عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2009, 05:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حقيقة لا خيال
إحصائية العضو







حقيقة لا خيال غير متواجد حالياً

 

افتراضي الخَرْقَاءْ وخطورة نقض العمل المحكم !!

الخَرْقَاءْ وخطورة نقض العمل المحكم !!






أ.د. نظمي خليل أبو العطا موسى


يقص الله سبحانه وتعالى علينا قصة المرأة التي نقضت غزلها من بعد إحكامه ، حيث نراها جالسة وقد أعدت خامات غزلها وبدأت بجد واجتهاد تغزل خيوطها بإحكام ، ظلت تجتهد طوال الوقت , وأنتجت غزلاً قويًا لا عيب فيه ، وفجأة تتوقف المرأة ، تنظر إلى غزلها ، ثم تنهال عليه نقضًا بعصبية زائدة وأعادت الخيوط سيرتها الأولى ، ثم بدأت تنظر إلى الخامات من جديد ، وبدأت تغزل ، الإنتاج جيد ، وفجأة تقف وتنظر إلى غزلها ثم تنهال عليه نقضًا ، وهكذا صورة مَرَضية مكرورة عجيبة مضحكة مبكية , من يرد أن يكون في هذه الصورة المزرية ؟! لا عامل يرغب في إتقان عمله ثم ينقضه كالمرأة التي تغزل غزلاً وتحكمه ثم تنقضه كما قال الله تعالى :"وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً " النحل (92).


قوة : أي إبرام وإحكام . (كلمات القرآن تفسير وبيان , حسنين محمد مخلوف )
أنكاثا : أنقاضاً محلولة الفتل .(المرجع السابق )
يقول صاحب التفسير المنير حفظه الله في تفسير الآية فقال : ولا تكونوا في نقض العهود والمواثيق (والأعمال) كالتي نقضت غزلها بعد إبرامه قال : قال عبدالله بن كثير والسدي : هذه امرأة خرقاء كانت بمكة ، كلما غزلت شيئًا نقضته بعد إبرامه وقال : أو هو مثل لمن نقض عهده ( أو عمله ) بعد توكيده كما قال مجاهد وغيره ، فمن نقض العهد ( والعمل ) كان كمن نقض الغزل بعد فتله وإبرامه ، فهو ليس من فعل العقلاء ، إنما في زمرة الحمقى .
الدروس المستفادة من الموقف :
يستفاد من الموقف السابق :
1- التخطيط المقدم والمحكم للأعمال ودراستها قبل تنفيذها من جميع جوانبها أمر واجب شرعًا ، حتى لا نعود بعد ذلك ونهدم ما شيدناه وبذلنا فيه الوقت والجهد والعمر والمال ، وهذا ما نراه في بعض مشاريعنا من شوارع ترصف ثم تحفر ، ومن مشاريع تؤسس ثم تغلق ، ومن زيجات تتم ثم تفض.
2- إحكام الأعمال الصالحة واجب ، فعلى المسلم أن يتقن عمله ويحكمه حتى لا يضطر إلى نقضه .
3- نقض الأعمال المحكمة من الحماقة وهذا ما نراه في حياتنا كلما جاء مسئول هدم فعل السابق وبدأ من حيث بدأ ، ولا يقيم عمله ويبني على الصالح المفيد.
4- ذم الله سبحانه وتعالى تضييع الأعمال والأوقات والأموال والأعمار ومدح المحافظة عليها.
5- في الأمثال تقريب للمجرد بالمحسوس ، وهذا يُحدث تَعَلَّمًا حقيقيًا إيجابيًا وهذا هو المقصد من المواقف التعْلِيمِيَّةَ التَعَلُّمِيَّةَ في الحياة .




---------------------------
المصدر : كتاب مواقف تربوية من القرآن الكريم والسنة النبوية , نظمي خليل أبو العطا موسى .(حقوق الطبع محفوظة للمؤلف)
رقم الناشر الدولي (في مملكة البحرين ) ISBN 978-99901-624-6-2
رقم الإيداع بإدارة المكتبات العامة (في مملكة البحرين) د.ع.2007/6784م






آخر مواضيعي 0 أحد المتظاهرين ضد حكومة المالكي في مدينة الرمادي العراقية
0 رسالة إلى طلاب كلية الطب
0 مهرجان الغدير العالمي الأول في النجف بوابة لتشييع العراق
0 هل تعلمون أن إعصار (ساندي) الذي ضرب السواحل الأمريكية حصل بتخطيط من أجهزة متطورة تملك
0 414 من نزيلات سجن النساء في بغداد تعرضن للاغتصاب والتعذيب ومصابات بالجرب..!
رد مع اقتباس