عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2011, 07:50 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي

الحشرات التي تفضل الصيام على قمم الجبال






من الطريف في عالم الحشرات ما يشاهد من ميل بعض أنواع الخنافس إلى قضاء وقت الشتاء؛ حيث البرد القارس على قمم الجبال، فبمجرد أن تحس ببرودة الجو، وأن تباشير الشتاء قد أقبلت فإنها تهرول إلى قمم الجبال، وكأنها بهذا تنادي بني جنسها قائلة: "من يسبح معي ضد التيار".
ومعلوم أن قمم الجبال والأماكن المرتفعة في البلاد الأوروبية تكون شديدة البرودة إلى حد أن تكتسي بالثلوج؛ فتنخفض درجات حرارتها إلى نحو 30م تحت الصفر، ولا شك أن هذه الحشرات ستصادف هذه الظروف القاسية؛ فهي - وإن كانت أجسامها ممتلئة بكميات من الدهن - تستطيع الاعتماد عليها خلال فترة بيات وصيام تستغرق فصل الشتاء، غير أن هذه البرودة لا بد أن تؤثر فيها، وتجعلها بحاجة أخرى إلى كمية من الوقود الذي يمدها بالدفء، وبخاصة في أواخر الشتاء؛ حيث يكون مخزونها الغذائي قد أوشك على النضوب وإحساسها بالبرودة يصبح شيئًا ملموسًا؛ فماذا تفعل هذه الحشرات التي لم يَحِن بعد وقت إفطارها؟ هل تستسلم لتلك الظروف، أم أن الله سبحانه قدر لها وسيلة مناسبة تخرج بها من هذا المأزق الحرج؟


نعم، إن الله سبحانه وتعالى الذي وصف صنعته بالحُسن، ووصفها بدقة التدبير وإحكام التقدير – قد أعطى كل مخلوق من الوسائل ما يجعله يشق طريق حياته على نحو مُرضٍ؛ فلم تشأ عناية الله أن تتخلى عن هذه الحشرات. كما لم تتخلَّ عن غيرها؛ حيث تتم بداخل أجسامها عملية هامة إبان نزوحها إلى قمم الجبال، ألا وهي أنها تأكل في هذه الفترة بشراهة، وتخزِّن الكميات الزائدة عن احتياجاتها على هيئة دهون.
وفي نفس الوقت فإنها تمتنع عن شرب الماء فتقل نسبة الماء في أجسامها، ويتحول الماء الحر الذي كان موجودًا بسوائل أجسامها إلى نوع آخر من المياه، وهو الماء المرتبط، وهو عبارة عن نوع من المياه التي تذوب فيها بعض المكونات الغذائية وتجعلها كثيفة القوام؛ ولهذه الصورة من المياه فائدة هامة، ألا وهي إكساب هذه الحشرات القدرة على تحمُّل درجات الحرارة المنخفضة؛ فلا تتجمد المياه بداخل أجسامها عندما تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي.


وإذا حدث ما لا تحمد عقباه من انخفاض درجة الحرارة إلى حدود ليس في مقدورها تَحمُّلها فإننا نجد رحمة الله بهذه المخلوقات تكسبها خاصية أخرى على درجة كبيرة من الأهمية؛ حيث يكون في مقدور هذه الحشرات أن تحصل على طاقة حرارية مذهلة؛ وهو ما بداخل أجسامها من الماء، ومعلوم أن هذه الحرارة هي الحرارة الكامنة للماء، فإذا ما انخفضت درجة حرارة الوسط المحيط إلى 30م تحت الصفر المئوي، فإن هذه الحشرات تقوم بتحرير طاقة الماء فترتفع درجة حرارة أجسامها إلى الصفر المئوي، أي ترتفع 30م، ولا تتكرر هذه العملية إلا مرة واحدة، وتكفي هذه الحشرات لإتمام صومها في ذلك المنتجعات الشتوية فتبارك الله القائل: (إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر 49.








صيام البزاقات





البزاقات تنتمي إلى مجموعة الرخويات، وهي حيوانات واسعة الانتشار، منها ما يعيش في المياه العذبة، ومنها ما يعيش في المياه المالحة، ومنها ما يعيش في البيئة الأرضية، ولقد أخذت هذه التسمية بناء على رخاوة أجسامها، ومنها ما يحمل بينه على ظهره، فحينما يحل الخطر فإنه يدخل هذا البيت، وتمتاز البزاقات بأن لكل فرد منها صدفة أثرية على ظهرها، وهذه الصدفة مطمورة في البرنس، وهذه الحيوانات تفضل الأماكن الرطبة من التربة، كما تقوم بدفن أنفسها في الطبقة السطحية من التربة أثناء النهار، ثم تعاود النشاط ليلاً، وهي إنما تفعل ذلك تفاديًا للحرارة والجفاف وضوء النهار، وتتغذى البزاقات على المواد العضوية الموجودة بالتربة، بما في ذلك الأنسجة النباتية الحية.
وتقبل البزاقات على غذائها بنهم شديد حتى أن أجسامها تكتنز بالدهن، وإذا ما حل الصيف فإنها تشعر بالخطر، ولذلك فإنها تدخل في بيات صيفي، وتستمر صائمة حتى فصل الخريف، ويستوي في ذلك الذكر والأنثى، وقد هدى الله هذه الحيوانات إلى صنع غلالة رقيقة من مادة جيلاتينية تحيط بجسمها لكي تحافظ على ما به من رطوبة هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن هذه المواد الجيلاتينية تجعل طعم الحيوان غير مستساغ لدى أعدائه، وبخاصة تلك التي تحاول التهامه، ولولا هذه الوسائل لانقرضت هذه الأنواع نظرًا لأعدائها الكثيرة، كالطيور البرية والضفادع والجرذان، وأفضل أوقات افتراس هذه البزاقات من قبل أعدائها وقت الغسق، أو عند طلوع الفجر، وعقب المطر الغزير، وبخاصة في الأجواء الرطبة.
وعندما تقبل بشائر الخريف فإن هذه البزاقات تخرج من بياتها هذا معلنة انتهاء صومها، باحثة عن طعامها بعد أن تكون قد تخلصت من تلك المواد الدهنية.
وبهذا فإن الله تعالى يضع بين أيدي عباده الكثير من الأمثلة التي تدل على تنوع الحياة، كما تدل على وحدة الخلاق العليم.


المشاركة التالية : لبعض أنواع البزاقات ...






يتبـــــــــــــع :







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس