر فذكرت ذلك له فقال لها : قولي لرسول الله فليأتِ ، فجاء رسول الله فملكها . ولكن هل كان ما روته السيدة عائشة هو أول مراحل الخطبة ؟ لقد كان هذا ما تعتقده أم المؤمنين رضي الله عنها - حتى حدثها بُرؤياه وأن خُطبته لها كانت وحياً من الله عز وجل ولم يتزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكرا غيرها وكانت تفخر بذلك ، فعنها قالت : ( يا رسول الله أرأريت ان نزلت وادياً وفية شجرة قد أُكل منها ، ووجدت شجراً لم يُؤكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال: في التي لم يرتع بها ، تُعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها) رواه البخاري محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لها : كان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يظهر هذا الحب ولا يخفيه وكان يوصي أمها ام رمان بخطيبته الصغيرة قائلا لها "يا أم رمان أستوصي بعائشة خيرا ، واحفظيني فيها " وكان يسعده كثيرا ان يذهب اليها كلما اشتدت به الخطوب ، وينسى همومه في غمرة دُعابتها ومرحها ولم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة فور خُطبتها ،نظرا لحداثة سنها، فلم يرض ان ينتزع الصبية اللطيفه من ملاهي صباها ويثقل كاهلها بأعباء الزواج وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة لحقته العروس المهاجرة الى المدينة المنورة