عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2008, 03:02 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هكذا حج الصالحون




الحلقة الثانية:

سلسلة (2) "كي يكون حجك مبرورا وسعيك مشكورا!!"

(2)
الصَّالِحُونَ...وكثرةُ الحج


- قَالَ إبراهيمُ النخعيّ عن الأسود بن يزيد( ) قَالَ: قَالَ عبدُالله بنُ مسعود:«
نسكان أحبّ إلي أنْ يكونَ لكل واحدٍ منهما شعثٌ( ) وسفرٌ
»، قَالَ: فسافر الأسود ثمانين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما، وسافر عبدالرحمن بن الأسود( ) ستين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما( ).


- قَالَ أبو إسحاق السبيعيّ( ):«
جَمَعَ الأسودُ بنُ يزيد بين ثمانين حجة وعمرة، وَجَمَعَ عمرو بنُ ميمون( ) بين ستين حجة وعمرة
»( ).

- وقال ابنُ شوذب:«
شهدتُ جنازة طاووس بن كيسان بمكة سنة ست ومائة فسمعتهم يقولون: رحمك الله يا أبا عبد الرحمن حج أربعين حجه
»( ).

- وقال ابنُ أبى ليلى:
دَخلتُ عَلى عطاء بنِ أبى رباح فَجَعَلَ يسألني وكأنَّ أصحابه جَعَلوا يعجبون من ذاك فقال: ما تنكرون من ذاك هو أعلم منى( )! قال ابنُ أبى ليلى: وكان عطاء قد حج سبعين حجة، وعاش مائة سنة( ).

- قَالَ الحسنُ بنُ عمران- ابن أخي سفيان بن عيينة -: حججتُ مع عمي سفيان آخر حجة حجها سنة سبعَ وتسعين ومائة فلمَّا كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه ثم قَالَ: قد وافيتُ هذا الموضعَ سبعين عاماً أقولُ في كلّ سنة:اللهم! لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييتُ مِنْ الله من كثرة ما أسأله ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة ودفن بالحجون... وتوفي وهو ابن إحدى وتسعين سنة
( ).

- قالَ علي بنُ الموفق( ):
حججتُ ستين حجة، فلمَّا كانَ بعد ذلك جلستُ في الحجر أفكر في حالي وكثرة تردادي إلى ذلك المكان ولا أدري هل قُبِلَ مني حجي أم ردّ!، ثم نمتُ فرأيتُ في منامي قائلاً يقولُ لي: هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب! قال: فاستيقظت وقد سُري عني
( ).

- و قالت مولاة لزيد بن وهب:
كان زيد بن وهب( ) قد أثر الرّحل بوجهه من الحج والعمرة
( ).

- وقال سحنون الفقيه:
كان عبد الله بن وهب( ) قد قسم دهره أثلاثا: ثلثا في الرباط، وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج، وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة( ).

- وعن محمد بن سوقة قال: قيل لمحمد بن المنكدر: تحج وعليكَ دينٌ؟ قَال:الحجُ أقضى للدّين- قال:يعني إذا حججت قضى الله عني ديني
-( ).

وممن ذُكر أنه حجّ أكثر من أربعين حجة:
سعيد بن المسيب( )، ومحمد بن سوقة( )، وبكير بن عتيق( )، وابن أبي عمر العدني( )، وسعيد بن سليمان ( )، وجعفر الخلدي( )، والعباس بن سمرة أبو الفضل الهاشمي( )، وأيوب السّختياني( )، وهمام بن نافع ( )، ومكي بن إبراهيم( ) وغيرهم كثير
.
ومن المعاصرين سماحة الشيخ:
عبد العزيز بن باز - رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته - وغيرُهُ
.

لطيفةٌ ونادرةٌ:

روى إسماعيلُ بنُ أمية( ) حديثاً عن أعرابي قَالَ إسماعيلُ بنُ أمية: فذهبتُ أعيدُ على الأعرابي لأنظر كيفَ حفظه، فَقَالَ: يا ابنَ أخي أتراني لم أحفظ؟! لقد حججتُ ستين حجة أو سبعين حجة ما منها حجة إلا وأنا أعرفُ البعير الذي حججتُ عليه!!
( ).

التعليق:

الأصلُ أنَّ كثرةَ الحج والعمرة مرغبٌ فيها شرعاً، وقد دلت على ذلك نصوصٌ كثيرةٌ منها:
- حديث عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ
»( ).

- و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «
مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ( ) وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ
»( ).

- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «
الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ
» ( ).

- و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «
إِيمَانٌ بِالله» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ
»( ).

- وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ:«
لَا لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ
»( ).

- و عَنْ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ، فَبَكَى طَوِيلًا، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ، فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ:
يَا أَبَتَاهُ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا، أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا، قَالَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه، إِنِّي كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلَاثٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ قَدْ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَه،ُ قَالَ فَقَبَضْتُ يَدِي قَالَ: مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟ قَالَ قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ، قَالَ: تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟ قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ...( ).


تنبيهان:

(1-)

لو لم يرد في فضل الحج إلاّ أنه أحد وَلِلَّهِ عَلَىأركان الإسلام الخمسة لكان ذلك كافياً في بيان منزلته، قال تعالى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ :« بُنِيَ الْإِسْلَامُ [آل عمران:97]، وقال اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»( )، ولما سأل جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام، عدَّ له الأركان الخمسة، ومنها الحج.

(2)

ذهب جمعٌ من أهل العلم ومنهم الإمام ابن المنذر إلى أنَّ الحج المبرور يكفر جميع الذنوب لظاهر الأحاديث الآنفة الذكر، وهو قولٌ قويّ
.

فيا أخي:
لا تغلب على الحج إلاّ من عذر وإياك والتسويف، فالعمر قصير، والفُرصُ لا تعوض، نعم ربما يكون هناك مصالح تقتضي عدم الإكثار من الحج ولكن هذه المصالح لا يقررها إلاّ العلماء العارفون بالكتاب والسنة،قالتْ اللجنةُ الدائمةُ للبحوثِ العلميةِ والإفتاء:«فرض الله الحج على كل مكلف مستطيع مرة في العمر، وما زاد على ذلك فهو تطوع وقربة يتقرب بها إلى الله، ولم يثبت في التطوع بالحج تحديد بعدد، وإنما يرجع تكراره إلى وضع المكلف المالي والصحي، وحال من حوله من الأقارب والفقراء، وإلى اختلاف مصالح الأمة العامة، ودعمه لها بنفسه وماله، وإلى منزلته في الأمة ونفعه لها حضراً وسفراً في الحج وغيره، فلينظر كلٌّ إلى ظروفه وما هو أنفع له وللأمة فيقدمه على غيره »( ).










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس