عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2010, 10:05 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

Exclamation ابكِ على خطيئتك

ابكِ على خطيئتك



لمـا خسر المسلمون معركـة أحد فوجـىء الصحـابـة رضوان الله عليهـم

وتساءلوا كيف نهزم ونحن المؤمنـون المجاهـدون في سبيـل الله ، ونحن

الموعودون بالنصـر ، ونحن الصالحون المتقــون ؟! فنزل قوله تعالى :

" أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ

إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ( سورة آل عمران:165) .



إن الله قـادر على نصركم ، ولكنه ينصر من يشـاء في الوقت والمكان والكيفيـة

التي يشـاء ، وإنـه لم ينصركم بما كسبت أيديكـم ، وبسببب معصيتكـم للرسول

صلى الله عليه وسلم حينمـا تركتم مواقعكم التي أمركـم ألا تبرحوهـا مهما حدث ،

فانتهـز المشركون هذه الثغـرة ، وهاجموا المسلمين منهـا فكانت الهزيمــة .

فالمعاصي سبب من اسبـاب الفشل والهزيمـة . والأمر ليس مقصـوراً على

معاصي الأفراد بل يشمل أيضـا معاصـي المجتمعـات ومعاصـي الحكومــات

ومعاصـي الأمم . أليس الحكم بغير ما أنزل الله معصيـة ،

أليسـت الفرقــة بين المسلمين معصيـة ؟

أليس الاقتتــال بين المسلمين معصيـة ؟

أليس انعـدام التضامن والتكافـل بين المسلمين معصيـة ؟


ولقـد أوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائـده سعد بن أبي وقـاص رضي

الله عنه وصيــة ما أحوج قـادة جيوش المسلمين لهـا اليوم فقــال :

" أما بعـد ، آمـرك ومن معك من الأجنـاد بتقوى الله على كل حال ،

فإن تقوى الله أفضـل العـدة على العـدو ، وأقوى المكيــدة في الحــرب،

وآمـرك ومن معـك أن تكونوا أشـد احتراسـاً من المعاصـي منكـم من عـدوكم ،

فإن ذنـوب الجيش أخوف عليهـم من عـدوهـم ، وإنمـا ينصـر المسلمون

بمعصيـة عدوهـم لله، ولولا ذلك لم تكن لنـا بهـم قـوة ، لأن عـددنـا ليس

كعـددهــم ، ولا عـدتنــا كعـدتهـم، فإن استوينــا في المعصيـة كان لهم

الفضـل علينـا في القــوة ، وإلا ننصــر عليهـم بفضلنــا لم نغلبـهم بقوتنــا .

ولا تقولوا : إن عـدونــا شرمنـــا ، فلن يسلط علينــا ، فرب قوم سلط

عليهم شرمنهـم ، كما سلط على بني اسرائيـل لما عملوا بمساخط الله

كفـار المجوس ، فجـاسوا خلال الديـار ، وكان وعــداً مفعــولا . (العقد الفريد )



والمعاصي سبب هلاك الأمم البـائدة : " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ

الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ

ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ

سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" ( سورة الفجر :6 -14) .

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا ظهـر الزنـا والربـا في قريـة ،

فقـد أحلوا بأنفسهـم عذاب الله " ( رواه الطبراني والحاكم ) .



والمعاصي سبب المصائب والأزمــات والكوارث .قــال تعالى:

" وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" ( سورة الشورى : 30) .

يقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام : " يــا معشر المهاجرين ! خصال خمس

إذا ابتليتــم بهن ، وأعـوذ بالله أن تدركوهـن: لم تظهـر الفاحشـة في قــوم قط ،

حتى يعلنوا بهــا ، إلافشـا فيهـم الطاعون والأوجــاع التي لم تكن مضت في

أسلافهـم الذين مضوا ، ولم ينقصــوا المكيـال والميزان إلا أخذوا بالسنين

وشـدة المؤنــة وجور السلطان عليهـم ، ولم يمنعـوا زكـاة أموالهم إلا منعـوا

القطـر من السماء ، ولولا البهائـم لم يمطروا ، ولم ينقضـوا عهـد الله وعهـد

رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهـم من غيرهـم، فأخـذوا بعض ما كان في

أيديهـم ، وما لم تحكـم أئمتهـم بكتـاب الله عز وجـل ويتحـروا فيما أنزل الله

إلا جعـل الله بأسهـم بينهـم " ( رواه ابن ماجه والحاكم ) .

والمسلم الحق حينمـا يتعرض لأزمـة أو ضائقــة يسـارع إلى مساءلـة نفسه :

ماذا جنيت وأين أخطـأت وقصـرت ؟


والمعاصي سبب الحرمـان من الرزق والخيرات والبركات . قـال تعالى :

" وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ

اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ" ( سورة النحل : 112) .

وقـال تعالى: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ

وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ" ( سورة لأعراف : 96) .

ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام :

" إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " ( رواه أحمد والترمذي ) .



والمعاصي سبب القلق والاضطراب والنكـد . يقول الله تعالى:

" وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً " ( سورة طه : 124) .

يقول ابن عبـاس رضي الله عنه : " إن للحسنـة ضيـاءًا في الوجه، ونـوراً

في القلـب، وسعـة في الرزق ، وقـوة في البدن ، ومحبـة في قلـوب الخلق .

وإن للسيئـة سـواداً في الوجـه، وظلمـة في القلـب ، ووهنــا في البـدن ،

ونقصــاً في الرزق ،وبغضـة في قلـوب الخلـق " .



والمعاصـي سبب الذل والهوان والضعف والخوف . يقــول الله تعالى في بنـي

اسرائيل: " ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ

وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ

اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ" ( سورة آل عمران : 112 ) .

وبنو اسرائيل اليوم لا يعزون بسبب طاعتهـم لله، بل بسبب معصيتنــا لله

وفرقتنـا وتقاعسنا عن الجهـاد في سبيل الله .


والمعاصي تؤدي إلى عمى القلب وتبلـد الاحسـاس بالإثم ، والاستخفاف بالذنب ،

وتقود إلى ارتكـاب مزيـد من المعاصـي .

يقول الله تعالى: " كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ" ( سـورة المطففين : 14) .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا أخطـأ خطيئـة نكتت في

قلبـه نكتـة سوداء ، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبـه ، وإن عاد زيـد فيهـا

حتى تعلو على قلبه ، وهو الران الذي ذكره الله تعالى "

( رواه أحمد والترمذي والنساني وابن ماجه ) .

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنّ المؤمن يرى ذنوبـه كأنهـا في

أصل جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبـه كذبـاب وقع على أنفه فقال

به هكـذا فطـار" ( رواه البخـاري ) .

ويقول الله تعالى: " مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ

الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ

فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ " ( سورة المدثـر: 42 - 48) .


فتــرك الصلاة قادهـم إلى ترك الزكـاة ، والخوض في مسائل العقيـدة ، ثم قادهـم

في النهايـة إلى إنكـار يوم القيامــة والحسـاب فوقعوا في الكفر والهلاك .

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهـن يجتمعن

على الرجل حتى يهلكنـه : كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القـوم ، فجعل

الرجل يجىء بالعود والرجل يجيء بالعود ! حتى جمعوا من ذلك سواداً وأججوا

نـاراً فأنضجوا ما فيها " ( رواه احمد والطبراني) .

والمعاصي تبعـد الانسان عن أهل الخير ، وتؤدي به إلى الحرمـان من العلم

بحقائق الدين واغلاق سبل الهدى في وجهـه . قـال تعالى:

" فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " ( سورة الصـف : 5) .

ويذكر أنه حينمـا وفد الشافعـي رحمه الله على الإمـام مالك رحمه الله يطلب

العلم ، ووجد فيه فطانة وذكـاء وحفظــاً قال له : إني أرى قد ألقى الله نوراً

في قلبـك فـلا تطفئـه بظلمــة المعصيــة ! .


والمعاصي سبب عذاب القبر والعياذ بالله: مر رسـول الله صلى الله عليه

وسلم بقبرين فقـال :" إنهمـا ليعذبان ، وما يعذبان في كبير. بلى إنه لكبير .

أمـا أحدهمـا فكان لا يستنزه ( لا يتطهر) من البول وأمـا الآخر فكان يمشي بالنميمـة "

( رواه الشيخان وأحمـد ) .

والمعاصـي سبيل الجحيـم والعيـاذ بالله : قال تعالى: " وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ

وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ" ( سورة النساء 14) .

اللهم نجنــا من المعاصـي والفتــن ما ظهـر منهـا وما بطـن ، واغفـر لنـا ما

سلف إنـك غفــور رحيــم .



محمد السعدي






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس