الموضوع: محمود درويش
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2012, 06:10 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: محمود درويش

قف الآن محمود!
غازي القصيبي الحياة - 12/08/08//
وجدت، إذن، أن للموت رائحةً..
مثل قهوة أمك.. تغسل من بركة الشعر
في الروح.. أوضار ذاك المكانْ
وجدت، إذن، في سرير الغريبة..
وصل الأمانْ
سكتَّ، إذن، بعد أن نزفت كلماتك..
وهي تعالج قفل القلوب التي صدئت.. والقلوب
التي تنتشي بالهوانْ
إذن، أنت تركض خلف الفراشة طفلاً..
تجوب الترابَ.. وترجع غض الرجولة..
تمنح فجر فلسطين لون الشقائق..
ترجع ممتشقاً سيف شعرك..
زهوَ الحصان!
* * *
قف الآن محمود! نشهد بأنك ما خنت
دارك... والبعض خانْ
ونشهد بأنك كنت تحارب حتى
النهاية... والغير خانْ
ونشهد بأنك قدمت قلبك في
مذبح الشعر... والكل خانْ
وشاعرنا كنت...
أشجعنا كنت...
أصدقنا كنت...
ما قلت إن الهزيمة عرسٌ..
وما قلت إن الفناء حياةٌ..
وما قلت إن ارتشاف القذى عنفوانْ
قف الآن محمود! لا بد من كِلْمَةٍ في الوداع..
تقول لأمك إن فتاها البهيّ الوسيم.. غدا
الآن طفل الزمانْ
قف الآن محمود! وانظر تر الورد ينبت
من كلماتك يصبغ قبرك..
ترب فلسطين..
ترب العروبة..
بالأرجوان

هاسميك بابيان في بعلبك ... ليتها أنشدت حتى الصباح
بعلبك (لبنان) - جاد الحاج الحياة - 11/08/08//


غنت هاسميك بابيان في بعلبك أول من أمس بعد سلسلة إداءاتها الناجحة لأوبرا «نورما» التي انطلقت بها مصادفة في أمستردام عام 2005 حين حلّت مكان السوبرانو الرومانية الأصل نيللي ميرسيوي، وإذا بها تصعق النقاد والجمهور متنقلة بـ «نورما» معاصرة بالغة الرقة والحيوية حول العالم. الا أن برنامج مهرجانات بعلبك لهذا الموسم لم يلحظ أهمية تضمين اللقاء بهاسميك مقطعاً من «نورما» ولو على سبيل تسجيل التحية لأنجح ما قدمته في مجال الأوبرا حتى اليوم.



في المقابل احتوى البرنامج شقين: الأول مقاطع من أوبرات غير مألوفة لدى الجمهور العريض، والثاني بالعكس تماماً.
قلة من الضالعين بأعمال هاندل الأوبرالية يعرفون «ألسينا» التي قدمت للمرة الأولى في ليبزيغ عام 1728، ثم توارت وراء الكواليس حتى مطلع الستينات من القرن الماضي، حين قرّر المخرج الإيطالي الكبير فرانكو زفيريللي بعثها مرة اخرى لشغفه بالأجواء السوريالية المليئة بأشجار ونباتات تتكلم، ناهيك ببطلة شريرة تلقى حتفها في النهاية.
وعلى رغم براعة السوبرانو الأسترالية جوان ساذرلاند في إنشاد وتمثيل دور ألسينا يومئذ، قلما لاقت هذه الأوبرا شهرة او رواجاً جديرين بالملاحظة. الا ان هاسميك بابيان افتتحت امسيتها في بعلبك بمقطع من «ألسينا» في هدوء الواثقة من قدرتها على تبليغ أعمق المشاعر لسامعيها فإذا بإدائها الجامع بين الرقة والاحتراف يحرق المراحل ويتجاوز النأي التاريخي في سهولة وسلاسة مذهلتين.
أوبرا «ايدومينو» لموتسارت شكلت اولى نجاحاته الكبرى يوم قدمها في النمسا عام 1712، لكنها لم تحرز تقدماً في التداول والاستمرار حتى أواسط القرن العشرين بعدما خضعت لجراحات تجميلية عدة. وهي في الأساس مبنية على اسطورة لاحقة للحروب الطروادية تمتزج فيها حكاية عوليس الغائب العائد بالصراع على السلطة بعد استتباب الأمن وسط عواصف بحرية وعاطفية أحالت قلب اليكترا الى جمر حارق.
أنشدت هاسميك بابيان في وصلتها الثانية سخط اليكترا على القدر الغاشم الذي سلبها حبها وتركها وحيدة فيما جزيرة كريت برمتها تحتفل بحلول السلام، وجاء الانتقال الأسلوبي من تأملية هاندل الى التشكيل التعبيري المعروف عند موتسارت ليوضح أن القوة المركزية في صوت هاسميك وأدائها تكمن في قدرتها على التلوين الدرامي والشحن العاطفي، إما للتعويض عن حدود تصعيدها الصوتي أو للتركيز على أهمية التراجيديا في ما تقدمه من مقاطع. ويأتي المثال الأبلغ عن هذه الموهبة في المقطع المختار من أوبرا «روبرتو ديفيرو» لدونيزيتي وقصتها مأخوذة من أروقة البلاط البريطاني حيث تختلط عواطف الحب بشهوات السلطة ومآسي الغيرة. أبصرت هذه الأوبرا النور عام 1837 ونجحت في ليشبونة وباريس خلال السنوات القليلة التالية ثم غابت حتى عام 1964 حين جرى تقديمها في نابولي بحلة جديدة.
من أعمال روسيني اختارت هاسميك آخر أوبرا كتبها بعنوان «ويليام تيل» بناء على مسرحية بالعنوان ذاته للشاعر الألماني فريديريتش شيلر وجرى تقديمها للمرة الأولى في ليشبونة عام 1838.
وكمثل الأعمال الثلاثة المذكورة قلما عرفت رواجاً شعبياً يذكر بسبب طولها (4 ساعات) واحتشاد مشاهدها بالكومبارس علماً أنها خضعت أيضاً للتشحيل والترجمة الى الفرنسية والإيطالية، وطالما تناقض موضوعها مع الظروف السياسية، خصوصاً في إيطاليا كونها تروي حكاية فنان ثائر على السلطة، هارب من الشرطة، يلجأ الى كنيسة... مما غيّبها حوالى نصف قرن فلم تظهر مرة أخرى حتى 1856 ولم تتحول الى عمل جوال قادر على تخطي محيطه الأوروبي في أفضل سنواتها اللاحقة.
من مقاطعها الأكثر عاطفية أنشدت هاسميك «لم يعد لحبنا أمل» وكان استسلام الجمهور لها قد استتب وعبقت جدران باخوس بقوس قزح من التواصل الحميم بين الإصغاء والإنشاد.
«قوة القدر» عنوان الأوبرا الأقرب الى ذاكرة الجمهور العريض وهي من أجمل أعمال فيردي، حملت في بداياتها عنوان «دون ألفارو أو قوة الخطيئة» وعرضت في سان بطرسبورغ عام 1862 بعد تعديلات بسيطة. لكن التعديلات على هذه الأوبرا لم تتوقف طوال القرن التاسع عشر علماً أن موضوعها مكرر يدور حول ممانعة عائلية لحب سرعان ما يتحول الى مأساة حين يقتل العاشق المرفوض والد حبيبته في لحظة انفعال شديد... أنشدت هاسميك من الفصل الأخـير مقطعاً مؤثراً منها عنوانه «أعطني السلام يا رب» قبل ان تنحني في لباقة شفافة لتصفيق حاد ونشوة عالية لدى الحضور.
في الفصل الثاني من الأمسية التقى الجمهور مؤلفه المفضل، لكل زمان ومكان، جياكومو بوتشيني في أربعة مقاطع من أربع أوبرات محبوبة أهمها «مدام باترفلاي» و «توسكا» ولم يعد في ذهن أحد ومضة شك في أننا في حضرة ساحرة بيضاء جعلتنا نتمنى الا تصمت ولو أنشدت حتى الصباح... وما بعد بعد الصباح! أما هي فكانت كريمة ومستعدة للتجاوب مع المصفقين وقوفاً فأدت مقطعاً أخيراً مبرمجاً من «لا فالي» لألفريدو كتلاني لتقدم من تراثها الأرميني ثلاثة أناشيد بينها ارجوزة الأطفال الشهيرة إبان المجزرة الكبرى ضد الأرمن: «غادر هذه الغابة يا عندليب/ لا تغني فوق ورودنا/ نفوسنا قاتمة، حياتنا مريرة/ إنك تجرح قلوبنا كثيراً/ إذهب وقل انك هربت يا عندليب/ من بلد تكسوه الدماء/ حيث الأنهر دموع/ وحيث البنادق وحدها تهيمن.
كان اللقاء بهاسميك بابيان في بعلبك اول من امس « حماماً منعشاً للروح» كقول أحدى الحاضرات ولا بد من الاعتراف بأنها كانت على حق.

الشاعر الذي رفع قضية أرضه الى مصاف التراجيديا الانسانية ... محمود درويش اتكأ على القصيدة عندما خانه القلبكاظم جهاد الحياة - 13/08/08//






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس